
قال وزير الإعلام الأردني السابق فيصل الشبول: إنّ بيان الجماعة الثاني، وتنصلهم من مسؤولية العملية التي نفذها شابان أردنيان تسللا إلى فلسطين المحتلة، واشتبكا مع جنود الاحتلال الإسرائيلي، هدّأ من غضبة الأردنيين، لكنّه لم يطمئنهم إلى سلوك "الإخوان" والاحتمالات المستقبلية.
وقال الشبول في مقالة نشرها عبر صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية: "في تقديري أنّ العقلية التي وقفت وراء إصدار البيان الأول الذي تبنّى الهجوم، تثبت بوضوح أنّ إخوان الأردن يعانون من أزمة قيادة منذ عقد من الزمان، فعلى مدى (7) عقود سبقت، ومع بعض الاستثناءات، قاد جماعة الإخوان عدد من "العقلاء" الذين وازنوا بين مصالح الحركة من جهة، ومصالح الدولة من جهة ثانية، والتعامل مع حماسة الشباب ومشاعر الغلو والتطرف، لئلا تتحول من الفكرة إلى الفعل.
وأضاف في مقالته: عندما تنزل قيادات "الإخوان" إلى الشارع استثماراً لحالة الغضب إزاء العدوان الإسرائيلي، وترفع سقف شعاراتها تشكيكاً بموقف الدولة وتقليلاً من دورها في إسناد الأشقاء الفلسطينيين دبلوماسياً وإغاثياً، وتحاول استثارة المشاعر والعشائر، ثم تسمح بالتطاول على الدولة ورموزها أمام أعينها، فذلك يعكس موقف هذه القيادات التي لم تستفد من تجارب الماضي، ولم تتعلم ممّا جرى لـ "جماعة الإخوان" في المنطقة والعالم.
الشبول: بيان الجماعة الثاني، وتنصلهم من مسؤولية العملية في منطقة البحر الميت، هدّأ من غضبة الأردنيين، لكنّه لم يطمئنهم إلى "سلوك الإخوان" والاحتمالات المستقبلية.
وأشار وزير الإعلام السابق إلى البرلمان الأردني الذي يضم (31) نائباً عن حزب (جبهة العمل الإسلامي)، عُرف عن عدد منهم أنّهم يرفعون أصواتهم، ويشحنون أجواء جلسات البرلمان لتحقيق مكاسب سياسية، ويوجهون الأسئلة والاتهامات للمسؤولين.
وأوضح أنّه على الأردن الرسمي، إذن، إمّا البحث عن "العقلاء" داخل الحركة الإسلامية للتأمل معها وتذكيرها بقواعد اللعبة، وإمّا وضع خطة جديدة لمواجهتها دستورياً وقانونياً. فالأصل أنّ حركة (الإخوان المسلمين) حركة أردنية تأسست بموجب القانون وغير مرتبطة بالخارج، وأنّ حزب (جبهة العمل الإسلامي) نشأ بموجب قانون الأحزاب السياسية الأردنية، وأنّ نواب الحزب فازوا بموجب قانون الانتخاب الأردني وتحت مظلة الدستور الأردني.
وأكد أنّه خارج هذه المعادلة، يصبح إخوان الأردن خارجين على الدولة، ممّا يعني أنّ على الدولة مواجهتهم بوسائل أخرى لا تتمناها ولا يتمناها أيّ أردني، لا سيّما في مثل هذه الظروف.
وختم الشبول مقالته قائلاً: "خلاصة القول هي أنّ إخوان الأردن يعيشون أزمة قيادة بالدرجة الأولى، وعليهم التعامل معها بكل جدية حفاظاً على حركتهم ووطنهم".