جنازة نزار بنات تتحول إلى مظاهرة حاشدة تطالب برحيل عباس

جنازة نزار بنات تتحول إلى مظاهرة حاشدة تطالب برحيل عباس


26/06/2021

تحوّلت جنازة تشييع جثمان الناشط السياسي نزار بنات، التي شارك فيها الآلاف من الفلسطينيين الجمعة إلى تظاهرة احتجاجية، ضد السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، الذي دعاه المشيعون إلى الرحيل.

وأججت وفاة نزار بنات الخميس غضب الشارع الفلسطيني على الرئيس محمود عباس والحلقة الضيقة المحيطة به في السلطة.

وتوفي بنات (43 عاما) بعيد اعتقاله من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية، على خلفية فيديو نشره على مواقع التواصل الاجتماعي ووصف فيه مسؤولي السلطة بـ”المرتزقة”.

ومشى الآلاف من المشيعين خلف النعش في شوارع المدينة بالضفة الغربية المحتلة، وردد كثيرون هتافات “الشعب يريد إسقاط النظام” و”ارحل ارحل يا عباس”.

ولوّح البعض بالأعلام الفلسطينية. واحتشد أيضا متظاهرون في رام الله وخارج المسجد الأقصى بالقدس الشرقية.

وقالت عائلة بنات إن قوات السلطة اقتحمت منزله بالمدينة في الساعات الأولى من صباح الخميس وسددت له ضربات بقضيب معدني قبل اعتقاله.

وأكدت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان التابعة للسلطة الفلسطينية بعد تشريح الجثة أنه تعرض لضربات في الرأس.

وقال الطبيب سمير أبوزعرور في مؤتمر صحافي في مقر الهيئة “من خلال المشاهدة والكشف الظاهري، شاهدنا إصابات عديدة وكدمات في مناطق عديدة من الجسم، في الرأس والعنق والصدر والكتفين والأطراف العلوية والسفلية”.

وكانت السلطة الفلسطينية التي يرأسها عباس أعلنت في وقت سابق أنها ستجري تحقيقا إلا أنها لم تعلق على الاتهامات الموجهة ضدها.

ويعد نزار بنات أحد أبرز المنتقدين لسياسات السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، وسبق وأن طالب دول الاتحاد الأوروبي بوقف الدعم لهذه السلطة “الفاسدة”، ملوحا باللجوء إلى القضاء الأوروبي.

وكانت آخر مواقفه المنتقدة للسلطة ما صرح به في فيديو انتشر على نطاق واسع ووصف من خلاله المسؤولين بالمرتزقة على خلفية صفقة تبادل لقاحات ضد كورونا كانت ستجري بين السلطة وإسرائيل قبل أن يتم التخلي عنها بعد اكتشاف أن اللقاحات التي ستقدمها تل أبيب شارفت صلاحيتها على الانتهاء.

ويرى محللون أن وفاة الناشط نزار بنات من شأنها أن تعمق مأزق السلطة، التي تضررت صورتها بشكل كبير ليس فقط في الداخل الفلسطيني بل وأيضا لدى المجتمع الدولي، لاسيما بعد قرارها تأجيل الانتخابات العامة، والذي جرى على خلفية إدراكها بأن الاستحقاقات لن تصب في صالحها، وفي صالح تجديد ولاية عباس.

وأعلنت العديد من الدول الغربية بينها الولايات المتحدة عن “انزعاجها الشديد” لوفاة بنات، معربة عن انشغالها “بشأن القيود التي تفرضها السلطة الفلسطينية على ممارسة الفلسطينيين لحرية التعبير ومضايقة نشطاء ومنظمات المجتمع المدني”.

وتتهم جماعات حقوق الإنسان عباس، الذي يتولى رئاسة السلطة لأكثر من عقد بموجب مرسوم، بهرسلة منتقديه. وذكر مسؤول في منظمة هيومن رايتس ووتش أن اعتقال بنات “ليس شيئا فريدا من نوعه”.

وسبق وأن جرى اعتقال الناشط المتوفي ثماني مرات بحسب تصريحات عائلته، كما تعرض منزله قبل نحو شهرين للتهشيم ولإطلاق نار، من قبل مسلحين يعتقد أنهم تابعون لجهاز الأمن الداخلي الفلسطيني.

ونددت العديد من الفصائل والمكونات الفلسطينية بينها التيار الإصلاحي لحركة فتح وحركتي حماس والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية بوفاة بنات.

وقال زعيم التيار الإصلاحي محمد دحلان عبر حسابه في فيسبوك “ليس هناك كلام يمكن أن يصف جريمة قتل الناشط الوطني البارز، الشهيد نزار بنات من قبل محمود عباس وقادة أجهزته الأمنية”.

ودعا دحلان إلى "حراك شعبي وقانوني واسع لفضح القتلة ومحاسبتهم وردعهم لإيقاف هذا المسلسل البشع”.

عن "العرب" اللندنية

الصفحة الرئيسية