جدل مسلسل "فتح الأندلس" يصل إلى القضاء والبرلمان المغربي.. ما القصة؟

جدل مسلسل "فتح الأندلس" يصل إلى القضاء والبرلمان المغربي.. ما القصة؟


09/04/2022

تسبب المسلسل العربي التاريخي "فتح الأندلس" في إثارة جدل واسع في الشارع المغربي عقب بدء عرضه على التلفزيون الرسمي خلال شهر رمضان الحالي.

وصل الجدل إلى البرلمان والقضاء المغربي، الذي لجأ إليه المحامي بهيئة الرباط، محمد ألمو، للمطالبة بوقف عرض المسلسل، كما وجهت الكتلة الاشتراكية بمجلس النواب سؤالاً كتابياً إلى وزير الشباب والثقافة محمد بنسعيد بشأن هذا العمل الدرامي، وما يثيره من انتقادات بشأن "تغيير الوقائع التاريخية".

اقرأ أيضاً: +18.. مسلسل "من شارع الهرم إلى..." يثير الجدل في الكويت.. ما القصة؟

وقرر المحامي محمد ألمو رفع شكوى عاجلة إلى رئيس المحكمة الابتدائية بالرباط ضد الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، بخصوص مسلسل "فتح الأندلس"، حيث أوضح في الشكوى التي تقدم بها قائلاً: "إنّ العارض مواطن مغربي وفاعل جمعوي وسياسي مھتم بالدفاع عن الھوية الوطنية وثوابت المملكة المغربية عبر عدة تنظيمات جمعوية وسياسية إضافة إلى المساھمة في البرامج التنموية والثقافية المحلية بمنطقة الريف المغرب..وبحكم تشبع العارض بھذا الوعي الھوياتي فقد فوجئ وھو يتابع البرامج الرمضانية على القناة الأولى التابعة للمدعى عليھا ببث وعرض مسلسل تاريخي بعنوان "فتح الأندلس "، يعرض بعد الإفطار طيلة شھر رمضان على مدار 33 حلقة".

 

وتابع ألمو موضحاً: "المسلسل الذي تم تقديمه من طرف صانعيه كونه يحكي قصة القائد طارق بن زياد خلال رحلة فتحه للأندلس، باستعراض أحداث ووقائع تعكس الصعوبات التي واجھھا في ھاته العملية ضمن فترة التحضير لعبور البحر عن الحقبة التاريخية الواقعة بين 96 و89 ھجرية و 709 إلى غاية 715 ميلادية، حظي بمتابعة كبيرة بحكم بثه أثناء عملية الإفطار التي تشكل ذروة المشاھدات التلفزيونية من طرف مختلف فئات المجتمع المغربي، مما يجعله في وضع متميز من حيث تأثير محتوياته على جمھور واسع من المغاربة"، وفق ما أورده موقع "روسيا اليوم".

الفاطمي: مسلسل فتح الأندلس الذي اشترته القناة الأولى من المال العام لا يولي أهمية للتراث المغربي، ولا يعطي تفاصيل عن شخصية طارق بن زياد الأمازيغي

ويضيف: "على امتداد الحلقات المعروضة حتى الآن، تفاجأ العارض ومعه أغلب متابعي المسلسل أنه يتضمن محتوى لا ينسجم مع ثوابت التاريخ العريق لبلادنا؛ إذ إنّ أحداث ھذا المسلسل والشخصيات التي لعبت الدور المحوري فيھا تنشر مضامين تحتوي على عدة مغالطات تاريخية مسيئة للبديھيات التاريخية والجغرافية للمغرب ومخالفة بذلك ما أجمعت عليه أغلب المصادر التاريخية العلمية والتي أرخت للأحداث التي يتناولھا المسلسل المذكور".

اقرأ أيضاً: هل يحرك مسلسل "فاتن أمل حربي" جمود القوانين والأعراف المجتمعية؟

وكان النقاش بشأن المسلسل قد وصل إلى قاعة البرلمان؛ إذ طالب النائب المهدي الفاطمي، من وزير الثقافة معرفة "الإجراءات التي ستتخذها الوزارة بغاية صون وتخليد تاريخ المغرب بعيداً عن جميع المغالطات والسرقة وتزوير الحقائق التاريخية والمجد المغربي بالأندلس"، على حد قوله. 

واعتبر الفاطمي، أنّ مسلسل فتح الأندلس الذي اشترته "القناة الأولى من المال العام لا يولي أهمية للتراث المغربي، ولا يعطي تفاصيل عن شخصية طارق بن زياد الأمازيغي"، الذي قاد الجيش المسلم إلى سواحل إسبانيا.

اقرأ أيضاً: مسلسل "فتح الأندلس" على المغربية الأولى: تحريف للتاريخ أم رؤية مغايرة؟

وشدد على أنّ ذلك العمل قد "أُنتج خارج المغرب دون مشاركة المغاربة في التأليف ودون استشارة المؤرخين لتدقيق المعطيات"، وفق ما أورده موقع "الحرة".

وأوضح النائب المغربي أنّ المسلسل "مليء بالمغالطات المعرفية ويحمل في كثير من حلقاته تزويراً لكل ما تتفق عليه المصادر التاريخية الموثوقة". 

وأكد أنّ "حدث فتح الأندلس هو حدث تاريخي بامتياز وأنه قد جرى "عبر شمال المغرب وبجيوش شمال أفريقيا التي قوامها المغاربة الأمازيغ بالأساس".

مسلسل "فتح الأندلس" يعتبر من الإنتاجات الضخمة إذ زادت ميزانيته عن 3 ملايين دولار وشارك فيه نجوم من دول عربية مختلفة

وشدد على أن "يجعل المغرب الكبير (المغرب والجزائر وتونس) مجرد طريق جغرافي لجيوش المشرق الأموية، وأنّ المغاربة مجرد كومبارس تحت قيادة شخصيات شامية (سورية)، بينما التاريخ المدون عندنا كله عكس ذلك".

يذكر أنّ مسلسل "فتح الأندلس" يعتبر من الإنتاجات الضخمة إذ زادت ميزانيته عن 3 ملايين دولار، وشارك فيه نجوم من دول عربية مختلفة.

ويجسد الممثل السوري سهيل جباعي شخصية طارق بن زياد، ويلعب اللبناني رفيق علي أحمد دور موسى بن نصير، والأردني عاكف نجم في شخصية أبو بصير شيخ طارق بن زياد، والفلسطيني تيسير إدريس الذي يجسد شخصية لوذريق حاكم طليطلة.

والعمل من إخراج محمد العنزي ويحكي تفاصيل العمليات التّي قادها طارق بن زياد من شمال أفريقيا، وبالضبط من مدينة طنجة، للوصول إلى شبه الجزيرة الإيبيرية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية