تمثال لشامبليون بفرنسا يثير غضب المصريين... ما القصة؟

تمثال لشامبليون بفرنسا يثير غضب المصريين... ما القصة؟

تمثال لشامبليون بفرنسا يثير غضب المصريين... ما القصة؟


25/09/2022

مع اقتراب الاحتفال بمرور (200) عام على فكّ رموز حجر رشيد على يد العالم الفرنسي شامبليون، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة تمثال يُظهر شامبليون وهو يضع إحدى قدميه على رأس حجري لأحد الفراعنة أمام جامعة السوربون في باريس؛ ممّا أثار موجة من الغضب بين المصريين.

ونقل موقع "مصراوي" عن زاهي حواس، عالم الآثار ووزير الآثار السابق، تعليقه على الصورة المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتمثال شامبليون، قائلاً: إنّ التمثال، الذي تعرضه فرنسا في ساحة أكبر جامعة "الكوليدج دي فرانس"، وهو يطأ بحذائه رأس ملك مصر الملك تحتمس الثالث، أمر مرفوض تماماً.

وتابع زاهي حواس: "عندما كنت أميناً عاماً للمجلس الأعلى للآثار، لم أعلم شيئاً عن تمثال شامبليون إلا بعد أن تركت وزارة الآثار، وعندما عرفت بهذا الأمر كتبت مقالاً ضد هذا الموضوع، ووقّعت على نداء أرسله المثقفون إلى السفير الفرنسي في مصر اعتراضاً على هذا السلوك غير المتحضر تجاه ملك مصري عظيم".

 تمثال يُظهر شامبليون وهو يضع إحدى قدميه على رأس حجري لأحد الفراعنة أمام جامعة السوربون في باريس

وفي سياق متصل، قال مصدر بوزارة السياحة والآثار: إنّ نحت تمثال من الحجر الجيري للعالم الفرنسي شامبليون بهذا الشكل، وهو يطأ بإحدى قدميه على أحد أجدادنا المصريين، "أمر مرفوض تماماً، وعلى الجهات المعنية في فرنسا إزالة هذا التمثال".

وفي سياق آخر، تحتفل وزارة السياحة والآثار خلال شهر أيلول (سبتمبر) الجاري بمرور (200) عام على فك رموز الكتابة المصرية القديمة ونشأة علم المصريات على يد العالم الفرنسي "شامبليون" الذي فك رموز اللغة الهيروغليفية على حجر رشيد عام 1822، وذلك بإطلاق حملة ترويجية على المواقع الخاصة بها بمنصات التواصل الاجتماعي المختلفة لإبراز أهم وأميز القطع الأثرية التي تم الكشف عنها داخل كل محافظة من المحافظات المصرية، تحت عنوان: "تعرّف على كنز في محافظتك".

من ناحيتهم، أعرب خبراء وعلماء الآثار المصرية عن غضبهم الشديد من الصورة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي التي تظهر إهانة أحد ملوك القدماء المصريين، مطالبين الجهات المعنية في مصر بالتحرك الفوري لإزالة التمثال المهين لمصر، وتقديم شكوى ضد الجامعة الفرنسية.

مصدر بوزارة السياحة والآثار: إنّ نحت تمثال من الحجر الجيري للعالم الفرنسي شامبليون وهو يطأ بإحدى قدميه على أحد أجدادنا المصريين أمر مرفوض تماماً، وعلى الجهات المعنية في فرنسا إزالة هذا التمثال

 

جدير بالذكر أنّ هذا التمثال الرخامي نحته الفرنسي فريديريك أوجست بارتولدي، ويصور شامبليون واقفاً بقدمه اليسرى على رأس فرعوني في العام 1875. وتم عرضه في حديقة "Parc Egyptian"  التي أنشأها عالم المصريات الفرنسي أوجست مارييت، وقد شارك التمثال في المعرض العالمي لعام 1877، الذي كان يحتفي آنذاك بنهاية الحرب بين فرنسا وبروسيا (ألمانيا اليوم).

وكان من المفترض في الأصل نقل التمثال إلى مسقط رأس شامبليون، لكنّ التمثال لم يجد الدعم المادي الكافي، وظل منصوباً في باريس. وفي عام 1878 تم وضع التمثال في موقعه الحالي بساحة كوليج دو فرانس في وسط باريس، وهي أحد أهم مراكز التعليم العالي بالعاصمة. وفي عام 2013 أرسل بعض علماء الآثار المصريين عريضة إلى وزارتي الخارجية والآثار يدينون فيها التمثال باعتباره ازدراءً للحضارة المصرية.

وفي هذا الوقت، هدّد عدد من المنظمات المصرية والحركات الشبابية بفرنسا بتصعيد دولي وتنظيم وقفات احتجاجية؛ الأمر الذي أثار أزمة بين المصريين والحكومة الفرنسية، فقد اعتبره المصريون بمثابة تعدٍّ على حضارة مصر الفرعونية، وإهانة لكلّ مصري بأوروبا.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية