تقرير يكشف شبكة نفوذ إيران في الولايات المتحدة

تقرير يكشف شبكة نفوذ إيران في الولايات المتحدة

تقرير يكشف شبكة نفوذ إيران في الولايات المتحدة


27/10/2024

رغم العدائية المعلنة، فإنّ إيران تملك نفوذاً واسعاً في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ممّا يثير المخاوف بشأن وصول طهران إلى المجتمعات المسلمة الأمريكية.

ووفق تقرير صدر مؤخراً عن برنامج التطرف بجامعة جورج واشنطن، فإنّ مراكز نفوذ إيران تتوزع على مدن مثل هيوستن ونيويورك وميريلاند وديربورن بولاية ميشيغان، وتعمل على تعزيز المشاعر المعادية للولايات المتحدة وتمجيد النظام الإيراني، وفق ما نقل (المركز العربي لدراسات التطرف).

 وتضم ديربورن واحداً من أكبر التجمعات السكانية المسلمة، بما في ذلك أعلى تركيز للسكان الشيعة اللبنانيين في البلاد. وقد جعل هذا التركيب الديموغرافي الفريد المدينة نقطة محورية لاستعراض القوة الناعمة الإيرانية. ويحدد التقرير العديد من المراكز الإسلامية في ديربورن التي تنشر إيديولوجية مؤيدة للنظام الإيراني، وفق ما نقل (المركز العربي لدراسات التطرف). 

"يحدد التقرير العديد من المراكز الإسلامية في ديربورن التي تنشر إيديولوجية مؤيدة للنظام الإيراني"

ووفق التقرير فإنّ المراكز الإسلامية/ الشيعية الرئيسة الخاضعة للتدقيق تشمل ما يلي:

المركز الإسلامي في أمريكا، ويُعدّ أكبر مسجد في أمريكا الشمالية. وعلى الرغم من أنّه أنشئ في البداية لخدمة المجتمع الإسلامي المحلي بشكل عام، فإنّه أظهر مع الوقت توافقاً متزايداً مع المصالح الإيرانية.

وأعرب المؤسس والرئيس السابق للمركز محمد جواد شري عن دعمه للثورة الإيرانية وحزب الله، وفي عام 2020 ألقى إمام المركز إبراهيم كازروني خطاباً تأبينياً للجنرال الإيراني قاسم سليماني، ونظم المركز حفلاً تذكارياً لأحد أعضاء حزب الله الذين قتلوا.

ومن المؤسسات أيضاً جمعية الطلبة المسلمين الشيعة، ففي عام 1994 أشار تقرير لمكتب التحقيقات الفيدرالي عن أنشطة حزب الله في الولايات المتحدة إلى أنّ الحزب يحافظ على اتصال مع جمعية أنجمان الإسلامية، وهي جمعية طلابية إيرانية في الولايات المتحدة. وفي شهادة أمام مجلس الشيوخ عام 1998 وصف رئيس قسم الإرهاب الدولي في مكتب التحقيقات الفيدرالي ديل واتسون، آنذاك، جمعية الطلاب المسلمين الشيعة في سان فرانسيسكو بأنّها "منظمة طلابية مؤيدة لإيران"، تتألف في المقام الأول من مسلمين شيعة إيرانيين مناهضين لأمريكا. 

ووفقاً لتقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي، فإنّ (30) عضواً من الجمعية سافروا إلى إيران للقاء مسؤولين في النظام لمناقشة كيفية مواجهة معارضيهم في أمريكا، ممّا يشير إلى جهود منظمة لتقويض المعارضة ضد الحكومة الإيرانية من داخل الولايات المتحدة.

وأدرج التقرير المعهد الإسلامي للمعرفة الذي أسسه عبد اللطيف بري في قائمة المؤسسات الداعمة لإيران في أمريكا

وأوضح التقرير أنّ المعهد أظهر توجهات مؤيدة لإيران بشكل واضح، وظلت صورة آية الله الخميني معلقة في قاعة الاجتماعات الرئيسة، كما نعى المعهد علناً وفاة الزعيم الروحي لحزب الله محمد حسين فضل الله.

وعكست التصريحات الأخيرة لقادة المعهد خطاب النظام الإيراني نفسه فيما يتعلق بإسرائيل، وفق برنامج التطرف بجامعة جورج واشنطن.

وبيت الحكمة الإسلامي بقيادة الإمام محمد علي إلهي، الذي يتمتع بعلاقات قوية مع النظام الإيراني، يُعدّ أيضاً من المؤسسات الإيرانية في الولايات المتحدة.

السلطات الأمريكية أكدت مراراً أنّ إيران تستخدم في كثير من الأحيان أفراداً يوجدون بالفعل في الولايات المتحدة للمراقبة والتخطيط لهجمات محتملة.

وبحسب تقرير الجامعة، فإنّ محمد علي إلهي شغل منصب رئيس المكتب السياسي، الإيديولوجي، للبحرية الإيرانية في عام 1982، وينشر بانتظام صوراً مع كبار السياسيين والقادة الدينيين الإيرانيين.

 العضو الأمريكي الوحيد الذي يمكن التعرف عليه في المجمع العالمي لأهل البيت: محمد علي إلهي

وهو العضو الأمريكي الوحيد الذي يمكن التعرف عليه في المجمع العالمي لأهل البيت، وهو كيان رئيس للقوة الناعمة الإيرانية.

وأشار تقرير برنامج التطرف بجامعة جورج واشنطن إلى المعهد الإسلامي الأمريكي الذي أسسه العراقي حسن القزويني، خريج الحوزة العلمية الإسلامية في قم بإيران.

وأوضح التقرير أنّ القزويني متزوج من ابنة المرجع الديني الشيعي الكبير محمد الشيرازي، وهو شخصية مهمة في الأعوام الأولى للجمهورية الإسلامية.

والده آية الله مرتضى القزويني، وهو رجل دين بارز موالٍ لإيران، وله علاقات وثيقة مع رابطة نساء أهل البيت.

وسلط التقرير الضوء أيضاً على الدور الذي تلعبه رابطة سيدات الأعمال الأمريكية في جهود إيران لتوسيع نفوذها. وتنظم الرابطة رحلات للأكاديميين الأمريكيين للقاء مسؤولين رفيعي المستوى، وتلقي التدريب في مدينة قم الإيرانية. وتغطي المنصات الإعلامية التابعة للرابطة بانتظام أنشطة مراكز ديربورن المذكورة في التقرير.

وحول التداعيات على الأمن القومي، أكدت السلطات الأمريكية مراراً أنّ إيران تستخدم في كثير من الأحيان أفراداً يوجدون بالفعل في الولايات المتحدة للمراقبة والتخطيط لهجمات محتملة. وتمتد هذه الاستراتيجية إلى حزب الله، وكيل إيران اللبناني، الذي أبدى اهتمامه منذ عدة أعوام بعمليات طويلة الأمد داخل الولايات المتحدة، من خلال جهود جمع المعلومات الاستخباراتية والحصول على الموارد من قبل أفراد تابعين له. وتؤكد هذه الأنشطة محاولات إيران المستمرة لتأسيس وجود وإجراء عمليات سرية داخل الحدود الأمريكية.

وأوصى التقرير بالمزيد من البحث والتقصي حول دور المنافذ الإعلامية المرتبطة بالنظام الإيراني العاملة داخل الولايات المتحدة، وكذلك التحقيق في المنظمات الخيرية والمؤسسات المانحة التي قد يكون لها علاقات بالنظام في طهران. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى تحليل أكثر عمقاً لتقييم تأثير استراتيجيات القوة الناعمة الإيرانية على المؤسسات الأكاديمية ومراكز الفكر ودوائر السياسة الأمريكية. ومن شأن مثل هذا البحث أن يوفر رؤى قيمة حول جهود ملالي إيران لتشكيل السرديات والتأثير على الرأي العام، ممّا يؤدي في نهاية المطاف إلى توجيه التدابير المضادة الفعالة واستجابات السياسة للأنشطة السرية الإيرانية على الأراضي الأمريكية.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية