تقرير حديث: سوريا "دولة مخدرات".. وهذا دور حزب الله

تقرير حديث: سوريا "دولة مخدرات".. وهذا دور حزب الله


05/04/2022

تتزايد يوماً بعد يوم الأدلة الدامغة التي تُدين أفراد من عائلة الرئيس السوري، بشار الأسد، وكبار أركان نظامه وميليشيا حزب الله اللبناني، المدعومة من إيران في تصنيع وتهريب المخدرات، التي باتت تشكل اقتصاداً متسارع النمو في الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأبيض المتوسط.

كشف تقرير حديث صادر عن معهد "نيو لاينز"، للأبحاث الذي يتخذ من واشنطن مقراً له، عن ازدهار صناعة "الكبتاغون" في المنطقة العربية في العام 2021، مشيراً إلى أنّ سوريا كانت تعد المصدر الأبرز لتلك المادة منذ ما قبل اندلاع الحرب عام 2011، إلا أنّ النزاع جعل تصنيعها أكثر رواجاً واستخداماً وتصديراً، حتى باتت قيمة صادرات الكبتاغون تفوق بأشواط الصادرات الشرعية، ما جعل سوريا تصنّف على أنها "دولة مخدرات".

وجاء في التقرير، الذي أعده الباحثان كارولين روز وألكسندر سودرهولم، أنّ "تجارة الكبتاغون باتت تشكل مصدر دخل كبير للنظام السوري".

 سوريا كانت تعد المصدر الأبرز لمادة "الكبتاغون" منذ ما قبل اندلاع الحرب عام 2011

والكبتاغون أساساً هو التسمية التجارية لعقار نال براءة اختراع في ألمانيا في أوائل الستينيات من القرن الماضي، مؤلف من أحد أنواع "الأمفيتامينات" المحفزة ويدعى "فينيثايلين"، مخصّص لعلاج اضطرابي نقص الانتباه والأرق من بين حالات أخرى. 

وتم حظر استخدام العقار لاحقاً ليتحول إلى مخدر يتم إنتاجه واستهلاكه بشكل شبه حصري في منطقة الشرق الأوسط.

تجارة مزدهرة

وقدر التقرير القيمة المحتملة لتجارة التجزئة عام 2021 بأكثر من 5.7 مليار دولار، ما يشكل قفزة كبيرة مقارنة بقرابة 3.5 مليار دولار عام 2020، علماً أنه يعكس فقط قيمة سعر التجزئة للحبوب التي جرت مصادرتها العام الماضي، والتي حددها التقرير بأكثر من 420 مليون حبة.

ولم تفصح العديد من الدول عن القيمة الإجمالية للمواد التي جرت مصادرتها والتي تعد سوريا المنتج الرئيسي لها والمملكة العربية السعودية المستهلك الرئيسي.

تتوالى التقارير التي تؤكد أنّ تجارة المخدرات عموماً ومخدر "الكبتاغون" خصوصاً أضحت قوية ومحمية في البلاد، بعد أن بدأ يديرها شركاء أقوياء وأجنحة ضمن النظام السوري

وعلى الأرجح، فإنّ الكمية الفعلية للحبوب التي تم ضبطها هي أعلى بكثير، ولا تشكل إلا جزءاً صغيراً فقط من الكميات التي يتم إنتاجها.

ووفق ما نقله موقع "الحرة" عن رصد أجرته "الوكالة الفرنسية" أنّ وتيرة ضبط شحنات الكبتاغون تتواصل خلال العام الحالي إنما بوتيرة أبطأ مقارنة مع العام الماضي.

 "دولة مخدرات"

ووفق التقرير تعد سوريا المصدر الأبرز لتلك المادة منذ ما قبل اندلاع الحرب عام 2011، إلا أنّ النزاع جعل تصنيعها أكثر رواجاً واستخداماً وتصديراً. 

وباتت قيمة صادرات الكبتاغون تفوق بأشواط الصادرات الشرعية، ما جعل سوريا تصنّف على أنها "دولة مخدرات".

ويوثق تقرير معهد "نيو لاينز" كيف أنّ أفراداً من عائلة الأسد وكبار أركان نظامه يشاركون في تصنيع الكبتاغون وتهريبه.

ويوضح أنّ العقوبات الدولية المفروضة على النظام خلال سنوات النزاع تجعل الحكومة السورية "تستخدم هذه التجارة كوسيلة للبقاء سياسياً واقتصادياً".

قدّر التقرير القيمة المحتملة لتجارة التجزئة عام 2021 بأكثر من 5.7 مليار دولار، ما يشكل قفزة كبيرة مقارنة بقرابة 3.5 مليار دولار عام 2020

وتتوالى التقارير التي تؤكد أن تجارة المخدرات عموماً ومخدر "الكبتاغون" خصوصاً أضحت قوية ومحمية في البلاد، بعد أن بدأ يديرها شركاء أقوياء وأجنحة ضمن النظام السوري.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، قد نشرت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي تقريراً أفاد أنّ تجارة الكبتاغون في المنطقة العربية تنطلق من ورش تصنيع ومصانع تعبئة في سوريا، وذلك عبر شبكات تهريب يوظفها ويديرها أشخاص بارزين في النظام السوري وميليشيا حزب الله.

اقرأ أيضاً: هل ثبت لعمّان دعم الجيش السوري لمهرّبي المخدرات؟

كما أشارت إلى أنّ الكثير من عمليات الإنتاج والتوزيع تشرف عليها الفرقة الرابعة المدرعة، وهي قوات معروفة جداً يقودها ماهر الأسد، الأخ الأصغر للرئيس السوري وأحد أقوى الرجال في البلاد.

كما أنّ من بين اللاعبين الرئيسيين أيضاً رجال أعمال تربطهم صلات وثيقة بالنظام، ومعهم ميليشيا حزب الله اللبنانية، وأفراد آخرون من عائلة الأسد محصّنون من المساءلة، وذلك وفقاً لتحقيقات جرت في 10 دول تضمّنت مقابلات مع خبراء مخدرات دوليين وإقليميين وآخرين سوريين لهم خبرة كبيرة بتجارة المخدرات ومسؤولين حاليين وسابقين في الولايات المتحدة، وفق ما أورده موقع "العربية".

 الكثير من عمليات الإنتاج والتوزيع تشرف عليها الفرقة الرابعة المدرعة، وهي قوات معروفة جداً يقودها ماهر الأسد، الأخ الأصغر للرئيس السوري وأحد أقوى الرجال في البلاد

ووفق المصادر، فقد ظهرت تجارة المخدرات على أنقاض عقد من الحرب التي دمرت الاقتصاد السوري، ودفعت بمعظم الشعب إلى خط الفقر، فتركت نخبة تضمّنت عسكريين وساسة وتجّار في سوريا يبحثون عن طرق جديدة لكسب العملة الصعبة والالتفاف على العقوبات الاقتصادية الأمريكية.

بيد أنّ أكثر ما يثير قلق الحكومات الرسمية، أنّ تلك الشبكة التي تم إنشاؤها لتهريب الكبتاغون، بدأت في نقل مخدرات أكثر خطورة، مثل "الكريستال ميث"، كما يقول مسؤولون في الأمن الإقليمي.

 

اقرأ أيضاً: الأردن يعلن حصيلة الاشتباكات مع مهربي المخدرات عبر الحدود السورية

وأشاروا إلى أنّ أكبر عقبة في مكافحة التجارة هي أنها تحظى بدعم أجنحة من النظام ليس لديها سبب كاف للمساعدة في إغلاقها.

فقد اعتبر جويل ريبيرن، المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا خلال إدارة الرئيس دونالد ترمب، "أن فكرة الذهاب إلى حكومة النظام في سوريا للطلب منها التعاون في هذا الموضوع، "فكرة سخيفة"، لأنّ الحكومة هناك هي التي تصدّر المخدرات"، بحسب تعبيره.

دور مهم لحزب الله

كما أورد تقرير معهد "نيو لاينز"، أنّ بعض منشآت صناعة الكبتاغون الصغيرة تقع في لبنان الذي يعد أساساً ثالث مورد لنبتة الحشيشة بعد المغرب وأفغانستان.

 

وأورد التقرير أنّ "لبنان يعد بمثابة امتداد لتجارة الكبتاغون السورية ونقطة عبور رئيسية لتدفقات الكبتاغون".

وبحسب التقرير، تستفيد شخصيات مرتبطة بالنظام السوري من مجموعات مسلحة متنوعة تنشط على الأراضي السورية، لتنظيم تجارة الكبتاغون، وبين هذه المجموعات حزب الله اللبناني.

ويورد أنّ بعض المناطق حيث يحظى الحزب المدعوم من إيران بنفوذ، وبينها قرى حدودية بين لبنان وسوريا، تضطلع بدور أساسي في عمليات التهريب.

يورد التقرير أنّ بعض المناطق حيث يحظى الحزب المدعوم من إيران بنفوذ، وبينها قرى حدودية بين لبنان وسوريا، تضطلع بدور أساسي في عمليات التهريب

ويوضح التقرير أنه "بناء على تاريخه في السيطرة على إنتاج وتهريب الحشيشة من البقاع الجنوبي، يبدو أنّ حزب الله لعب دوراً داعماً مهماً في تجارة الكبتاغون".

ولطالما نفى حزب الله أي علاقة له بتصنيع وتجارة وتهريب المخدرات على أنواعها، انطلاقاً من أنّ ذلك "محرم دينياً".

استهداف الدول العربية

وعلى نحو غير مسبوق، انتشرت خلال الأشهر القليلة الماضية أنباء بعدة دول أغلبها عربية عن ضبط تهريب كميات مختلفة من المخدّرات القادمة من الأراضي اللبنانية، فيما تشُير تقارير إلى أنّ مصدر تلك المخدرات هو حزب الله اللبناني وحليفه النظام السوري.

 وتيرة ضبط شحنات الكبتاغون تتواصل خلال العام الحالي إنما بوتيرة أبطأ مقارنة مع العام الماضي

وأعلنت السلطات المصرية في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي أنّها تمكّنت من ضبط محاولتي تهريب 10 آلاف قرص مخدّر من نوعية الكبتاغون في مطار القاهرة الدولي، حيث وصلت إلى البلاد على متن رحلتي طيران قادمتين من العاصمة اللبنانية بيروت، وفق ما ذكرت صحيفة "المصري اليوم".

اقرأ أيضاً: ضبط كمية كبيرة من المخدرات في شحنة شاي.. أين كانت تتجه؟

وعلى النحو ذاته، ضبطت السلطات اللبنانية في 30 كانون الأوّل (ديسمبر) الماضي تسعة ملايين قرص من مادة الكبتاغون في شحنة برتقال بمرفأ بيروت، لتحبط بذلك محاولة لتهريبها إلى الخليج العربي، وهو الوجهة الأساسية الّتي تستهدفها تلك التجارة لا سيّما المملكة العربية السعودية الّتي انتشرت فيها تلك الأقراص فيما تحاول السلطات بالرياض وقفها بشتّى الطرق.

وكانت المملكة قد أعلنت، في نيسان (أبريل) من العام الماضي، تعليق واردات الفاكهة والخضروات من لبنان بعد مصادرة أكثر من 5 ملايين حبة كبتاغون مخبّأة في شحنة رمان، واتّهمت بيروت وقتئذ بالتقاعس عن مصادرة المخدّرات وملاحقة مروّجيها.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية