تفكك جديد يضرب الإخوان... أي مستقبل ينتظر التنظيم المأزوم؟

تفكك جديد يضرب الإخوان... أي مستقبل ينتظر التنظيم المأزوم؟

تفكك جديد يضرب الإخوان... أي مستقبل ينتظر التنظيم المأزوم؟


10/11/2022

تتجه جماعة الإخوان، المصنفة إرهابية في عدد من الدول، نحو مزيد من الانهيار والتشظي التنظيمي، إثر وفاة القائم بأعمال المرشد العام للتنظيم إبراهيم منير، وما تبعه من احتدام للخلافات على المستوى الداخلي وتصاعد الانشقاقات على مستوى الأعضاء، وتشير كافة التقديرات إلى سيناريوهات "قاتمة" تنتظر التنظيم، بين الانهيار الهيكلي وتلاشي أفكاره في المستقبل القريب، وتصاعد وتيرة الأزمة الداخلية إلى حدٍّ غير مسبوق، وتناحر قيادات التنظيم في حرب ضروس من أجل السيطرة على مركز القيادة ومصادر تمويل الجماعة.

وكشف مصدر مطلع تحدث لـ "حفريات"، وفضّل عدم ذكر اسمه، أنّ حالة الصراع التنظيمي قد بلغت ذروتها بين القيادات المتناحرة على منصبي المرشد وأمين التنظيم الدولي اللذين كان يشغلهما منير، ويعترض قطاع كبير داخل جبهة منير المعروفة باسم "جبهة لندن" على تسمية محيي الدين الزايط قائماً بأعمال المرشد بشكل مؤقت، ويحاول محمود حسين ومجموعته (جبهة إسطنبول) استغلال فرصة السيولة التنظيمية الراهنة لحسم الخلاف لصالحهم والسيطرة على المراكز التنفيذية داخل الجماعة.

وبحسب المصدر، عقدت مجموعة قيادات إخوانية بقيادة حلمي الجزار اجتماعات متتالية خلال الأيام الماضية لمناقشة وضع التنظيم بعد وفاة منير، وأبدت اعتراضاً حاداً على تسمية الزايط قائماً بأعمال المرشد، وقالوا إنّه لا يملك أيّ مهارات تنظيمية أو علاقات خارجية تمكّنه من قيادة الجماعة في الوقت الراهن.

تتجه جماعة الإخوان نحو مزيد من الانهيار والتشظي التنظيمي، إثر وفاة القائم بأعمال المرشد العام للتنظيم إبراهيم منير

وفي المقابل، تستعد جبهة محمود حسين، التي خاضت حرباً شرسة مع منير خلال الأعوام الماضية بهدف السيطرة على السلطة ومراكز التمويل في الجماعة، تستعد لإعلان حسين قائماً بأعمال المرشد.

ويقول المصدر: إنّ الجبهات الـ (3) داخل الإخوان تحاول استغلال حالة السيولة التنظيمية في الوقت الراهن لحسم الصراع لصالحها، إلا أنّ حالة الشقاق التنظيمي تقف حائلاً أمام هذه المحاولات، وليس من المتوقع حسمها أو وضع حد لها على المستوى القريب، ممّا يعني أنّ حالة الصراع الراهنة قد تكتب قريباً نهاية الإخوان التي باتت جماعة مشتتة ومنقسمة على نفسها بالفعل.

من سيخلف إبراهيم منير؟

هناك (4) أسماء مرشحة لخلافة منير، في ضوء الإجراءات المتبعة داخل التنظيم لاختيار القائم بأعمال المرشد، ومن المفترض أن تجري الجماعة إجراءات داخلية لاختيار القائم بأعمال المرشد خلال الأيام القليلة المقبلة، بحسب ما أعلنه المتحدث باسم التنظيم صهيب عبد المقصود.

مصدر مطلع لـ "حفريات": عقدت مجموعة قيادات إخوانية بقيادة حلمي الجزار اجتماعات متتالية خلال الأيام الماضية لمناقشة وضع التنظيم بعد وفاة منير، وأبدت اعتراضاً حاداً على تسمية الزايط قائماً بأعمال المرشد

وأول الأسماء المرشحة لخلافة منير هو عبد المعطي الجزار، مصري الجنسية، ويبلغ من العمر (85) عاماً، وهو أحد المتهمين في قضية تنظيم (1965) مع سيد قطب، والأقرب لتولّي المنصب باعتباره أكبر المرشحين سنّاً.

الثاني: هو حلمي الجزار، عضو مجلس شورى الإخوان، البالغ من العمر (65) عاماً، وهو أحد أبرز القيادات الغاضبة من تولي الزايط مهام المنصب مؤقتاً، ويحاول بحسب المصادر تشكيل جبهة مناوئة لتلك القرارات بهدف حسم المنصب لصالحه.

محيي الدين الزايط، عيّنه إبراهيم منير نائباً له قبل وفاته، لكنّه لا يحظى بدعم كبير على مستوى التنظيم

الثالث: هو محيي الدين الزايط الذي يبلغ من العمر (70) عاماً، وقد عيّنه إبراهيم منير نائباً له قبل وفاته، لكنّه لا يحظى بدعم كبير على مستوى التنظيم.

الرابع: هو محمد البحيري البالغ من العمر (81) عاماً، وأحد عناصر الرعيل الأول، وهو متهم بقضية (تنظيم  65) مع سيد قطب وقيادات التنظيم الخاص.

وفيما يخص منصب الأمين العام للتنظيم الدولي، هناك اسمان مرشحان لخلافة منير في المنصب؛ الأول هو القيادي بمجلس شورى الإخوان محمود الإبياري، وهو أيضاً من قيادات (تنظيم 65) الإرهابي. والثاني هو إبراهيم الزيات، القيادي الألماني من أصل مصري، المُلقب بوزير مالية الإخوان، وهو الأقرب لتولي المنصب باعتباره يحظى بدعم كبير داخل التنظيم الدولي.

ما أبرز السيناريوهات؟

يضع الباحث المختص بالإسلام السياسي والإرهاب منير أديب (3) سيناريوهات لمستقبل التنظيم في ضوء التداعيات الراهنة واحتدام حالة الصراع الداخلي، وفق دراسته المنشورة بموقع "تريندز" للبحوث والاستشارات تحت عنوان: "وفاة القائم بأعمال مرشد الإخوان... بين الانقسام الداخلي والضمور التنظيمي".

السيناريو الأول: يتوقع حسم الصراع لصالح جبهة دون أخرى، باعتباره الأقرب إلى الواقع بعد وفاة القائم بأعمال مرشد الإخوان إبراهيم منير، وتشير المؤشرات إلى أنّ جبهة محمود حسين باتت أقرب من جبهة منير إلى حسم هذا الصراع، وممّا يزيد من إمكانية تحقق هذا السيناريو أنّ بعض الدول التي تدعم تنظيمات الإسلام السياسي في العموم، وجماعة الإخوان على وجه الخصوص، ستقوم بتقديم الدعم لجبهة محمود حسين، بهدف انتشال الجماعة من متاهات الانقسام التي ضربتها قبل أكثر من عامين.

منير أديب: من المتوقع حسم الصراع لصالح جبهة دون أخرى، وهو السيناريو الأقرب إلى الواقع بعد وفاة منير

إلى جانب ذلك، فإنّ هناك أزمة لائحية تنتظر جبهة إبراهيم منير؛ لأنّ لائحة جماعة الإخوان المسلمين تُعطي الحق لمحمود حسين لتولي شؤون التنظيم، بالنظر إلى أنّه هو الوحيد من بين أعضاء مكتب الإرشاد الموجود خارج السجن، وفق الباحث منير أديب.

ولا شك أنّ نجاح محمود حسين في حسم الصراع لصالحه سيدفعه إلى تزكية نفسه ليتولى منصب القائم بأعمال المرشد بدلاً من مصطفى طلبه، الذي سبق أن عينته جبهة إسطنبول على رأس لجنة لتولي هذا المنصب، في إطار صراعها مع جبهة لندن. وهنا ستتحول طبيعة هذه اللجنة، وستكون بمثابة لجنة بديلة تعاوِن وتساند محمود حسين في منصبه الجديد بالأعضاء أنفسهم أو بإضافة أعضاء جدد، بحسب منير.

هناك أزمة لائحية تنتظر جبهة إبراهيم منير، لأنّ لائحة جماعة الإخوان المسلمين تُعطي الحق لمحمود حسين لتولي شؤون التنظيم، بالنظر إلى أنّه هو الوحيد من بين أعضاء مكتب الإرشاد الموجود خارج السجن

السيناريو الثاني كما أورده الباحث: هو أن يظل الصراع مستمراً عند آخر نقطة وصل إليها؛ بمعنى أنّه لن يتم حسمه لصالح جبهة على حساب أخرى، وهذا السيناريو غير مرجح، نظراً للمستجدات المطروحة بشأن الخلاف بين الجبهات الـ (3)، وعدم وجود من يملأ الفراغ الذي سيترتب على رحيل إبراهيم منير، فضلاً عن امتلاك محمود حسين قدرات عالية لحسم الصراع، فهو منذ بداية الصراع يتعامل بدهاء شديد، ولا يتخذ أيّ موقف إلا إذا كان واثقاً بالنتائج المرجوة منه.

أما السيناريو الثالث فيتمثل في: تنامي قوة جبهة لندن، وألّا تتأثر بوفاة إبراهيم منير، خاصة أنّه ترك مؤسسات ربما تكون قادرة على تعويض رحيله، غير أنّ هذا السيناريو يبدو أنّه غير مرجح أيضاً، وفق الباحث؛ نظراً إلى أنّ منير كان يتمتع بسمات شخصية ربما لا تتوافر في أيّ شخصية أخرى مرشحة لخلافته، وكانت هذه السمات، بالإضافة إلى خبرته، عاملاً مهمّاً في نجاحه لكسب بعض جولات الصراع مع جبهة إسطنبول، أو على الأقل صموده أمامها منذ بداية الصراع حتى وفاته.

مواضيع ذات صلة:

هل يقوم الإخوان بتزوير الأعمال الكاملة للقرضاوي؟

هل اختطف الإخوان حركية الجماهير العربية؟

من يقف وراء دعوات الإخوان التخريبية؟ وكيف تتصدى لها مصر؟

الصفحة الرئيسية