تفاصيل محاولة اغتيال الكاظمي.. من يقف وراءها؟

تفاصيل محاولة اغتيال الكاظمي.. من يقف وراءها؟


07/11/2021

قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في كلمة مسجلة: إنّ الصواريخ الجبانة والمسيّرات لا تبني الأوطان.

وشدد الكاظمي بعد نجاته من محاولة اغتيال فاشلة بوساطة "طائرة مسيّرة مفخّخة" استهدفت فجر اليوم الأحد مقرّ إقامته في بغداد، شدد على أنه لم يصبه أي أذى إثر استهداف منزله، مضيفاً أنّ القوات الأمنية تعمل على حماية البلاد، وفق ما نقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع).

اقرأ أيضاً: إيران تعلق على محاولة اغتيال الكاظمي

وأشار إلى أنّ بناء الأوطان لا يتم إلا عبر احترام مؤسسات الدولة، داعياً إلى ضبط النفس من أجل مصلحة البلاد، وإلى الحوار الهادئ والبنّاء بين كافة شرائح المجتمع العراقي.

وكان الكاظمي قد أكد أيضاً بوقت سابق اليوم، في تغريدة عبر حسابه على تويتر، أنّ صواريخ الغدر لن تثبط عزيمته، ولن تؤثر على عمل القوات الأمنية وإصرارها على حماية أمن الناس والحفاظ على حقوقهم.

 

في أول تعليق له بعد محاولة اغتياله... رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي: إنّ الصواريخ الجبانة والمسيّرات لا تبني الأوطان

 

يذكر أنّ الهجوم الذي استهدف منزل رئيس الوزراء وقع في وقت تشهد فيه البلاد توتّرات سياسية شديدة على خلفية نتائج الانتخابات النيابية المبكرة التي عقدت في 10 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، مع رفض الفصائل الموالية لإيران والكتل السياسية الممثلة للحشد الشعبي النتائج الأولية التي بيّنت تراجع عدد مقاعدها بشكل كبير.

اقرأ أيضاً: اشتباكات بغداد: بهذه الطريقة رد الكاظمي على تهديدات الخزعلي.. ماذا عن الصدر؟

وأعلنت قيادة العمليات المشتركة أنّ "محاولة الاغتيال فاشلة"، وتمّت بوساطة طائرة مسيّرة مفخّخة استهدفت مكان إقامة الكاظمي في المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد.

وبحسب معلومات حصلت عليها شبكة "روسيا اليوم"، فإنّ طائرة مسيّرة حامت في محيط مقر إقامة الكاظمي في المنطقة الخضراء لأكثر من 3 دقائق، وبدأ طاقم الحماية بإطلاق النار عليها لإسقاطها لكنه لم يتمكن من ذلك.

ومع اقترابها من المنزل كثف إطلاق النار عليها بأوامر من مسؤولين في مكتب الكاظمي، مع اتخاذ إجراءات لحماية رئيس الحكومة، لكنها أسقطت ما تحمله من مقذوفات.

وقال مصدر في مكتب الكاظمي إنّ أفراداً في طاقم حماية الكاظمي أصيبوا بجروح، وتضررت مجموعة من العجلات المصفحة الخاصة بموكبه.

 

انطلقت الطائرة المسيّرة من داخل العاصمة بغداد، وطاقم الحماية لم يتمكن من إسقاطها رغم إطلاق النار الكثيف

 

وأضاف أنّ "طاقم الحماية لم يتمكن من إسقاط المسيّرة رغم إطلاق النار الكثيف".

وأشار المصدر إلى أنّ "المعلومات الأولية تشير إلى أنّ انطلاق الطائرة تم من داخل العاصمة بغداد".

بدوره، وصف مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري بالعراق محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بأنها "عمل إرهابي".

وقال الصدر في تغريدة له عبر "تويتر": إنّ "محاولة اغتيال رئيس الحكومة العراقية هو استهداف للعراق وشعبه وأمنه واستقراره، وإرجاعه إلى حالة الفوضى لتسيطر عليه قوى اللادولة ليعيش العراق تحت طائلة الشغب والعنف والإرهاب".

ودعا الجيش العراقي والقوات الأمنية إلى الأخذ بزمام الأمور على عاتقها حتى يتعافى العراق ويعود قوياً.

هذا، ودانت الولايات المتحدة الأمريكية محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، واعتبرتها "عملاً إرهابياً واضحاً".

 

مقتدى الصدر يصف محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بأنها عمل إرهابي

 

وقالت الخارجية الأمريكية في بيان نقلته شبكة "سي إن إن": "نحن على اتصال وثيق بقوات الأمن العراقية، وعرضنا المساعدة في التحقيق في الهجوم على منزل رئيس الوزراء".

وأضافت: "التزامنا تجاه شركائنا العراقيين لا يتزعزع، ونؤكد وقوفنا مع حكومة وشعب العراق".

 ولم تتبنَّ أي جهة الهجوم، وشنت كتائب حزب الله، وعصائب أهل الحق، وكتائب سيد الشهداء، الموالية لإيران والمنضوية ضمن الحشد الشعبي في العراق، هجوماً على رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وذلك بعيد لحظات على إعلان القوى الأمنية نجاته من محاولة اغتيال عبر استهداف منزله وسط بغداد بطائرة مسيّرة مفخخة.

 

الولايات المتحدة الأمريكية دانت محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، واعتبرتها عملاً إرهابياً واضحاً

 

وسخر المتحدث باسم كتائب حزب الله المدعو "أبو علي العسكري" من محاولة الاغتيال تلك، معتبراً أنّ "ممارسة دور الضحية أصبح من الأساليب البالية التي أكل الدهر عليها وشرب".

 وأشار في تغريدة عبر حسابه على تويتر "ألّا أحد في العراق لديه الرغبة بخسارة طائرة مسيّرة على منزل رئيس وزراء سابق"، وفق تعبيره.

 إلى ذلك، هاجم كل عراقي أو حزب أيد الكاظمي، كاتباً "ألا لعنة الله على من أيّدك".

 من جانبه، وجّه أمين عام كتائب "سيد الشهداء"، أبو آلاء الولائي كلمة للكاظمي، عبر حسابه على تويتر، متهماً إياه بالتورط في إطلاق الرصاص على المتظاهرين من أنصار تلك الفصائل خلال اليومين الماضيين في بغداد.

 وأكد أنّ رئيس الوزراء الحالي لن يُعيّن ثانية على رأس الحكومة، كاتباً في تغريدته "أقول لك: عليك أن تنسى أمرين؛ الأول تكرار مهزلة تجديد رئاستك، والثاني لن تعاد حتى إلى منصبك السابق".

 

ميليشيات موالية لإيران ومنضوية ضمن الحشد الشعبي في العراق تشن هجوماً على الكاظمي وتدّعي أنّ محاولة الاغتيال مسرحية

 

 إلى ذلك، اعتبرت عصائب أهل الحق أنّ مهاجمة منزل الكاظمي "مفتعلة"، وكتب محمود الربيعي، المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة الصادقون، بتغريدة على تويتر اليوم، إنّ "الانفجار مصطنع ورمي في الهواء، بهدف إشغال الرأي العام، والتغطية على ما وصفها بـ "جرائم الأمس"، في إشارة إلى المواجهات التي وقعت بين أنصار الفصائل "الولائية" والقوات الأمنية في العاصمة، احتجاجاً على نتائج الانتخابات النيابية.

اقرأ أيضاً: ماذا يريد الكاظمي من إيران؟

 بالتزامن، شارك العديد من الناشطين العراقيين فيديو لزعيم عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، من المنطقة الخضراء أول من أمس، اتهم فيه الكاظمي بالتورط في مقتل متظاهرين، معتبرين في كلامه "إدانة صريحة" ودليلاً على تورط من وصفوها بالفصائل "الولائية" (نسبة إلى ولائها لطهران) باستهداف مقر رئيس الحكومة فجر اليوم.

ففي مقطع مصور، خلال مشاركته في العزاء بأحد القتلى الذين سقطوا خلال تظاهرات أنصار الحشد وفصائله خلال اليومين الماضيين، اتهم الخزعلي "الكاظمي بتوجيه أوامره إلى عناصر الأمن بإطلاق الرصاص الحي بشكل متعمّد على المحتجين، الذين لم يرفعوا إلا مطلباً واحداً ألا وهو رفض تزوير النتائج الانتخابية".

 

أبو علي العسكري: ممارسة دور الضحية أصبح من الأساليب البالية التي أكل الدهر عليها وشرب

 

 يشار إلى أنّ حملة تحشيد وتجييش ضد الكاظمي، فضلاً عن موجة اتهامات شنتها عدة فصائل موالية لطهران، سبقت محاولة الاغتيال تلك التي وقعت فجراً.

 فمنذ حوالي أسبوعين، نفذ أنصار تلك الفصائل المسلحة المنضوية ضمن الحشد الشعبي، اعتصامات وتظاهرات في محيط المنطقة الخضراء متهمين الحكومة ومفوضية الانتخابات بتزوير النتائج، وذلك بعد أن أظهرت تراجعهم بشكل كبير في الاستحقاق المبكر الذي جرى يوم 10 تشرين الأول (أكتوبر).

 ورفع المحتجون صوراً للكاظمي، تتهمه بالقتل والتزوير، وتخوّنه أيضاً، متوعدة بمحاسبته.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية