قُتل ستة من عناصر الأمن التونسي، في كمين نصبته مجموعة إرهابية في شمال غرب البلاد لدورية أمنية من سيارتين رباعيتي الدفع في منطقة عين سلطان، بمحافظة جندوبة الواقعة على مقربة من الحدود مع الجزائر.
وأكدت وزارة الداخلية التونسية، في بيان صدر عنها أمس: إنّ "دورية تابعة لفرقة الحدود البرية للحرس الوطني (الدرك) بعين سلطان على الشريط الحدودي التونسي الجزائري، تعرضت إلى كمين تمثّل في زرع عبوة ناسفة أسفر انفجارها عن استشهاد ستة أعوان"، وفق ما نقلت شبكة الـ "بي بي سي".
مقتل 6 من عناصر الدرك الوطني في منطقة قريبة من الحدود الجزائرية بعبوة ناسفة زرعتها جماعات إرهابية
ووصف الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، العميد سفيان الزعق، الهجوم بـ "العملية الإرهابية"، مشيراً إلى أنّ المجموعة الإرهابية "فتحت النار على الأمنيين"، بعد استهدافهم بلغم، مضيفاً "تتم الآن عمليات تمشيط بحثاً عن الإرهابيين".
وأشار التلفزيون الرسمي، إلى أنّ أفراد قوات الأمن كانوا يستقلون سيارتين أثناء حدوث الهجوم.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية تونس إفريقيا، نقلاً عن مصدر أمني قوله: "ألقى المهاجمون الإرهابيون قنبلة على السيارة الأولى لقوات الأمن وحدثت مواجهات بالأسلحة".
وأضافت: "الكمين نصبته مجموعة إرهابية قرب الطريق الرابط بين محمية الفائجة ومنطقة الصريا".
وقال مصدر في رئاسة الحكومة التونسية، لـ "فرانس برس": إنّ "رئيس الحكومة كلّف وزير الداخلية بالنيابة، غازي الجريبي، التوجه إلى منطقة عين سلطان لمتابعة مستجدات الهجوم".
وعقب الاعتداء، أعلنت وزارة الثقافة التونسية تأجيل كلّ التظاهرات الثقافية المجدولة ليوم الأحد لموعد لاحق.
من جهتها، نددت الجزائر، على لسان المتحدث باسم خارجيتها، عبد العزيز بن علي الشريف، بـ "الهجوم الإرهابي" مؤكدة التضامن مع تونس.
وتأتي الحادثة، التي لم تتبناها أيّة جهة حتى الآن، بينما تستعد تونس لموسم سياحي تتوقع السلطات أن ينتشل القطاع من سنوات الركود التي أعقبت اعتداءات إرهابية دموية قتل فيها عشرات السياح الأجانب وعناصر أمنية.
والعملية الأخيرة، هي أول عملية إرهابية تتعرض لها تونس منذ الهجوم الذي استهدف، في فجر السابع من آذار (مارس) 2016، مدينة بن قردان بالجنوب التونسي على الحدود مع ليبيا؛ حين شنت مجموعة إرهابية هجوماً على ثكنة عسكرية ومقرات أمنية، في محاولة لعزل المدينة وإقامة "إمارة إسلامية"، وفق ما أعلنت السلطات التونسية حينها، وقتل في الهجوم 13 عنصراً من قوات الأمن والجيش وسبعة مدنيين، في حين قتل 55 إرهابياً، على الأقل.
وتشير أرقام غير رسمية جمعها باحثون بمعهد "كارنيغي"، إلى أنّ ما لا يقل عن 118 عنصراً من مختلف القوات الأمنية والعسكرية التونسية، قتلوا منذ 2011 في هجمات استهدفت مواقعهم، على طول الشريط الحدودي الغربي مع الجزائر.
وما تزال حالة الطوارئ سارية في تونس، منذ الاعتداءات الدامية التي وقعت عام 2015، عندما استهدفت هجمات متحف باردو في العاصمة، ومنتجعاً سياحياً في سوسة، مخلفة 60 قتيلاً، بينهم 59 سائحاً أجنبياً.