تطبيع أردوغان مع أرمينا وإسرائيل تحول تكتيكي أم التزام؟ محلل تركي يجيب

تطبيع أردوغان مع أرمينا وإسرائيل تحول تكتيكي أم التزام؟ محلل تركي يجيب


10/02/2022

رأى أيكان إردمير، المدير الأول لبرنامج تركيا في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن العاصمة، أنّ جهود تركيا لتطبيع العلاقات مع أرمينيا وإسرائيل هي تحول تكتيكي في الدبلوماسية، وليس التزاماً قائماً على القيمة للعلاقات الودية.

وقد عينت تركيا وأرمينيا مبعوثين خاصين لإعادة العلاقات الدبلوماسية، التي قطعت منذ أوائل التسعينيات، وإعادة فتح حدودهما المشتركة، وعقدوا أول اجتماع لهم في موسكو في 14 كانون الثاني (يناير) الماضي.

محلل تركي مقيم في واشنطن يرى أنّ جهود تركيا لتطبيع العلاقات مع أرمينيا وإسرائيل هي تحول تكتيكي في الدبلوماسية، وليس التزاماً قائماً على القيمة للعلاقات الودية

وبالنسبة إلى إسرائيل، قد يزور الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ أنقرة الشهر المقبل، بعد أن رحبت تل أبيب بحذر بدعوات تركيا لإصلاح العلاقات التي مزقتها الخلافات السياسية الإقليمية والمشكلة الفلسطينية.

وقال إردمير، في تصريحات لموقع "أحوال تركية": "إنّ التحولات التكتيكية لحكومة أردوغان، التي تعتمد على فهم ساذج ومبسط للغاية لكيفية اتخاذ القرارات الخارجية والأمنية المعقدة في الولايات المتحدة، ستظل، على ما أعتقد، عقبة أمام تصميم سياستها وتنفيذها".

وأوضح إردمير أنّ محاولات تركيا للتطبيع مع أرمينيا وإسرائيل تستند إلى نماذج الرئيس رجب طيب أردوغان للتواصل مع مصر ثم الإمارات وأخيراً المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أنّ الجهود الدبلوماسية التركية في جميع أنحاء المنطقة تستند إلى عدة عوامل؛ منها إدراك أردوغان أنّ تركيا أصبحت معزولة بشكل متزايد في شرق البحر المتوسط، ممّا خلق مشكلة دبلوماسية وعسكرية.

إردمير: تأمل أنقرة أن تؤدي محاولات التطبيع إلى تعزيز القوة الناعمة لتركيا، وتضييق العجز الدبلوماسي في كلتا العاصمتين

وكشف إردمير أنّ تركيا تسعى أيضاً لمزيد من الوصول إلى أسواق التصدير، وجذب المزيد من الاستثمارات من الخارج، لا سيّما من دول الخليج، بعد الانهيار المالي.

وأضاف إردمير: تعتقد أنقرة أنّ التصور الدولي لصراعاتها مع أرمينيا وإسرائيل يقوض صورتها ونفوذها الدبلوماسي في كل من واشنطن وبروكسل، لذلك تأمل أيضاً أن تؤدي محاولات التطبيع إلى تعزيز القوة الناعمة لتركيا، وتضييق العجز الدبلوماسي في كلتا العاصمتين.

وقامت تركيا وأرمينيا بأول محاولة لتطبيع العلاقات الدبلوماسية في عام 2009، بتوقيع بروتوكولات في زيورخ، سويسرا. ونصّت الوثائق على إقامة علاقات دبلوماسية رسمية، وفتح الحدود، وتشكيل لجنة مشتركة لدراسة الإبادة الجماعية للأرمن، لم يتم التصديق عليها من قبل برلماني البلدين.

وفي استطلاع جديد أجراه المعهد الجمهوري الدولي في أرمينيا، تم تصنيف الأرمن على أساس آفاقهم وأولوياتهم لبلدهم، عندما سُئلوا عن الكيفية التي يرون بها المحاولات الأخيرة لتطبيع العلاقات مع تركيا، شعر عدد قليل من الأرمن أنّ تحسينها يجب أن يكون أولوية "لتنمية أرمينيا"، حسبما ذكرت صحيفة "سيفيل نت" يوم السبت الماضي.

وردّاً على سؤال لتحديد أكبر التهديدات السياسية والاقتصادية والأمنية في أرمينيا، تصدرت أذربيجان وتركيا هذه الفئة بنسبة 4% و5% على التوالي، وبدلاً من ذلك قالت أعداد كبيرة: إنّ على أرمينيا أن تسعى إلى تحسين العلاقات مع روسيا 53%، والولايات المتحدة 35%، وإيران 29%، وفرنسا 25%.   



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية