تسريع وتيرة التطبيع التركي الإسرائيلي.. ما الجديد؟

تسريع وتيرة التطبيع التركي الإسرائيلي.. ما الجديد؟


04/09/2022

في مؤشر جديد على سعي تركيا إلى المضي قدماً في تطبيع العلاقات اقتصادياً وعسكرياً أكثر مع إسرائيل، رست الفرقاطة التركية "تي سي جي كمالريس" في ميناء حيفا، في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في إطار مهمة استطلاع ينفذها حلف شمال الأطلسي "الناتو" في البحر الأبيض المتوسط، للمرة الأولى منذ توتر العلاقات بين تركيا وإسرائيل في 2010.

 وقال المراسل العسكري الإسرائيلي إيتاي بلومنتال، في تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر: إنّ الفرقاطة التركية وصلت برفقة حاملة الصواريخ الأمريكية "فورست شيرمان"، لافتاً إلى أنّ وصول الفرقاطة التركية ليس حدثاً عادياً، في احتفاء كبير بمشاركة تركيا في مهمة الناتو بإسرائيل.

 ويمثل وصول الفرقاطة التركية للمياه الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة أحدث حلقة في سلسلة مساعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتطبيع "أكثر دفئاً" مع إسرائيل.

وفي حين قالت الصحف العبرية إنّ الفرقاطة التركية يتوقع أن تظل في إسرائيل لعدة أيام، ذكرت "ذا تايمز أوف إسرائيل" أنّه من غير المخطط أن تشارك الفرقاطة التركية في تدريبات أو فعاليات أخرى مع الجيش الإسرائيلي، مشيرة، نقلاً عن مسؤول في الجيش، إلى أنّ وصول الفرقاطة التركية والسفينة الأمريكية يأتي كجزء من "تعاون إسرائيل" ودعمها لحلف "الناتو".

  وفي 17 آب (أغسطس) الماضي، أعلن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد تطبيعاً كاملاً للعلاقات التركية مع إسرائيل بعودة سفراء البلدين، بعد طردهما بالتبادل في 2018، بعد مقتل متظاهرين فلسطينيين في غزة.

 

رست فرقاطة تركية في ميناء حيفا في إطار مهمة استطلاع لـ"الناتو"، للمرة الأولى منذ توتر العلاقات مع إسرائيل في 2010

الإعلان عن التطبيع الكامل للعلاقات بين تركيا وإسرائيل يأتي بعد نحو 6 أشهر من استقبال دافئ غير مسبوق أعده أردوغان، الذي دأب على الهجوم على إسرائيل خلال مسيراته الانتخابية ووصفها بأنّها "دولة إرهاب"، لنظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، في مطلع آذار (مارس) الماضي، في زيارة هي الأولى لرئيس إسرائيلي منذ 15 عاماً.

تلك الزيارة، التي جاءت بناءً على دعوة لحوحة من أردوغان، حملت الكثير من المؤشرات على تسارع وتيرة الخطوات التركية لنيل ثقة إسرائيل، فقد تعهد أردوغان وهرتسوغ بفتح فصل جديد في العلاقة، غير أنّ تل أبيب لم تُبدِ حماستها وقتها، وسط تقارير عن قائمة بالشروط تتعلق بخفض الدعم التركي لحركة حماس الفلسطينية.

 وعلى الرغم من محاولات الرئيس التركي، التسويق لعدائه الشديد لدولة الاحتلال الإسرائيلي لأغراض انتخابية بحتة، ظلت العلاقات الاقتصادية بين البلدين مزدهرة، فقد ارتفع حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل بنسبة 30% في عام 2021 إلى 7.7 مليارات دولار، من 4.9 مليارات دولار في عام 2020.

 وفي حين أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنّ تركيا "لن تتخلى عن القضية الفلسطينية"، بدا واضحاً أنّ أنقرة رضخت للشروط الإسرائيلية الرامية إلى وقف الدعم التركي لحركة حماس الفلسطينية، ولا سيّما بعد "ترحيل العشرات من المرتبطين بحركة حماس في دوائر مختلفة"، في نيسان (أبريل) الماضي، وفقاً لموقع "إسرائيل هيوم" العبري.

يذكر أنّ الحكومة الإسرائيلية إلى جانب الحكومة التركية معنيتان بتعيين السفراء قبل انتخابات "الكنيست"، مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، تحسباً لعودة رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، إلى الحكم، وهو ما يشكل تهديداً لفرص المصالحة. وإضافة إلى ذلك، سيتم استئناف الرحلات الجوية المباشرة من إسرائيل إلى تركيا في وقت قريب.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية