تركيا توسع نفوذها في أفريقيا عبر هذه البوابة

مع تنامي نفوذ الجماعات المتشددة... تركيا توسع نفوذها في أفريقيا من بوابة مبيعات الأسلحة

تركيا توسع نفوذها في أفريقيا عبر هذه البوابة


02/11/2022

في وقت تسعى فيه تركيا لبسط نفوذها في أفريقيا من خلال برامج التدريب الواسعة، وتقديم المساعدات الأمنية، سلط تقرير ألماني نشرته وكالة "دويتشه فيله" الضوء على التمدد التركي في أفريقيا من بوابة مبيعات الأسلحة لدول القارة التي يواجه أغلبها موجة من التطرف والإرهاب مع تنامي نفوذ الجماعات الإسلامية المتشددة.

وتحسن تركيا اللعب في الفضاءات الجغرافية البعيدة عنها، والتي تهيمن فيها الفوضى والفراغات الأمنية أو تعاني حكوماتها من حالة ضعف، ويقف تدخلها في ليبيا والعراق وسوريا وجنوب القوقاز شاهداً على استراتيجية التمدد التركي، التي توقعها في مطبات مع انخراطها في نزاعات على أكثر من جبهة بقدر ما تعزز نفوذها.

تركيا تسعى للتمدد في أفريقيا من بوابة مبيعات الأسلحة لدول القارة التي يواجه أغلبها موجة من التطرف والإرهاب

وبحسب التقرير الألماني، تتزاحم روسيا وتركيا على مواطئ قدم ثابتة في أفريقيا في مواجهة نفوذ فرنسي آخذ في التراجع والتفاتة أمريكية لإعادة التواجد في القارة الأفريقية، وهو ما أعلنه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في تصريحات سابقة.

التقرير أشار أيضاً إلى أنّ مبيعات الأسلحة التركية لأفريقيا انتعشت في الفترة الأخيرة، بعد أن وقّعت أنقرة اتفاقيات تعاون عسكري مع عشرات الحكومات في القارة التي تتصاعد فيها النزاعات، وقد شكلت مبيعات الطائرات المسيّرة التركية أساس تلك الصفقات مع تحقيق الطرازات التركية من المسيّرات فاعلية كبيرة في أكثر من ساحة ملتهبة، وخاصة منها طراز "بيرقدار تي بي 2".

المصدر ذاته لفت إلى أنّ مبيعات الأسلحة التركية لأفريقيا تضاعف بنحو (5) مرات لتصل قيمتها إلى (460.6) مليون دولار في عام 2021، بعدما كانت (82.9) مليون دولار في عام 2020.

تحسن تركيا اللعب في الفضاءات الجغرافية البعيدة عنها، والتي تهيمن فيها الفوضى والفراغات الأمنية أو تعاني حكوماتها من حالة ضعف

من جانبه، يقول أبيل أباتي ديميسي من مركز الأبحاث البريطاني "تشاتام هاوس" لوكالة "دويتشه فيله": "بالنسبة إلى الحكومات الأفريقية فإنّ تركيا توفر وسيلة فعالة لشراء المعدات العسكرية بالفعل"، مضيفاً أنّ "الأسلحة التركية رخيصة نسبياً، ولها أوقات تسليم أقصر، وخالية من العقبات البيروقراطية مثل تلك الأوضاع السياسية أو المتعلقة بحقوق الإنسان".

ويُعدّ ثمن الأسلحة التركية أقلّ بكثير من نظيراتها من دول أخرى، غير أنّها تواجه اتهامات بتأجيج النزاعات في أفريقيا والمساعدة في انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، ومنها على سبيل المثال النزاع بين الجيش الإثيوبي وجبهة تيغراي.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال بعد عودته من جولة أفريقية في العام 2021: "أينما ذهبنا في أفريقيا، طلبوا منا طائرات مسيّرة غير مسلحة ومسلحة"، وقد تسلمت دول أفريقية بالفعل مسيّرات من تركيا مثل الصومال وإثيوبيا والنيجر ونيجيريا.

مبيعات الأسلحة التركية لأفريقيا تضاعف بنحو 5 مرات لتصل قيمتها إلى 460.6 مليون دولار في عام 2021

ورغم أنّ العديد من الدول الأفريقية تبدي اهتماماً متزايداً بشراء المركبات المدرعة والمعدات البحرية وأسلحة المشاة والطائرات بدون طيار المصنعة في تركيا، فإنّ أنقرة لا تهتم في صفقات الأسلحة التي تعقدها مع هذه الدول لانتهاكات حقوق الإنسان، وهي ذاتها متهمة دولياً بانتهاكات واسعة للحريات عموماً.

وتنظر تركيا إلى السوق الأفريقية كسوق ضخمة محتملة لصناعات الدفاع الناشئة فيها، وقد تباهت أنقرة بالفعل بوجود (1500) شركة تركية لصناعات الدفاع في عام 2020، بينما كان هناك (56) شركة فقط في عام 2002، بحسب التقرير الألماني.

وعن إقبال دول أفريقية على شراء مسيّرات من تركيا بأسعار تلك المسيرات التي تعتبر رخيصة مقارنة بالمسيّرات الأمريكية والإسرائيلية إلى جانب تمتعها بميزات تشغيلية سهلة، يفسر تورهان وهو محلل العلاقات التركية الأفريقية في جامعة حاجي بيرم فيلي في تركيا لوكالة "دويتشه فيله" أنّ "تزايد الإقبال على شراء الطائرة المسيّرة بيرقدار تي بي 2 حدثت بسبب أنّها أثبتت جدارتها في المعركة"، موضحاً أنّ "المركبات الجوية التركية بدون طيار قد استخدمت بشكل فعال للغاية في سوريا وليبيا وفي منطقة ناغورنو قره باخ، وفي الآونة الأخيرة اكتسبت الطائرات بدون طيار المسلحة من طراز بيرقدار تي بي 2 شهرة في أوكرانيا لتدميرها أعداداً كبيرة من الدبابات الروسية".

هذا، وتراهن تركيا على دبلوماسية ناعمة تتولى تنفيذها مؤسسات خيرية تركية تقدّم مساعدات ضخمة لشعوب أنهكها الفقر والنزاعات، وهي واحدة من أدوات النفوذ في استراتيجية أنقرة للتمدد الخارجي.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية