تركيا توسع نفوذها الديني عالميًا عبر "ديانت" وسط مخاوف أوروبية متزايدة

تركيا توسع نفوذها الديني عالميًا عبر "ديانت" وسط مخاوف أوروبية متزايدة

تركيا توسع نفوذها الديني عالميًا عبر "ديانت" وسط مخاوف أوروبية متزايدة


27/02/2025

كشفت رئاسة الشؤون الدينية التركية، المعروفة باسم ديانت، عن خطة توسع دولية واسعة النطاق بحلول نهاية عام 2025 بهدف الوصول إلى 2.1 مليون شخص في الخارج من خلال الخدمات الدينية والبرامج التعليمية والمبادرات الثقافية. 

وتؤكد هذه الخطوة، بحسب موقع "نورديك مونيتور"، على اعتماد أنقرة المتزايد على ديانت كأداة للقوة الناعمة، وخاصة في أوروبا وآسيا الوسطى وإفريقيا.

وقد خضعت رئاسة الشؤون الدينية التركية، التي أنشأتها الدولة التركية في البداية لمواجهة التطرف، لتحول جذري خلال حكم الرئيس رجب طيب أردوغان الذي دام 23 عاماً، وتطورت إلى أداة رئيسة لنشر الإسلام السياسي، بما يذكرنا بأيديولوجية الإخوان المسلمين، سواء داخل تركيا أو على المستوى الدولي.

وبحسب تقرير الأداء لعام 2025 الذي حصل عليه موقع “نورديك مونيتور”، من المقرر أن توسع رئاسة الشؤون الدينية التركية حضورها في أوروبا الغربية وإفريقيا، مع التركيز بشكل خاص على البلدان التي تضم أعداداً كبيرة من الجالية التركية، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا والنمسا وسويسرا.

وخارج أوروبا، تعمل رئاسة الشؤون الدينية التركية على تكثيف جهودها في البلقان وآسيا الوسطى، حيث تخطط لتمويل بناء المساجد، ودعم التعليم الديني المحلي، وتدريب الأئمة على الترويج لتفسير أنقرة للإسلام. وفي إفريقيا، ستوفر المنح الدراسية وتؤسس شراكات مع المؤسسات الدينية في العديد من البلدان، الأمر الذي من شأنه أن يوسع النفوذ الديني التركي.

تركز ديانت أيضاً على تجنيد الأتراك الذين يحملون جنسيات بلدان أجنبية وتوصي بتدريبهم في تركيا قبل تعيينهم كأئمة في البلدان التي يحملون جنسياتها

وكجزء من جهودها التوسعية في مجال التواصل العالمي، تستعد ديانت لإطلاق سلسلة من المبادرات الجديدة التي تهدف إلى تعزيز نفوذها بين الجاليات التركية في الخارج والوصول إلى جمهور المسلمين الأوسع. وتشمل هذه المبادرات نشر وتوزيع النصوص الدينية دوليًّا بلغات متعددة، بما في ذلك العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية ولغات البلقان المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل ديانت على توسيع منصات التعليم الديني عبر الإنترنت لتوفير برامج تدريبية منظمة لمجتمعات المهجر.

وتركز ديانت أيضاً على تجنيد الأتراك الذين يحملون جنسيات بلدان أجنبية، وتوصي بتدريبهم في تركيا قبل تعيينهم كأئمة في البلدان التي يحملون جنسياتها. ولدعم هذه المبادرة، خصصت 608 ملايين ليرة تركية (17.3 مليون دولار) للبرنامج. وقد تلقى أكثر من 1000 طالب من أوروبا وأمريكا الشمالية تعليمهم وتدريبهم في تركيا، حيث تولى العديد منهم بالفعل مناصب داخل ديانت، وفقا لنورديك مونيتور.

وكانت وكالات الاستخبارات الأوروبية قد أثارت في وقت سابق مخاوف من استخدام الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية (ديتيب) ومؤسسات أخرى تابعة لديانت في أنشطة المراقبة والدعاية وجمع المعلومات الاستخباراتية، وخاصة استهداف منتقدي أردوغان في المهجر.

وقد أطلقت عدة حكومات أوروبية، بما في ذلك حكومتا ألمانيا والنمسا، تحقيقات في مساجد ومراكز دينية تابعة لديانت بسبب مزاعم بالتجسس على شخصيات ونشطاء معارضين، لكن أنقرة رفضت مثل هذه المزاعم ووصفتها بأنها “لا أساس لها من الصحة”، واتهمت الدول المضيفة بكراهية الإسلام والتمييز ضد الجالية التركية المسلمة.

كما أعربت ألمانيا عن قلقها إزاء الأئمة المعينين من قبل ديانت، والذين تدفع الحكومة التركية رواتبهم. ويشير المسؤولون الألمان إلى افتقار هؤلاء إلى الاندماج في المجتمع الألماني وعدم قدرتهم على التحدث باللغة المحلية بوصفها قضايا مهمة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية