تخريب وإرهاب... أولمبياد باريس على صفيح ساخن

تخريب وإرهاب... أولمبياد باريس على صفيح ساخن

تخريب وإرهاب... أولمبياد باريس على صفيح ساخن


28/07/2024

تصدرت التهديدات الإرهابية التي تعصف بالألعاب الأولمبية في باريس عناوين الصحف ووكالات الأنباء العالمية خلال اليومين الماضيين، بعد استهداف شبكة القطارات السريعة.

وأغلقت الشرطة الفرنسية لفترة المنطقة التي يقع فيها المركز الإعلامي للصحفيين الذين يقومون بتغطية أحداث دورة الألعاب الأولمبية في باريس، بسبب وجود "خطر انفجار".

ووفق ما نقلت وكالة (رويترز)، فقد أقامت الشرطة خطاً أمنياً أمام المركز الإعلامي المُنشأ في مركز المؤتمرات بباريس، ومنعت الدخول والخروج إلى المبنى.

وتم إبعاد الصحفيين والمواطنين بداعي وجود خطر حدوث انفجار، وبعد فترة أعادت الشرطة فتح المنطقة أمام حركة المشاة، وعاد الدخول والخروج إلى المركز الإعلامي إلى طبيعته.

 

تصدرت التهديدات الإرهابية التي تعصف بالألعاب الأولمبية في باريس عناوين الصحف ووكالات الأنباء العالمية.

 

وقال المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات: إنّ أعمال تخريب "منسقة" استهدفت شبكة القطارات السريعة التابعة لشركة السكك الحديدية الفرنسية (إس إن سي إف)، يوم 26 تموز (يوليو) الجاري، ممّا أدى إلى اضطرابات شديدة، ويأتي ذلك مع استعداد  البلاد لبدء مراسم افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس. 

من جهتها، أعلنت شركة (يوروستار) أنّ خدماتها لتسيير القطارات بين لندن وباريس تعطلت بسبب أفعال تخريب في فرنسا، ممّا أسفر عن إلغاء عدة رحلات واستغراق أخرى وقتاً أطول. 

وكانت أعمال التخريب "منسقة بشكل واضح"، بعدما كانت الشركة قد أعلنت تعرضها لهجوم ضخم واسع النطاق يهدف إلى شل شبكتها للقطارات السريعة قبل ساعات من بدء مراسم افتتاح  الألعاب الأولمبية في باريس.

 

الشرطة الفرنسية تغلق لفترة المنطقة التي يقع فيها المركز الإعلامي للصحفيين الذين يقومون بتغطية أحداث دورة الألعاب الأولمبية.

 

وفي هذا السياق أكد وزير النقل الفرنسي باتريس فيرجريت في تصريح صحفي أنّ خدمات السكك الحديدية في البلاد أصيبت بحالة من الاضطراب بعد سلسلة من الأعمال التخريبية المنسقة.

 ونقلت وكالة (بلومبرغ) للأنباء عن فيرجريت قوله عبر منصة (إكس) للتواصل الاجتماعي: "استهدفت أعمال تخريبية منسقة عدة خطوط للقطارات فائقة السرعة (تي.جي.في) قبل ليلة واحدة من يوم 26 تموز (يوليو) 2024، وهو ما سوف يعيق حركة السكك الحديدية بشكل خطير حتى عطلة نهاية الأسبوع".

وفي السياق، أكد قائد شرطة باريس لوران نونيز "أنّ الإرهاب الإسلاموي يظل شاغلنا الرئيسي في الألعاب الأولمبية"، رغم أنّ السلطات تقول إنّه لم تكن هناك تهديدات مباشرة ضد الألعاب.

وتسابق فرنسا الزمن لدرء تهديدات تنظيم (داعش) لدورة الألعاب الأولمبية في باريس، التي انطلقت في 26 تموز (يوليو) الجاري، وكانت أجهزة الأمن الفرنسية تتسابق لمعالجة نقطة ضعف استخباراتية، وإقامة علاقات أعمق مع الطاجيك وغيرهم من أبناء آسيا الوسطى في البلاد، ومن بين هؤلاء مسؤولون استخباراتيون حاليون وسابقون، ورجال شرطة، ودبلوماسيون، ومهاجرون من آسيا الوسطى، تم الاتصال بهم من قبل السلطات.

 

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب: أعمال تخريب "منسقة" استهدفت شبكة القطارات السريعة التابعة لشركة السكك الحديدية الفرنسية.

 

وقال مصدر استخباراتي: إنّ المخابرات الفرنسية لديها القليل من المعلومات عن الأصول من آسيا الوسطى، وتجد أنّ مجتمعاتهم الصغيرة المتماسكة يصعب اختراقها. ووفقاً لجمعية الطاجيك الفرنسية، تعيش حوالي (30) عائلة طاجيكية في البلاد، وأكد مصدر المخابرات، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لمناقشة المسائل الأمنية، أنّ تنظيم (داعش-خراسان) يمثل تهديداً جديداً نسبياً، حيث يتمكن المجندون المشغلون الذين يتمركزون في الخارج من تنشيط الآسيويين في فرنسا لتنفيذ هجمات على الأراضي الفرنسية.

وأشار المصدر إلى قضية رجل طاجيكي تم القبض عليه في عام 2022 بتهمة التخطيط لهجوم في ستراسبورغ. وقال المصدر إنّ الرجل كان يتصرف بناء على تعليمات من (داعش- خراسان) المتمركزين في الخارج. وقال مصدر أمني ثانٍ: إنّ فرنسا حددت (12) فرداً ينتمون لـ (داعش- خراسان)، يتمركزون في دول حول أفغانستان، ولديهم حضور قوي على الإنترنت، ويحاولون إقناع الشباب في الدول الأوروبية المهتمين بالانضمام إلى المجموعة في الخارج بتنفيذ هجمات محلية بدلاً من ذلك.

وقال المصدر: إنّ أولئك العناصر يربطون المجندين بعد ذلك بأشخاص يمكنهم تقديم بطاقات هوية مزورة وأسلحة على الأرض في البلد المعني، في عملية قد تستغرق بضعة أسابيع فقط. ويقول سيباستيان بيروز، وهو أكاديمي فرنسي: إنّ باريس ربما كانت بطيئة في الرد على التهديد الطاجيكي المحتمل. وقال: "ركزت فرنسا بشكل أكبر على الأشخاص المتطرفين القادمين من الشرق الأوسط، والجزائر، وشمال أفريقيا، وليس من آسيا الوسطى. أعتقد أنّ فرنسا فوجئت بما حدث في موسكو، وقد يكون الأمر متأخراً بعض الشيء".

 

قائد شرطة باريس لوران نونيز يؤكد أنّ الإرهاب الإسلاموي يظل شاغلنا الرئيسي في الألعاب الأولمبية.

 

ومع ذلك، قال وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو في نيسان (أبريل) 2024: إنّ تبادل المعلومات الاستخباراتية بين روسيا وفرنسا بشأن تنظيم (داعش) والجماعات المتطرفة الأخرى انخفض بشكل كبير منذ حرب أوكرانيا في عام 2022. ويأتي الخطر الرئيسي للمتشددين الطاجيك في أوروبا من حوالي (12) رجلاً متطرفاً قاتلوا في سوريا، وتسللوا ببطء إلى القارة عبر أوكرانيا بعد تراجع تنظيم (داعش) في الشرق الأوسط.

في العام 2023 ألقت السلطات الألمانية القبض على (7) من مواطني آسيا الوسطى الذين يعيشون في البلاد للاشتباه في تأسيسهم منظمة إرهابية.

 وقال المدّعون: إنّ المواطنين التركمان والطاجيك والقرغيز دخلوا ألمانيا من أوكرانيا بعد وقت قصير من حرب أوكرانيا عام 2022، وهم حالياً في السجن في انتظار المحاكمة.

 

تبادل المعلومات الاستخباراتية بين روسيا وفرنسا بشأن تنظيم (داعش) والجماعات المتطرفة الأخرى انخفض بشكل كبير منذ حرب أوكرانيا.

 

وقد انطلقت أول أمس دورة الألعاب الأولمبية "باريس 2024"، والتي تستمر فعالياتها حتى 11 آب (أغسطس) المقبل، بإقامة حفل افتتاح على ضفاف نهر السين شمالي فرنسا، وسط حضور كبير من الضيوف ووفود الدول المشاركة والجماهير.

يُذكر أنّ السلطات الفرنسية أحبطت بالفعل هجوماً على الألعاب الأولمبية، وذلك باعتقال شاب شيشاني يبلغ من العمر (18) عاماً في أواخر أيار (مايو) 2024، للاشتباه في تخطيطه لعملية إرهابية لصالح تنظيم (داعش) في ملعب سانت إتيان لكرة القدم، حيث ستلعب فرنسا والولايات المتحدة وأوكرانيا. 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية