تحذيرات من تكرار سيناريو أفغانستان.. هذه مخاطر انسحاب "أمصيوم" من الصومال

تحذيرات من تكرار سيناريو أفغانستان.. هذه مخاطر انسحاب "أمصيوم" من الصومال


27/10/2021

حذرت تقارير أمنية وسياسية من انسحاب القوات الدولية من الصومال على غرار ما حدث في أفغانستان، بما يصب في صالح حركة الشباب.

وذكر تقرير معهد الدراسات الأمنية الأفريقية (ISS) أمس أنه من المقرر أن تنسحب قوات "أمصيوم" (بعثة الاتحاد الأفريقي) في 31 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، ممّا ينذر بعودة حركة "الشباب" المرتبطة بتنظيم القاعدة، التي تزداد تغلغلاً في مؤسسات الدولة، بما فيها الأمنية، مستغلة الطابع العشائري للمجتمع.

وقُتل 20 شخصاً وجُرح 40 في اشتباكات بين القوات الصومالية والحركة قبل 3 أيام، وهو ما يزيد الضغوط على القوات الحكومية؛ كونها تخوض هذا الشهر أيضاً معارك مع تنظيم "أهل السنّة والجماعة" الصوفي المسلح في إقليم جلمدغ بوسط البلاد.

وبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال مهمتها مكافحة تمرد الحركة الإرهابية وتقوية القوات الحكومية، وتضم قوة قوامها أكثر من 19 ألف جندي وألف شرطي، إلا أنها لم تحقق كل أهدافها، وذلك في تكرار لما حصل في أفغانستان ومالي؛ حيث لم تنجح القوات الأمريكية ولا الفرنسية في القضاء على الإرهاب والتطرف في البلدين.

بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال مهمتها مكافحة تمرد الحركة الإرهابية وتقوية القوات الحكومية، وتضم أكثر من 19 ألف جندي وألف شرطي

ولفت تقرير معهد الدراسات الأمنية الأفريقية إلى أنّ حركة الشباب عززت قدرتها القتالية، وتتمركز في جميع مناطق الصومال، بحسب ما أورده موقع سكاي نيوز.

ويظهر تدهور الوضع في تعذر إجراء الانتخابات، وقد أعلن رئيس الوزراء محمد حسين روبلي في حزيران (يونيو) الماضي جدولاً لإجراء الانتخابات الرئاسية في 10 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، لكنها لم تتم.

في غضون ذلك، توقع معهد الدراسات الأمنية الأفريقية في تقريره: مستقبل بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، حول مستقبل بعثة "أمصيوم"، تبنّي عدة خيارات.

الخيار الأول: هو رحيل "أمصيوم"، ونقل مسؤولياتها إلى قوات الأمن الصومالية.

والثاني: استبدال البعثة بالقوة الاحتياطية لشرق أفريقيا، وقد أطلقت عليها الأمم المتحدة اسم "تحالف إقليمي خاص"، لكنّ هذه النصيحة ليست مؤثرة؛ لأنّ جميع المساهمين بقوات في البعثة هم من شرق أفريقيا.

والخيار الثالث: استبدال بعثة "أمصيوم" بمهمة تحقيق الاستقرار بقيادة الأمم المتحدة.

والرابع: هو استبدال البعثة بعملية مختلطة بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.

أمّا الخامس والأخير، فهو تخفيض عدد البعثة، مع تمكين قوات الأمن الصومالية من تولي المسؤولية.

وفي تقدير الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية أحمد سلطان، فإنّ الحركة بعد أن أخذت دفعة معنوية بعودة طالبان إلى حكم أفغانستان، تتطلع إلى حكم العاصمة مقديشيو.

وأضاف سلطان لموقع "سكاي نيوز عربية" أنّ حركة الشباب أثبتت قدرتها على التعايش داخل المجتمع ذي الطبيعة العشائري، رغم تعرضها لحملات عسكرية قوية، وقد مكّنها هذا من اختراق المؤسسات الحكومية، وهو ما يعني أنّ انسحاب "أمصيوم" سيعقد الأمور.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية