تحالف الكبير- باشاغا يسدد فاتورة الاستقواء بتركيا على السراج

تحالف الكبير- باشاغا يسدد فاتورة الاستقواء بتركيا على السراج


01/09/2020

منى المحروقي

فاجأ محافظ المصرف المركزي الليبي الصديق الكبير الليبيين بتوقيع اتفاقية “غامضة” مع البنك المركزي التركي في خطوة تأتي عقب أيام قليلة من الزيارة التي قام بها وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا، ورئيس مجلس الدولة خالد المشري المحسوبان على تنظيم الإخوان المسلمين، إلى تركيا في وقت تصاعدت فيه حدة الأزمة بين باشاغا ورئيس الحكومة فايز السراج.

وأعلن البنك المركزي التركي توقيع مذكرة تفاهم مع نظيره الليبي لتأسيس الأرضية اللازمة للتعاون بينهما في القضايا التي تهم البنوك المركزية.

وأفاد بيان صادر عن المركزي التركي بأن مذكرة التفاهم التي أبرمت، الاثنين، ستساهم في تأسيس الأرضية اللازمة لتطوير التعاون بينهما في القضايا التي تتعلق بالبنوك المركزية.

وأضاف البيان أنه من المخطط، في إطار مذكرة التفاهم المذكورة، إطلاق الأنشطة التي من شأنها تطوير العلاقات الاقتصادية، وتعزيز التعاون المالي بين البلدين.

وينظر الليبيون بعين الريبة لهذه الاتفاقية التي اعتبرها كثيرون جزءا من فاتورة دعم تركيا لباشاغا الذي تتواتر الأنباء منذ أيام بشأن سعيه لتنفيذ انقلاب على السراج من خلال الاستثمار في الغضب الشعبي المتراكم على الحكومة جراء تدني مستوى الخدمات وتدهور الوضع المعيشي الذي دفع مئات الشباب الأسبوع الماضي إلى الخروج في مظاهرات تطالب بمحاربة الفساد وتحسين الأوضاع.

وقال سفير ليبيا السابق لدى الإمارات ورئيس تكتل إحياء ليبيا عارف النايض إن “هناك تحليلات تربط بين هذه الاتفاقية الغامضة وبين الانقلاب العسكري الذي بدأه وزير الداخلية الموقوف عن العمل فتحي باشاغا على حكومة فايز السراج والمجلس الرئاسي”.

وأضاف النايض في تصريح لـ”العرب” “يبدو، بحسب هذه التحليلات، أن حلف الكبير وباشاغا وأمراء الاعتمادات في مصراتة يعمل على الاستقواء بالأتراك ضد السراج، وهذه الاتفاقية جزء من الثمن”.

ولا يعد التحالف بين الكبير، المحسوب على الإسلاميين والذي أقيل من قبل البرلمان منذ 2014، وباشاغا تحالفا حديثا حيث ظهر منذ أشهر عندما رفض الكبير صرف الرواتب إلى غاية تحقيق هدفين: الأول ادخار المال لإنفاقه على الحرب ضد الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر، وثانيا لافتعال أزمة اجتماعية تقود إلى احتجاجات يستغلها باشاغا للاستيلاء على السلطة.

ويستبعد مراقبون أن يكون الصديق الكبير قد حصل على موافقة السراج للتوقيع على هذه الاتفاقية في ظل التوتر المستمر بينهما منذ أشهر، وهو ما يطعن في قانونية الخطوة.

ويسود منذ أيام هدوء حذر في العاصمة طرابلس وسط مخاوف من اندلاع اشتباكات في أي لحظة بين ميليشيات مصراتة الموالية لفتحي باشاغا وميليشيات طرابلس التابعة للسراج.

ومساء الجمعة أصدر السراج قرارَ إيقاف باشاغا عن العمل وإحالته إلى التحقيق بسبب الاستخدام المفرط للقوة ضد المحتجين، وهو القرار الذي اعتبره مراقبون تحركا لقطع الطريق على محاولات باشاغا استغلال غضب الشارع والانقلاب على الحكومة.

والسبت، وصل باشاغا إلى العاصمة طرابلس قادما من تركيا بعد زيارة دامت أياما، حيث تم استقباله في مطار معيتيقة من قبل حشد كبير من المسلحين الموالين له، في محاولة على ما يبدو لمنع القبض عليه وهو ما كشف حجم الانتشار الضخم لميليشيات مصراتة في العاصمة طرابلس، ما يرفع من احتمال نجاح انقلاب باشاغا على السراج لاسيما في حال انضم المرتزقة السوريون إلى الحلف الذي يقوده باشاغا.

واستنكر النايض في رسالة وجهها إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة الاثنين احتماء باشاغا بالمسلحين، مشددا على أن “دخول العاصمة طرابلس في موكب يضم أكثر من 400 عربة عسكرية والآلاف من المسلحين، ثم الإقامة بين آلاف المرتزقة الأتراك والسوريين، لا ينم عن احترام فاعله لسيادة القانون ويجب إدانته ورفضه بشدة”.

وأضاف في إشارة إلى تركيا “يجب توبيخ الدول التي تستخدم وزيرًا يُفترض أنه ليبي ليعمل نيابة عنها ضد رئيس وزرائه”.

وكانت مصادر سياسية ليبية أكدت لـ”العرب” السبت أن تركيا هي المستفيد الأول من الصراع  بين السراج وباشاغا حيث يتنافس الطرفان على استرضائها وتقديم الولاء لها، لافتة إلى أن ما يجري حاليا قد يكون عقابا من تركيا للسراج الذي رفض مؤخرا توقيع عقود واتفاقيات لإنشاء قواعد بحرية في موانئ مصراتة وطرابلس وزوارة والخمس، بضغط من فرنسا وإيطاليا.

وتحدث الإعلام الإيطالي خلال الأيام الماضية عن خسارة روما لنفوذها التقليدي غرب ليبيا لصالح الأتراك بعد أنباء عن إزالة المستشفى العسكري الإيطالي في مصراتة لتشييد قاعدة بحرية تركية في ميناء المدينة.

وتزايد نفوذ تركيا في ليبيا منذ توقيع السراج مذكرتي تفاهم مع أنقرة في مجالي التعاون الأمني وترسيم المناطق البحرية، وهو ما فتح الطريق لتدخل عسكري مباشر لتركيا في ليبيا ساهم في إحباط الهجوم الذي قاده الجيش الليبي في أبريل العام الماضي للسيطرة على العاصمة.

عن "العرب" اللندنية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية