تجدد الاشتباكات المسلحة في ليبيا يثير ردود فعل محلية ودولية.. هذه أبرزها

تجدد الاشتباكات المسلحة في ليبيا يثير ردود فعل محلية ودولية.. هذه أبرزها


24/07/2022

خلفت اشتباكات كبيرة بين ميليشيات مسلحة متناحرة في بعض مناطق الغرب الليبي قتلى وجرحى، وأثارت الكثير من ردود الفعل المحلية والدولية.

ووفقاً لوزارة الصحة، فقد خلفت الاشتباكات التي وقعت بين الميليشيات في العاصمة الليبية طرابلس (16) قتيلاً و(52) جريحاً بينهم أطفال ونساء وشيوخ خلال اليومين الماضيين.

وطالب وزير الصحة المكلف، رمضان بوجناح، المستشفيات بالاستعداد والتواصل مع غرفة الطوارئ، مع رفع الجهوزية وتقديم الخدمات للمصابين وجرحى الاشتباكات، والمستشفيات المعنية هي مستشفيات؛ طرابلس الجامعي وطرابلس المركزي والخضراء العام، وفق ما نقلت صحيفة "بوابة أفريقيا".

من جهته، قال مسؤول أمني طلب عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالتصريح للإعلام في حديث لوكالة الأناضول: إنّ "المعارك تجري الآن بوتيرة أقلّ حدة"، مستغرباً "استمرارها رغم انقضاء سبب وقوعها".

وأضاف: إنّ سبب الاشتباكات "كان اعتقال جهاز الأمن الرئاسي للعقيد عصام عياد هروس التابع لجهاز الردع"، مؤكداً أنّ الإشكال "زال بالإفراج عنه بعد تدخل رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة".

واستدرك المسؤول الأمني: "أظن أنّ الأمر خرج من دائرة الاعتقال، وأصبح بسبب الدماء التي سالت، فالطرفان وقع منهما ضحايا".

طالب وزير الصحة المكلف، رمضان بوجناح، المستشفيات بالاستعداد والتواصل مع غرفة الطوارئ

هذا، وأفادت وكالة "رويترز" للأنباء نقلاً عن شهود عيان باندلاع اشتباكات في محيط مدينة مصراتة عند الطريق الساحلي المؤدي إلى العاصمة طرابلس.

في السياق، أعلنت قوة العمليات المشتركة اعتداء مسلحين على الدوريات التابعة لها في منطقة زريق عند بوابة الدافنية التابعة لمدينة مصراتة.

وأكدت قوة العمليات المشتركة، في بيان لها، تعرض دوريات تابعة لقوة العمليات المشتركة ظهر أمس لاعتداء مسلح في منطقة زريق خلال قيام مجموعة مسلحة تابعة لحكومة فتحي باشاغا بقيادة عبد الله أبو سنينة وعبد الباسط أرجوبة بعمل استيقاف غير مصرح به على الطريق الساحلي.

 

اشتباكات طرابلس تخلف (16) قتيلاً و(52) جريحاً بينهم أطفال ونساء وشيوخ خلال اليومين الماضيين

 

وبينت قوة العمليات المشتركة أنّه عند مرور الدوريات المكلفة بمهمة عمل رسمية قامت المجموعة المسلحة بفتح نيران أسلحتها مباشرة على الدوريات، ممّا أدى إلى وقوع إصابات بين عناصر القوة.

وبينت قوة العمليات المشتركة أنّه تم التعامل مع القوة في الحال والاشتباك وإخلاء المكان، وقد لاذ المسلحون بالفرار بين المزارع.

وحمّلت قوة العمليات المشتركة الحكومة والنائب العام المسؤولية الكاملة، مؤكدة أنّه سيتم التعامل بكل قوة وحزم لمنع تكرار مثل هذه الأفعال الإجرامية.

واستنكر رئيس مجلس النواب عقيلة صالح الاشتباكات المسلحة بمدينة طرابلس وجرائم ترويع المواطنين وتعريض أرواحهم وممتلكاتهم للخطر.

وطالب صالح الجهات التي تدّعي تبعية المجموعات المسلحة المتقاتلة لها بتحمل مسؤوليتها تجاه هذه الأحداث المؤسفة، وفق تصريحات صحفية للناطق باسم مجلس النواب عبد الله بليحق.

وأعرب صالح عن تعازيه لأسر ضحايا الاشتباكات المسلحة التي تشهدها مدينة طرابلس والتي أدت إلى سقوط قتلى وجرحى.

 

مسؤول أمني: سبب الاشتباكات هو اعتقال جهاز الأمن الرئاسي لعنصر تابع لجهاز الردع، واستمرار الاشتباكات رغم انقضاء سبب وقوعها أمر مستغرب

 

بدورها، قالت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا ستيفاني ويليامز، على "تويتر": إنّ الاشتباكات أدت إلى مقتل نساء وأطفال في حفل زفاف.

ودعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الليبيين إلى بذل كلّ ما في وسعهم للحفاظ على "الاستقرار الهش" في البلاد.

وقالت السفارة الأمريكية في ليبيا: "إنّ اشتباكات مصراتة تظهر اليوم الاحتمال الخطير بأنّ العنف الأخير سوف يتصاعد.

عقيلة صالح يطالب الجهات التي تدّعي تبعية المجموعات المسلحة المتقاتلة لها بتحمل مسؤوليتها تجاه هذه الأحداث المؤسفة

وحثت الولايات المتحدة في تصريح نشر عبر صحيفة "بوابة الوسط"، جميع الفاعلين السياسيين ومؤيديهم من بين الجماعات المسلحة على الانسحاب لتجنّب التصعيد والمزيد من الخسائر في الأرواح.

 ووفقاً للسفارة، فإنّ "التوترات المتصاعدة تظهر الضرورة الملحّة لأن يتبنى القادة السياسيون الليبيون على الفور مساراً متفقاً عليه لإجراء انتخابات يمكنها أن تنشئ حكومة موحدة شرعية بحقّ لخدمة مصالح جميع الليبيين".

 من جهتها، دعت سفارة إيطاليا لدى ليبيا جميع القادة في ليبيا إلى الحفاظ على الحوار والسلام، والتعاون معاً على مسار شامل نحو المصالحة الوطنية والانتخابات.

 وقالت سفارة إيطاليا لدى ليبيا في سلسلة تغريدات لها بموقع "تويتر" تعليقاً على اشتباكات العاصمة طرابلس: "على ليبيا ألّا تعود إلى الساعات اليائسة من ماضيها القريب".

 

بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تدعو الليبيين إلى بذل كل ما في وسعهم للحفاظ على "الاستقرار الهش" في البلاد

 

 وأعربت السفارة الإيطالية عن خالص تعازيها لأسر ضحايا الاشتباكات الأخيرة في طرابلس، مؤكدة أنّها تشعر بالقلق من احتمال تصاعد التوترات المسلحة.

 في السياق ذاته، أكد سفير هولندا لدى ليبيا دولف هوكونينغ دعمه للدعوات إلى حلّ سلمي ومستدام في ليبيا من خلال الانتخابات والحوار والمساءلة.

 وأعرب سفير هولندا لدى ليبيا في تغريدة له بموقع "تويتر" عن حزنه إزاء الخسائر المأساوية في الأرواح جراء الاشتباكات في العاصمة طرابلس.

 وأضاف سفير هولندا: "نشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد العنف المسلح الذي يؤثر على المدنيين في طرابلس وخارجها".

 ودعا السفير الألماني لدى ليبيا "ميخائيل أونماخت" جميع الفاعلين في البلاد إلى الامتناع عن العنف، ودعم كل الجهود الهادفة إلى إيجاد الأساس لحلّ سلمي ومستدام، يأتي من خلال الحوار والانتخابات.

 وقال سفير ألمانيا لدى ليبيا في سلسلة تغريدات له بموقع "تويتر": حزنت كثيراً على الخسائر المأساوية في الأرواح جراء اشتباكات العاصمة طرابلس، معرباً عن قلقه إزاء تصاعد العنف المسلح الذي يؤثر على المدنيين في طرابلس وخارجها، مضيفاً: قلبي مع عائلات الضحايا.

 بدوره، استنكر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي "موسى فكي محمد" الخسائر في الأرواح الناجمة عن اشتباكات الجماعات المسلحة المتناحرة في طرابلس، مؤكداً أنّ أمن المدنيين هو التزام بموجب القانون الإنساني الدولي.

 وقالت المفوضية في بيان لها أوردته صحيفة "المرصد" الليبية أمس: "تابع فكي بقلق بالغ التطورات الأخيرة في انعدام الأمن في طرابلس، ودعا الأطراف المتحاربة إلى إسكات أسلحتهم بالامتناع عن جميع أشكال العنف احتراماً لتطلعات الشعب الليبي إلى السلام".

 وأكد رئيس المفوضية مجدداً على التزام الاتحاد الأفريقي المستمر بدعم عملية السلام في ليبيا من خلال خريطة الطريق الخاصة به للمصالحة، والتي تقودها اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي المخصصة لليبيا، برئاسة رئيس جمهورية الكونغو ساسو نغيسو.

 

السفارة الأمريكية في ليبيا: إنّ اشتباكات مصراتة تظهر اليوم الاحتمال الخطير بأنّ العنف الأخير سوف يتصاعد

 

 وحث رئيس المفوضية جميع الأطراف السياسية الفاعلة من أجل تحقيق السلام والأمن المستدامين، على مضاعفة جهودهم من أجل إيجاد حلول ودية للأزمة الحالية، ووضع مصلحة ليبيا والشعب الليبي فوق الاعتبارات الأخرى.

يُذكر أنّ المنطقة الغربية تشهد بشكل شبه يومي اشتباكات ومناوشات مسلحة في ظل الانفلات الأمني، وخضوعها لسيطرة الميليشيات المسلحة المقّسمة وفقاً لقوى السلاح والتحالفات المبرمة مع الشخصيات السياسية في البلاد، وكان الجيش الليبي قد شنّ عام 2019 حملة عسكرية لإخضاع تلك الميليشيات، إلا أنّ تدخل بعض القوى الدولية كتركيا وتزويد تلك الميليشيات بالأسلحة والمرتزقة حال دون ذلك.

 

مواضيع ذات صلة:

دور إخوان ليبيا في فشل أعمال لجنة المسار الدستوري

ليبيا وإعلام الكراهية الإخواني

مسارات التوافق في ليبيا ورهانات القوى الدولية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية