بفضل أسطولها الجوي وعمق الروابط مع دول أفريقيا.. الإمارات تمد يد العون إلى اللاجئن السودانيين في تشاد

بفضل أسطولها الجوي، وعمق الروابط مع دول أفريقيا.. الإمارات تمد يد العون إلى اللاجئن السودانيين في تشاد

بفضل أسطولها الجوي وعمق الروابط مع دول أفريقيا.. الإمارات تمد يد العون إلى اللاجئن السودانيين في تشاد


01/08/2023

على خلفية الأحداث الدامية في السودان، وفي ظل تداعيات الأعمال العسكرية التي أدت إلى أوضاع إنسانية وصحية صعبة للغاية، خاصّة مع إغلاق الكثير من المؤسسات الطبية والمرافق الصحية، مع نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، بالتزامن مع نزوح الآلاف من المواطنين السودانيين إلى المناطق المتاخمة في دول الجوار الأفريقي، حيث الأوضاع الاقتصادية والصحية المتدهورة.

نحو ذلك، يواصل المستشفى الميداني الذي شيدته دولة الإمارات في مدينة (أم جرس) التشادية، دعماً للأشقاء السودانيين اللاجئين في جمهورية تشاد، تقديم خدماته العلاجية؛ عبر استقبال الفئات الأكثر احتياجاً من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء، من السودانيين وأبناء المجتمع المحلي.

فلسفة سياسية قائمة على البُعد الإنساني

بلغ عدد من استقبلهم المستشفى منذ افتتاحه في 9 تمّوز (يوليو) الجاري (1961) حالة طبية، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، وهو رقم قابل للزيادة بشكل دائم.

جاء إنشاء المستشفى في إطار الدعم الإنساني والإغاثي والطبي المقدّم من دولة الإمارات للأشقاء السودانيين المتضررين من الأوضاع الحالية، ودعماً لجمهورية تشاد الصديقة، استجابة لآثار الوضع الإنساني الناتج عن توافد أعداد كبيرة من اللاجئين السودانيين.

ويأتي إنشاء المستشفى الميداني، وتقديم المساعدة الطبية، في إطار نهج دولة الإمارات الإنساني القائم على توفير الحماية للمدنيين، ومدّ يد العون لإغاثة المتضررين في السودان، ودعم النازحين في دول الجوار.

يواصل المستشفى الميداني الذي شيدته دولة الإمارات في مدينة (أم جرس) التشادية، دعماً للأشقاء السودانيين اللاجئين في جمهورية تشاد

يعكس هذا المنهج فلسفة سياسية واضحة ومباشرة لدولة الإمارات العربية المتحدة، تبرز في كافة الأزمات، وتقوم على تعزيز الدور التنموي والإغاثي الأمر الذي يتجاوز كونه إجراءً مؤقتاً إلى اعتباره رؤية استراتيجية تتبناها الدولة، تستهدف تجسير الصلات مع الشعوب التي تعاني من وطأة المشكلات والكوارث الإنسانية، هذه المساعدات الإنمائية المقدمة من الإمارات تقع ضمن تحركاتها الدبلوماسية لجهة ترميم الفجوات والتصدعات المجتمعية في البلدان الأقل نمواً، بغضّ النظر عن أيّ اعتبارات تتصل بالجغرافيا أو التمايز العرقي والديني والثقافي، أو حتى الخلاف السياسي.

يأتي إنشاء المستشفى الميداني، وتقديم المساعدة الطبية، في إطار نهج دولة الإمارات الإنساني القائم على توفير الحماية للمدنيين، ومدّ يد العون لإغاثة المتضررين

ودائماً ما تحتل الإمارات مكانة مركزية في مقدمة البلدان المانحة، التي تضاعف من ميزانيتها المخصصة للمساعدات الإنمائية. وتمثل هذه المساعدات منهجية رسخت دائماً في ذهنية مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان منذ العام 1971، وقد تحول إلى إرث غني وحيوي يمتد إلى الأجيال الحاكمة.

مساعدات عابرة للحدود

في الفترة بين عامي 1971و2014، بلغ إجمالي الدول المستفيدة من هذا الدور التنموي، (178) دولة حول العالم، وذلك بقيمة مساعدات بلغت (173) بليون درهم إماراتي، وفق تقارير رسمية. وفي العام 2018 تضاعفت قيمة المساعدات الإماراتية لنحو (28.5) مليار درهم، شملت قرابة (42) بلداً حول العالم.

وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، قد وجه في 9 تمّوز (يوليو) الجاري بإنشاء مستشفى ميداني في جمهورية تشاد، دعماً للّاجئين من الأشقاء السودانيين، بتعاون مشترك بين (3) مؤسسات إنسانية في دولة الإمارات؛ ممثلة في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وقام راشد سعيد الشامسي، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية تشاد، بافتتاح المستشفى الميداني بمدينة (أم جرس) التشادية قبل أسبوعين، بحضور وزير الصحة التشادي، وعدد من المسؤولين الحكوميين التشاديين، وممثلين عن المؤسسات الإماراتية المشرفة على تنفيذ المشروع، والفريق الطبي الإماراتي.

يُذكر أنّ دولة الإمارات، ومنذ بداية الأحداث في السودان، سيرت جسراً جوياً وبحرياً، نقل قرابة (2000) طن من المواد الطبية والغذائية والإغاثية المتنوعة، إلى كل من بورتسودان في السودان، لدعم المتضررين في الداخل السوداني، وإلى تشاد لدعم اللاجئين السودانيين هناك.

تحركات مدروسة

في هذا السياق، يذهب الكاتب والمحلل السياسي كمال الزغول إلى التأكيد على أنّ تحرك دولة الإمارات على المستوى الإنساني في تشاد لمساندة ودعم الشعوب الأفريقية، وتخفيف وطأة الحياة على المدنيين المتضررين والنازحين في دول الجوار؛ يأتي اتساقاً مع تحركات الإمارات الداعمة للجهود الإنسانية، بما يتماهى مع قدرة الإمارات الاقتصادية، وهو الأمر الذي بدا واضحاً في قرار بناء مستشفى ميداني على تخوم مناطق الصراع،  في مدينة (أم جرس) التشادية.

كمال الزغول: الوضع في منطقة الساحل وتشاد والنيجر بحاجة لتدفق مساعدات إنسانية كبيرة، ولا يمكن تصور منجز إنساني يتم تقديمه في تلك المناطق سوى عن طريق المؤسسات الإماراتية

ويتابع الزغول تصريحاته لـ (حفريات)، لافتاً إلى قدرات خطوط طيران الإمارات القوية، والتي مكنت من  الوصول إلى كل مناطق أفريقيا بسهولة، وإلى المناطق المعزولة، ممّا يجعل لدى الإمارت أفضلية على غيرها في توصيل المساعدات، والعمل بشكل إيجابي وفعّال، في مسار حزمة المساعدات الإنسانية التي تطلقها أبوظبي في كافة النقاط الساخنة وبؤر التوتر.

ويضيف الباحث السياسي كمال الزغول قائلاً: إنّ خبرة الجنود الإماراتيين العاملين في قوات حفظ السلام من كرواتيا وحتى إثيوبيا ودول الساحل، حفزت من قدرة الإمارات على العمل، ممّا منحها إمكانية تسهيل الطرق الآمنة، باتجاه مناطق الصراع، ودعم احتياجات اللاجئين والمنكوبين في تلك المناطق، لا سيّما في أفريقيا، وما يحيط بتلك الجغرافيا من أزمات سواء ميدانية أو معيشية.

 بناء مستشفى ميداني على تخوم مناطق الصراع،  في مدينة (أم جرس) التشادية

ويذهب الزغول نحو التأكيد على أنّ علاقة الإمارات القوية مع الدول الأفريقية، وخاصّة على مستوى العلاقات التجارية ورجال الأعمال الأفارقة، جعلها محط ثقة تلك المنظومة التجارية، الأمر الذي يسمح لها بالحضور القوي في تلك المناطق، ويمكنها من تأدية المهام الإنسانية بفعالية كبيرة.

وتعمل الإمارات في إطار ذلك على بناء استراتيجية دبلوماسية مع الدول الأفريقية، وهذا أهلها لتكون مشاركة في بعض الحلول السياسية في المنطقة كعضو مؤثر في الأمم المتحدة، وذلك عبر العمل بجهد وعزيمة صوب التخفيف على الشعوب الأفريقية من تداعيات الصراعات، وتمهيد الطريق للأمم المتحدة لإرساء حلول مقترحة للسودان والمناطق المجاورة.

ويختتم الكاتب كمال الزغول تصريحاته لـ (حفريات)، مؤكداً أنّه لا يمكن فصل المساعدات الإنسانية التي تقدمها الإمارات عن دورها الدبلوماسي الذي تقدمه في كثير من المناطق الساخنة، ولا يمكن تصور أنّ دولة تقدر على الوصول إلى أيّ نقطة في الدول الأفريقية، مثلما تفعل الإمارات؛ وذلك نظراً لقدراتها اللوجستية وعمق علاقاتها التجارية. مضيفاً: الوضع في منطقة الساحل وتشاد والنيجر بحاجة لتدفق مساعدات إنسانية كبيرة، ولا يمكن تصور منجز إنساني يتم تقديمه في تلك المناطق سوى عن طريق المؤسسات الإماراتية، مثل ما حدث من خلال المستشفى الميداني في تشاد.  

مواضيع ذات صلة:

الإمارات تساند الآلاف من السودانيين والتشاديين... هذا ما قدمته

الإمارات تغيث السودانيين في تشاد... ماذا قدمت؟

الصفحة الرئيسية