بعد 100 عام على تأسيس الجمهورية... أردوغان يدشن أول كنيسة في تركيا

بعد (100) عام على تأسيس الجمهورية... أردوغان يدشن أول كنيسة في تركيا

بعد 100 عام على تأسيس الجمهورية... أردوغان يدشن أول كنيسة في تركيا


09/10/2023

دشّن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد في إسطنبول كنيسة للسريان الأرثوذكس، هي الأولى التي شيّدت في الجمهورية ذات الغالبية المسلمة والتي تأسست في عام 1923، مرحّباً بالتعايش بين المجتمعات.

وقال الرئيس التركي أمام حشد من الشخصيات الدينية والرسمية: "نحن سعداء بالتعايش بين كل مجتمعات بلدنا"، في خضم العنف المستعر في إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وأشار الرئيس التركي إلى "مشكلات كثيرة يشهدها العالم حالياً"، وشدّد على أنّ تركيا "بلد تعيش فيه مجتمعات عدة بسلام منذ قرون".

كنيسة (القديس أفرام) للسريان الأرثوذكس مبنية بتمويل من أبناء الطائفة البالغ عددهم (17) ألفاً.

وعشية حفل التدشين، قال رئيس وقف السريان الأرثوذكس في إسطنبول، سعيد سوسين، لوكالة الصحافة الفرنسية: "هذه هي الكنيسة الأولى التي يتمّ بناؤها منذ تأسيس الجمهورية التركية، والتي ستفتح أبوابها. نحن سعداء للغاية"، بحسب وكالة (فرانس برس).

وتقع كنيسة (القديس أفرام) للسريان الأرثوذكس، المبنية بتمويل من أبناء الطائفة البالغ عددهم (17) ألفاً، على الجانب الأوروبي من مضيق البوسفور، في منطقة يشيل كوي، حيث تقيم غالبية المسيحيين السريان في تركيا.

ويستقرّ آخرون في الجنوب الشرقي غير البعيد عن الحدود السورية. وصُمّم بناء الكنيسة الأبيض الواقع في حي تغطيه الأشجار لاستيعاب (750) من أبناء الرعية. وكان الرئيس التركي قد أمر بلدية إسطنبول بتخصيص أرض لبناء الكنيسة، ووضع حجر الأساس خلال حفل أقيم في آب (أغسطس) 2019.

تقارير صحفية أثبتت ارتباط كل ما هو تركي بما هو إسلامي، وأكدت أنّ مكانة المواطن الحقيقي هي للمسلم، أمّا غير المسلمين، فهم محل تشكك.

وبعد مرور عام على ذلك، قام أردوغان بتحويل آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد في تموز (يوليو) 2020، ثم طلب تحويل كنيسة المسيح المخلص (خورا)، التي بناها البيزنطيون في القرن الخامس، غير أنّها بقيت مغلقة أمام العامة منذ طلبه ذاك.

وكان من المقرّر افتتاح كنيسة (القديس أفرام) في شباط (فبراير) الماضي، لكن تمّ تأجيله بسبب الزلزال الذي دمّر أجزاء من جنوب البلاد، وأدّى إلى مقتل ما لا يقلّ عن (50) ألف شخص، كما دمّر أنطاكية التي ترتبط بتاريخ المسيحية.

وكانت تقارير صحفية قد أثبتت ارتباط كل ما هو تركي بما هو إسلامي، وأكدت أنّ مكانة المواطن الحقيقي هي للمسلم، أمّا غير المسلمين، فهم محل تشكك، إذ لا يتمتع المسيحيون بالحقوق نفسها، ورغم عدم تعقبهم أمنياً، غير أنّهم لا يتمتعون بالحقوق الكاملة، خاصة فيما يتعلق بالأمور ذات الصلة بالحرية الدينية.

يمثّل أبناء الأقلية المسيحية 0.2% من سكان تركيا، وفقاً للتقديرات المتاحة في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه (82) مليون نسمة.

هذا، وتُعدّ كنيسة (القديس أفرام) أول كنيسة تم تشييدها في تركيا منذ تأسيس الجمهورية التركية على يد مصطفى كمال أتاتورك، حسبما أفاد سعيد سوسين. وشدّد أردوغان على أنّ كنائس عدة في تركيا تم ترميمها على مدى القرن الماضي، وأنّ مراكز صغيرة تستقبل المصلين.

لكنّ سوسين أوضح لوكالة الأناضول الحكومية أنّ ذلك تمّ "دون إذن رسمي". وقال: "هذه هي المرة الأولى التي يتمّ فيها بناء كنيسة رسمياً. إنّه مصدر فخر كبير"، مضيفاً أنّه يتوقّع حضور الكثير من الزوار من جميع أنحاء البلاد وحتى من الخارج.

ويمثّل أبناء الأقلية المسيحية 0.2% من سكان تركيا، وفقاً للتقديرات المتاحة في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه (82) مليون نسمة، والذي لا يحتفظ بإحصاءات مرتبطة بالدين. ويشكو مسيحيو تركيا من معاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية