بعد سيطرة الجيش السوداني على مقر الإذاعة والتلفزيون... هكذا استغل الإخوان الحدث

استغلت جماعة الإخوان المسلمين خبر استرداد الجيش السوداني لمقر الإذاعة والتلفزيون في وسط مدينة أم درمان، خلال الأسبوع الماضي، للحديث عن مساهماتها في المعارك الدائرة على أرض الواقع إلى جانب الجيش، والادعاء بأنّها تحقق انتصارات وإنجازات، في سياسة اعتبرها مراقبون استراتيجية إخوانية للعودة إلى المشهد عقب المشاركة طوال أشهر بشكل سرّي.

وظهر قائد "كتيبة البراء" المصباح أبو زيد، وهو يعلن "النصر" بعد لحظات من دخول الجيش للمقر، الذي كان خاضعاً لسيطرة قوات الدعم السريع منذ الأسابيع الأولى من اندلاع القتال في منتصف نيسان (أبريل) الماضي.

 ووفق ما نقلت شبكة (سكاي نيوز)، فقد نشطت منصات إعلامية تابعة للإخوان في تمجيد دور من سمّتهم بـ "المجاهدين وكوادر الحركة الإسلامية" في القتال، وذهبت بعض المنصات إلى أبعد من ذلك، واعتبرت أنّ الخطوة شكلت بداية الطريق لعودة التنظيم إلى الحكم، ونهاية لأيّ دور للأحزاب السياسية التي قادت التغيير، الذي أطاح بنظام الإخوان في نيسان (أبريل) 2019، بعد (3) عقود.

جماعة الإخوان تستغل خبر استرداد الجيش السوداني لمقر الإذاعة والتلفزيون، للحديث عن مساهماتها في المعارك وانتصاراتها وإنجازاتها.

وتمثل الوجه الثالث للظهور العلني في التصريحات التي نقلت على لسان الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي، والتي قطع فيها بعدم الرضوخ لأيّ هدنة أو حلول تفاوضية.

وتكثيف جماعة الإخوان المسلمين من حملاتها الإعلامية، في هذا الوقت بالتحديد، هو مؤشر  على أنّ الحركة تريد إعادة تقديم نفسها بصفتها الخيار الأمثل لإنهاء الأزمة في السودان، وبأنّها هي من تمسك بزمام الأمور سياسياً وعسكرياً، وفق ما أكد مراقبون لـ (حفريات).

الجماعة تريد إعادة تقديم نفسها بصفتها الخيار الأمثل لإنهاء الأزمة في السودان، وبأنّها هي من تمسك بزمام الأمور سياسياً وعسكرياً.

من جهتها، رأت الكاتبة صباح محمد الحسن في تصريح صحفي أنّ الظهور الإعلامي المكثف لقائد "كتيبة البراء" قصد به تقديم نفسه و"تحقيق مكاسب وهو يعلن استرداد موقع له قيمته الوجدانية عند الشعب السوداني، وقيمته النفسية لعناصر الإخوان كمنبر لإذاعة كل البيانات الانقلابية التي تشعرهم بالقوة".

يُذكر أنّ تنظيم الإخوان يستخدم في حملته الحالية شبكات إعلامية ضخمة تشمل عدداً من المواقع والقنوات التلفزيونية، إضافة إلى ضخ مبالغ ضخمة في شركات ومجموعات تتخصص في بث الشائعات والأخبار المفبركة على وسائط التواصل الاجتماعي، من أجل تشويه صورة القوى المدنية والتأثير على الرأي العام.