بعد الحراك في الكونغرس.. هل يضطر الرئيس الأمريكي لتغيير سياسته مع الإخوان؟

بعد الحراك في الكونغرس.. هل يضطر الرئيس الأمريكي لتغيير سياسته مع الإخوان؟


14/11/2021

أعاد مشروع القانون الذي تقدم به النائب الجمهوري تيد كروز للكونغرس بشأن بحث الإجراءات اللازمة لوضع جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب الأمريكية، أعاد الجدل مجدداً في واشطن حول السياسات التي تتبعها إدارة الرئيس جو بايدن في التعاطي مع ملف الإسلام السياسي، وسيناريوهات التحول وفقاً للمتغييرات الراهنة.

وانتقد السيناتور الجمهوري، تيد كروز، الطريقة التي تتعامل بها إدارة بايدن، مع تنظيم الإخوان، قائلا إنّ "من حق الشعب الأمريكي معرفة ما إذا كانت إدارة الرئيس "تحاول الضغط على حلفاء الولايات المتحدة للإفراج عن المتطرفين من الإخوان".

اقرأ أيضاً: تونسيون يرفضون الاجتماع مع وفد الكونغرس الأمريكي... ما الأسباب

وقال تيد كروز في كلمته، إنه "في عهد الرئيس (الأسبق) باراك أوباما ونائب الرئيس بايدن، كانت السياسات المطبقة كارثة لحلفائنا في الشرق الأوسط، ونعمة لأعدائنا. مرة أخرى، تعمل إدارة بايدن - هاريس على تعزيز جماعة الإخوان، والجماعات الدينية المتطرفة الأخرى في الشرق الأوسط... ويقومون بتخفيف الضغط على إيران... ومرة أخرى، يخفون تلك التفاصيل عن الكونغرس".

أداة ضغط على إدارة بايدن

ويرى المحلل السياسي الأمريكي، ماك شرقاوي، أنّ تكرار تقديم مشروع مقترح من جانب النائب تيد كروز إلى الكونغرس لاعتبار جماعة الإخوان "تنظيماً إرهابياً"، بعد أن تقدم بمشروع مماثل في نهاية العام الماضي، يمثل ضغطاً كبيراً على إدراة الرئيس الأمريكي جو بايدين التي من المتوقع أن تضطر لتغيير سياستها مع الإخوان خلال الفترة المقبلة، في ظل التحركات المكثفة من جانب النواب في الكونغرس يمثلون كتلة لحث الإدارة الحالية على تغير سياسة التعاطي مع التنظيم.

وفي تصريح لـ"حفريات"، أوضح شرقاوي أنّ الإدارة الأمريكية سبق ووضعت الأذرع العسكرية لتنظيم الإخوان ممثلة في حركتي "حسم" و"لواء الثورة" على قوائم الإرهاب الأمريكية، لكن المنتظر هو حظر الجماعة بذراعيها السياسي والعسكري، مشياً إلى بعض الأسباب التي تؤدي إلى تأخر هذا القرار منها، لوبيات الدعم السياسي للإخوان داخل أمريكا، والعناصر المنتمين للتنظيم داخل مواقع الإدارة، فضلاً عن الديموقراطيين لتيارات الإسلام السياسي.

 ماك شرقاوي: تكرار تقديم مشروع مقترح إلى الكونغرس لاعتبار جماعة الإخوان "تنظيماً إرهابياً"، يمثل ضغطاً كبيراً على إدراة بايدين التي من المتوقع أن تضطر لتغيير سياستها مع الإخوان خلال الفترة المقبلة

وحول مدى تأثير القانون المقدم في الكونغرس على قرار الإدارة الأمريكية، لا يتوقع شرقاوي أن ينتج عنه قرار في المدى القريب نظراً للكثير من الاعتبارات التي تحدد موقف الإدارة الحالية في التعامل مع الجماعة، لكنه يؤكد في الوقت ذاته أنّ تكرار الطرح يمثل ضغطاً كبيراً على الإدراة الأمريكية سيجعلها "محايدة" في التعامل مع الملفات والقضايا التي لها علاقة بالجماعة.

سر قوة اللوبي الإخوان في الولايات المتحدة

وتحت عنوان سر اللوبي الإخواني يرى الكاتب السياسي الأمريكي وليد فارس، المستشار السابق للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أنّ قوة اللوبي الإخواني متعددة الجذور، وهو يختلف عن تكوين وقدرة اللوبيات العربية أو الإسلامية الأخرى. الشبكة الإخوانية تمددت في أمريكا خلال الحرب الباردة "كحليف" ضد السوفيات وشريك للعرب المحافظين وصديق للدفاع الأمريكي ضد الشيوعيين. فدخلوا الإعلام ومراكز الأبحاث منذ عقود. وتوصلوا بذكاء إلى أن يستفيدوا من الخليج أمريكياً كل ذلك قبل دخول قطر على الخط بعقود.

وليد فارس: الإخوان خرقوا العمق الأمريكي بمآلهم وتأثيرهم وتمثيلهم لعقود، فخلقوا هيكلية انقلبت على الدول العربية المعتدلة داخل الجسم السياسي الأمريكي، منذ 1997، وتجسدت بما يسمى في "الربيع العربي" منذ 2011

ويتابع فارس في مقاله المنشور بموقع "اندبندنت عربية" تحت عنوان :" ملف "الإخوان" يعود إلى الساحة في واشنطن": "من هنا يأتي عمق الجذور للجماعة في الولايات المتحدة. فهي تقريباً من عمر اللوبي الإسرائيلي، وقد أصبح لها تأثير داخل الجسم التربوي والإداري وحتى حلقات السياسة الخارجية لأجيال. ويستهزئ بعض العرب "بثقلهم" في السياسة الأمريكية، وقد لا يدركون أنّ "الإخوان" خرقوا العمق الأمريكي بمآلهم وتأثيرهم وتمثيلهم لعقود، فخلقوا هيكلية انقلبت على الدول العربية المعتدلة داخل الجسم السياسي الأمريكي، منذ 1997، وتجسدت بما يسمى في "الربيع العربي" منذ 2011. القوة الحقيقية للجماعة في أمريكا أنهم صقلوا النظرة الأكاديمية والدبلوماسية والسياسية للمنطقة داخل العقل السياسي الأمريكي. ومن ثم استعملوا قدرات الخليج وبخاصة قطر. أما أقوى حصيلة حصدوها فهي بفرض نفسهم كممثلين عن أي شيء "إسلامي" داخل الولايات المتحدة، بما فيه الزعم بأنّ "الإخوان المسلمين يمثلون المسلمين!" وصدقت أمريكا- المؤسسات والإعلام هذه المعادلة، مما وضع واشنطن في موقع مصادم مع أي طرف واجه "الإخوان" داخل وخارج البلاد.

إدراج لأسباب أمريكية خالصة

وفي ختام مقاله يرى الخبير الأمريكي أنّ الكتلة الأمريكية الكبيرة التي تدعم اتخاذ إجراءات بحق هذا التيار، ليس لأن بعض الدول الخارجية تطالبها بذلك، بل لأسباب الأمن القومي الأمريكي. ولكن القوانين الأمريكية حيال الإرهاب دقيقة وتشترط وجود أدلة مادية على ارتكاب جرائم عملية. وما لم يعلن مجلس الأمن القومي وجود تيار يحارب أمريكا من الداخل استراتيجياً، فالإدراج المبني على قوانين العقوبات وحدها لن يكون سهلاً. ولكن الظروف السياسية قد تتغير مع الوقت.

والأسبوع الماضي قدم كل من السيناتور الجمهوري في مجلس الشيوخ الأمريكي، تيد كروز، والنائب الجمهوري في مجلس النواب، ماريو دياز-بالارت، مشروع قانون يحث وزارة الخارجية الأمريكية على أن تستخدم سلطتها القانونية لتصنيف جماعة الإخالإخوانوان "منظمة إرهابية أجنبية"، ويشترك في رعاية مشروع القانون كل من السيناتورين عن الحزب الجمهوري، جيم إينهوفي و رون جونسون، و14 عضواً من مجلس النواب.

اقرأ أيضاً: هل تبدأ أمريكا في محاسبة تركيا في ملف حقوق الإنسان؟ ما علاقة الكونغرس؟

ويتطلب هذا الإجراء وفقاً للبيان الصادر عن كروز، من وزارة الخارجية تقديم تقرير إلى الكونغرس حول ما إذا كانت جماعة الإخوان تندرج ضمن المعايير القانونية الخاصة بمثل هذا التصنيف، وإذا كان الأمر كذلك، "فسوف يمكن الولايات المتحدة من اتخاذ إجراءات يمكن أن تخنق التمويل الذي يتلقاه الإخوان المسلمين للترويج لأنشطتهم الخبيثة".

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية