بسبب الميليشيات التي فرخها البرهان والإخوان... مستقبل قاتم ينتظر السودانيين

بسبب الميليشيات التي فرخها البرهان والإخوان... مستقبل قاتم ينتظر السودانيين

بسبب الميليشيات التي فرخها البرهان والإخوان... مستقبل قاتم ينتظر السودانيين


15/03/2025

قال السياسي والكاتب السوداني صلاح شعيب: إنّه بعد عامين من الحرب انتهى الجيش الذي يسيطر عليه المؤتمر الوطني (الحركة الإسلامية ـ جماعة الإخوان المسلمين) إلى تفريخ أكثر من دستة من الميليشيات، وضمها إليه لتعمل تحت قيادة البرهان ـ علي كرتي.

وأضاف شعيب في مقالة له نشرها عبر صحيفة (التغيير) السودانية تحت عنوان: "الإسلاميون وراء تغذية النزاع بين كيكل والحركات": الآن بدأت بوادر حرب كلامية بين قوات درع الوطن التي يقودها أبو عاقلة كيكل وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، وتساهم في تأجيج الفتنة بينهما منصات إعلامية منحازة لهذا الطرف أو ذاك. فضلاً عن ذلك فإنّ هذا التنازع له منحازون من أطراف أخرى تؤيد استمرار الحرب، ولديها انتماءات إسلاموية، ومناطقية، وعسكرية.

وتابع الكاتب: "الحقيقة أنّ الميليشيات الداعمة للجيش لم تخض الحرب بدافع القناعة بمصطلح  ومضمون "حرب الكرامة"، وإنّما خاضتها لتعزز أهدافها المتصلة بالإيديولوجيا، والقبلية، والمناطقية، والانتهازية؛ ولهذا السبب وجد البرهان فرصته كقائد ظاهر للجيش ليراوغ بها من أجل الوصول إلى أهدافه في الحفاظ على حكم البلاد بعون مؤيديه من الإخوان المسلمين.

وأكد شعيب أنّ تعدد الأجندات وسط هذه الميليشيات سوف يخلق صراعات أعمق ممّا نشاهد بوادرها الآن، كلما غاصت الحرب في التصعيد، أو فقدت قوات الدعم السريع مناطق سيطرتها نتيجة الدعم اللوجستي الذي يتلقاه الجيش من عدة دول.

مخاطر تكثيف الجيش لميليشياته سيولد في المستقبل أكثر من حرب بين الجيش وهذه الميليشيات التي يحتضنها بكل ما لديها من أهداف.

وتابع شعيب: "محللون سياسيون، وخبراء عسكريون، أشاروا إلى أنّ تكرار الجيش أخطاء تبنّي الميليشيات الجاهزة في ظل ضعف تجنيده للمقاتلين سوف يعيد في كل مرة التجربة الماثلة أمامنا: حرب قوات الدعم السريع على القوات المسلحة، لكنّ مخاطر تكثيف الجيش لميليشياته سيولد في المستقبل أكثر من حرب بين الجيش وهذه الميليشيات التي يحتضنها بكل ما لديها من أهداف، ليس من بينها وضع السلاح أرضاً في حال انتهاء الحرب بأيّ كيفية. فبعض قادة الميليشيات الداعمين للحرب ينتظر أن تكون المكافأة اقتسام السلطة، والثروة، والنفوذ، وبعض منها ينتظر التخلص من البرهان نفسه، وهناك بعض آخر ربما يفكر في التخلص من البرهان، وميليشياته جميعها، ليتسنى له حيازة كامل الدولة.

وبيّن شعيب أنّ البرهان، والمؤتمر الوطني والإسلاميين، كانوا يفضلون مصالحهم على مصالح الوطن، ولذلك تآمروا على فكرة دمج قوات الدعم السريع، حتى وقعت الطامة الكبرى التي تمثلت في أنّ قوات الدعم خرجت عن سيطرة الجيش. وهذا ما كان ليحدث لولا أنّ القائد الأعلى للجيش نفسه سحب المادة (5) التي جعلت من قوات الدعم السريع جهة اعتبارية مستقلة بذاتها.

وختم شعيب مقالته بالقول: "النزاع المكبوت حتى الآن بين درع الوطن والحركات المسلحة المساندة للحرب علامة على مستقبل قاتم ينتظر السودانيين بسبب الجهة التي أشعلت الحرب: المؤتمر الوطني المنحل (الحركة الإسلامية). وإننا نتوقع أنّه إذا سارت الأمور على هذا المنوال، فإنّ الحرب ستتحول إلى حروب فرعية تستقطب المزيد من الداعمين من المكونات العرقية، وعندئذٍ سيكون أغلب الإسلاميين قد نجحوا تماماً في تفريق دم إجرامهم على قبائل السودان جميعها. أو لم يعترف البرهان بأنّهم صنعوا كيكل قبل الحرب؟."




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية