باحثة فرنسية تؤكد فعالية النموذج المجري في مواجهة الإخوان

باحثة فرنسية تؤكد فعالية النموذج المجري في مواجهة الإخوان

باحثة فرنسية تؤكد فعالية النموذج المجري في مواجهة الإخوان


20/01/2025

استضافت كليّة ماتياس كورفينوس في بودابست فلورنس بيرجود-بلاكلر، عالمة الأنثروبولوجيا الفرنسية، ومؤلفة كتاب "الإخوان وشبكاتهم: تحقيق"؛ بهدف شرح وتحليل خطورة الإخوان على المجتمعات الأوروبية، ومحاولاتهم فرض العزلة على المسلمين في الغرب، سعياً إلى تقويض المجتمعات من الداخل، وفرض فهمهم للإسلام.

وفي مقابلة أجراها معها لازلو بيرنات فيسبريمي لصحيفة (ماندينر) تحدثت الباحثة الفرنسية عن جماعة الإخوان المسلمين، واستغلالها قوانين الهجرة إلى أوروبا، لبناء مجتمع موازٍ تفرض فيه سطوتها وهيمنتها.

الباحثة الفرنسية قالت في الوقت نفسه: إنّه لا ينبغي التعميم، ولكن "هناك مجموعة ثيوقراطية، وهم لا يريدون الديمقراطية، بل يريدون تطبيق الحكم الديني، والوصول إلى السلطة باسم الله، وليس باسم الشعب. وعندما يصلون إلى مبتغاهم، فإنّهم يسعون بعد ذلك إلى تقويض المجتمع، ولكن ليس بالوسائل العنيفة"، هكذا بدأت بيرجود-بلاكلر شرحها. 

ومضت الكاتبة الفرنسية لتكشف عن طبيعة التسلل الإخواني إلى السلطة، وأكدت أنّ الإخوان لا يريدون القتال ولا يسعون إليه، ولا يريدون فرض الشريعة أو الخلافة بالقوة، بل إنّهم يريدون ببساطة تقويض المجتمع، ويفعلون ذلك بوسائل سلمية مثل: بسط النفوذ والتسلل. 

جدل الإسلاموية في فرنسا

الكاتبة الفرنسية قالت إنّ الإخوان يسعون إلى فصل المسلمين عن المجتمع الأوروبي، حيث ينشط الإخوان المسلمون عندما تصبح هناك بالفعل كتلة حرجة من المسلمين لبدء مهمتهم. قبل أن تستدرك قائلة: "ومع ذلك، فإنّ الإسلاموية ليست هي الإسلام: الإسلاموية هي شكل من أشكال الإسلام، ولكنّها ليست كل الإسلام".

 يريدون تقويض المجتمع

وأشارت بلاكلر إلى أنّه في فرنسا هناك نقاش عام ضخم حول قضية الإسلاموية، وخاصة منذ العام 2015 الذي كان نقطة تحول في فرنسا بسبب هجمات (شارلي إبدو). 

العديد من أتباع الإيديولوجيات الإسلامية المتطرفة أصبحوا الآن من المهاجرين من الجيل الثاني أو الثالث

ومضت الكاتبة في التمييز بين نوعين من الإسلاموية؛ الأوّل: هو الإسلاموية الجهادية، وهي عنيفة، والآخر: هو "الإسلاموية الأخوية". والإخوان يتبعون النموذج الأخير، وهو نموذج "يعتمد بشكل أكبر على الفكر، على تقويض المجتمع، وإضعافه وتدمير بنيته من أجل تغييره من الداخل. إذن فهما فرعان مختلفان، لكنّهما يحاولان تحقيق الهدف نفسه، وهو الوصول إلى تأسيس مجتمع إسلامي تماماً".

الإسلاموية واليسار

أشارت بيرجود ـ بلاكلير إلى وجود صلة معينة بين الإسلاموية والحركات اليسارية المتطرفة، لافتة إلى وجود ما يشبه التحالف الضمني بينهما، الأمر الذي يؤدي إلى الفوضوية، وهنا ينطلق الإخوان لتنفيذ مشروعهم السياسي.

وتابعت الكاتبة: "أدرك الناخبون في فرنسا هذا الأمر؛ وهذا ما يفسّر صعود اليمين في البلاد، حيث لا يريد الفرنسيون التسامح مع هذا التحالف بين الإسلاميين واليسار، لأنّهم أدركوا أنّ الدولة في شكلها الحالي ليست قوية بما يكفي للتعامل مع المشكلة".

أشارت الباحثة الفرنسية إلى وجود صلة معينة بين الإسلاموية والحركات اليسارية المتطرفة

ولفتت بلاكلير إلى أنّ العديد من أتباع الإيديولوجيات الإسلامية المتطرفة أصبحوا الآن من المهاجرين من الجيل الثاني أو الثالث، فمن الواضح أنّ الأمر لم يعد مجرد قضية هجرة. فالمشكلة قائمة بالفعل، ولكنّ الهجرة تؤدي إلى تفاقم الوضع. ولم تعد الإسلاموية مجرد قضية هجرة، بل إنّها نتيجة للعولمة والسياسة العالمية، كما تساهم العلاقة بين الإسلاموية واليسار في توطيد دعائم إيديولوجيا الإخوان.

النموذج المجري في مواجهة الإخوان

أكدت الباحثة صاحبة الكتاب الأكثر مبيعاً في أوروبا، في معرض اشتباكها مع واقع الإخوان في أوروبا، أنّ الجماعة تستغل وجود عدد كافٍ من المسلمين في المجتمعات التي تسعى إلى اختراقها لفرض الوصاية والسيطرة عليهم. ولفتت إلى أنّ هذا يمكن أن يحدث في المجر، ولكن ليس في الوقت الحالي؛ لأنّ عدد المسلمين غير كافٍ،  فهمت أنّه يوجد حوالي (10) آلاف مسلم هنا، مقارنة بـ (9) ملايين في فرنسا".

الجماعة تستغل وجود عدد كافٍ من المسلمين في المجتمعات التي تسعى إلى اختراقها لفرض الوصاية والسيطرة عليهم

وفي ردها على سؤال حول البدائل الممكنة لحلّ مشكلة الانحدار الديموغرافي من خلال الهجرة، ترى بيرجود ـ بلاكلر أنّ السياسات الصديقة للأسرة ستكون ضرورية في فرنسا، على غرار تلك التي قدمتها الحكومة في المجر. وأكدت أنّ الترابط الأسري داخل المجتمع المسلم يغلق الأبواب أمام تسلل الإخوان، أضف إلى ذلك عوامل النمو الاقتصادي.

وختمت الخبيرة الفرنسية في شؤون الإسلام السياسي مؤكدة أنّ "الكثير من الناس عاطلون عن العمل في فرنسا، ولأنّهم لا يملكون وظائف، فإنّهم لا يؤسسون أسراً". وأوصت بلاكلير بأنّه يجب وقف الهجرة الاقتصادية؛ وبدلاً من ذلك يجب زيادة الأجور وضمان الوظائف. وهذا من شأنه أن يحفز الناس على تأسيس أسر، وهو ما يغلق الباب أمام تسلل الجماعات الهدامة مثل الإخوان المسلمين، وهو نموذج أثبت نجاحه في المجر.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية