انفجار كرمان... هل يغير قواعد الاشتباك في المنطقة؟

انفجار كرمان... هل يغير قواعد الاشتباك في المنطقة؟

انفجار كرمان... هل يغير قواعد الاشتباك في المنطقة؟


04/01/2024

أعلنت الحكومة الإيرانية الحداد العام على ضحايا الانفجار المزدوج الذي وقع في محافظة كرمان أمس، وأدى إلى مقتل (103) أشخاص، وحذّر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إسرائيل بأنّها ستدفع ثمن جريمة كرمان غالياً، ويرى مراقبون أنّ الحادثة في إيران، وقد سبقها بيوم حادثة اغتيال عدد من قادة حماس في بيروت، ستغيران قواعد الاشتباك في المنطقة، وستزيدان من التوترات والصراعات  فيها.   

وكانت هيئة الطوارئ الإيرانية قد قالت: إنّ "حصيلة ضحايا الانفجارين الإرهابيين قرب قبر القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في محافظة كرمان جنوبي إيران ارتفعت إلى (103) قتلى و(141) جريحاً".

من ناحية أخرى، أعلنت السلطات المحلية في محافظ كرمان الحداد في المحافظة مدة (3) أيام، معربة عن تعازيها لذوي الضحايا، والتمنيات بالشفاء العاجل للجرحى، وفق ما نقلت وكالة (أرنا).

بدورها، ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء أنّ الرئيس إبراهيم رئيسي ألغى زيارته المقررة لتركيا اليوم الخميس بعد هجمات كرمان.

وقال محمد جمشيدي المسؤول في مكتب رئيسي في تصريح للوكالة: "بعد الهجمات الإرهابية في كرمان التي أدت إلى استشهاد العديد من الإيرانيين، قرر الرئيس إلغاء زيارته لتركيا، وستُجرى الزيارة في وقت مناسب".

وعقب الحادث، قال الرئيس الإيراني: إنّ "الانتقام ممّن يقفون خلف الهجوم الإرهابي في كرمان حتمي وقطعي".

وأضاف: "ندين بشدة الجريمة الإرهابية في كرمان، ونحذّر إسرائيل بأنّها ستدفع ثمن جريمة كرمان غالياً، بما يدفعها للندم".

الرئيس الإيراني: إنّ الانتقام ممّن يقفون خلف الهجوم الإرهابي في كرمان حتمي وقطعي، ونحذر إسرائيل بأنّها ستدفع الثمن.

بدوره، قال المرشد الإيراني علي خامنئي: إنّ الرد على انفجاري كرمان سيكون قاسياً، وجنود طريق قاسم سليماني لن يتحملوا الجريمة، على حدّ قوله.

من جهته، قال نائب الرئيس الإيراني محمد مخبر: إنّ "دماء طاهرة للأبرياء من شعبنا أريقت في كرمان على يد عملاء الكيان الصهيوني وداعميه".

ومن جانبه، قال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني العميد إسماعيل قآني: إنّ تفجير كرمان نفذه عملاء لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.

 

الحكومة الإيرانية تعلن الحداد العام على ضحايا الانفجار المزدوج الذي وقع في محافظة كرمان أمس، وأدى إلى مقتل (103) أشخاص و(141) جريحاً.

 

وتابع قآني أنّ "الهجوم تم تأمينه عن طريق أمريكا والكيان الصهيوني، ولكنّنا لن نتخلّى عن محاولة القضاء على إسرائيل".

وكتبت قناة (فيلق القدس) على (تلغرام): "ما بدأ باغتيال رضي موسوي على يد إسرائيل في دمشق، واغتيال صالح العاروري في بيروت، ووصل إلى عمل إرهابي في مقبرة كرمان، يشير إلى تغيير ميدان تحرك إسرائيل من غزة إلى المنطقة".  

من جانبه، قال وزير الداخلية أحمد وحيدي: إنّ "مؤامرة جديدة كان يسعى وراءها هؤلاء الأشخاص منذ فترة، وحاولوا في مراسم مختلفة تنفيذ أعمالهم الخبيثة".

ووصف وحيدي الأوضاع في مدينة كرمان بـ "العادية". وقال: "كل شيء تحت سيطرة قوات الشرطة والأجهزة الأمنية، والهدوء قائم". وتوعد الجناة بـ "الرد الحازم والقوي" من الأجهزة الأمنية الإيرانية.

كما وجّه مشرعون إيرانيون أصابع الاتهام إلى إسرائيل، وقال نائب رئيس البرلمان النائب مجتبى ذو النوري: "نظراً إلى نوعية العمل الذي لم يكن انتحارياً؛ فعلى ما يبدو أنّه من أعمال إسرائيل". وقال: "سنعاقب إسرائيل بانتقام ستكون له قيمة عملياتية عالمية".  

وقال ممثل محافظة كرمان النائب حسين جلالي: إنّ "هذا العمل الإرهابي من المؤكد من فعل الإسرائيليين، وهذه الخطوة تشبه اغتيال رضي موسوي (مسؤول إمدادات الحرس الثوري في سوريا)، وصالح العاروري (نائب رئيس حماس في بيروت) وقادة القسام"، وفق ما نقلت وكالة (مهر) الحكومية.

 

وجّه مشرعون إيرانيون أصابع الاتهام إلى إسرائيل، وأكدوا أنّه ستتم معاقبة إسرائيل بانتقام ستكون له قيمة عملياتية عالمية.

 

وأعلن مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة سعيد إيراوني أنّ بلاده وجهت رسالة إلى رئاسة مجلس الأمن أنّ "الجمهورية الإسلامية تتعهد باستخدام جميع الأدوات الموجودة لضمان محاسبة المسؤولين والمتواطئين معهم في هذا العمل الإرهابي الشنيع" حسبما أوردت وكالة (أرنا).  

في المقابل، قالت وزارة الخارجية الأمريكية: إنّ الولايات المتحدة ليست ضالعة بأيّ شكل من الأشكال في انفجاري كرمان، وإنّه لا يوجد سبب للاعتقاد بضلوع إسرائيل.

وأضافت الخارجية الأمريكية، في بيان نقلته (رويترز) أمس، أنّ واشنطن ما تزال قلقة بشدة إزاء خطر امتداد الحرب في غزة إلى جبهات أخرى في الشرق الأوسط.

من جهته، رفض المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري التعليق على الاتهامات التي وجهت لبلاده حول مسؤوليتها عن الهجوم.

وقال في مؤتمر صحفي: "لا تعليق لدينا على التفجيرات التي وقعت في إيران، ونركز على الحرب ضد حماس".

المرشد الإيراني علي خامنئي: الردّ على انفجاري كرمان سيكون قاسياً، وجنود طريق قاسم سليماني لن يتحملوا الجريمة.

وفي السياق، أكد الجيش الإسرائيلي، في تعليق لشبكة (CNN)، أنّه ليس لديه أيّ معلومات حول الانفجارين اللذين وقعا في مدينة كرمان بايران أمس.

هذا، وأدانت السعودية التفجيرين اللذين وقعا في محافظة كرمان جنوب إيران، ووصفت ذلك بالعملية "الإرهابية".

وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان نقلته وكالة (واس) الرسمية "رفض المملكة وإدانتها للتفجيرات الإرهابية التي استهدفت المدنيين في إيران".

وعبّرت المملكة عن "خالص تعازيها ومواساتها وتضامنها مع إيران في هذا الحدث المؤلم، مع تمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل".

 

الولايات المتحدة تؤكد أنّها ليست ضالعة بأيّ شكل من الأشكال في انفجاري كرمان، وإسرائيل ترفض التعليق على الحادثة.

 

من جهتها، أدانت دولة الإمارات بشدة الهجوم الإرهابي الذي وقع في مدينة كرمان جنوب إيران، وأسفر عن مقتل وإصابة المئات.

ونقلت وكالة أنباء الإمارات عن وزارة الخارجية الإماراتية قولها في بيان: إنّها تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية.

كما أعربت الوزارة عن خالص تعازيها ومواساتها لحكومة إيران وشعبها الجار، ولأهالي وذوي ضحايا هذه الجريمة النكراء، وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين.

وقدّم أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني أمس التعازي إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في ضحايا التفجيرات التي شهدتها محافظة كرمان جنوب البلاد، مؤكداً رفضه للعنف والإرهاب.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه أمير قطر مع رئيس إيران، وفق وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا).

 

السعودية والإمارات وقطر يدينون التفجيرين اللذين وقعا في محافظة كرمان، ويؤكدون رفضهم للعنف واستهداف المدنيين في إيران.

 

وكانت الانفجارات في ايران مادة دسمة لعدد من المحللين بالمنطقة، وقال الكاتب الصحفي مدير تحرير (الأهرام) أشرف العشري: إنّ تفجيري كرمان وحادث الاغتيال في بيروت، سيغيران قواعد الاشتباك في المنطقة، وربما يؤديان إلى مزيد من التصعيد، لأنّ إيران ستجد نفسها ضُربت في عقر دارها.

وأضاف خلال لقاء عبر شاشة (إكسترا نيوز) أنّ كل الترجيحات داخل إيران تؤكد أنّ إسرائيل لها يد في تفجيرات كرمان، وبالتالي ربما يؤدي ذلك إلى مرحلة صراع جديد بين إيران وإسرائيل، وللمرة الأولى قد تتخلى إيران عن سردية سنردّ في المكان والزمان المناسبين.

قائد فيلق القدس العميد إسماعيل قآني: إنّ تفجير كرمان نفذه عملاء لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.

ولفت أشرف العشري إلى أنّ هناك خطاً رابطاً بين ما حدث في بيروت، وبين ما حدث في طهران، ويمكن أن يكون القراران اتُخذا في جلسة واحدة للاستخبارات أو الكابينيت الإسرائيلي، لأنّ اغتيال العاروري كان يخطط له منذ فترة، وموعد احتفالية قاسم سليماني معلنة منذ (20) يوماً، وقد احتشدت القوى الإيرانية لتنظيم تظاهرة في ذكرى مقتله.

وأوضح أنّ الفائز الأول من حادث الاغتيال أمس هو نتنياهو، لتبييض صورته أمام المجتمع الإسرائيلي، بعد سلسلة الخسائر في قطاع غزة دون أن يحرز الأهداف المرجوة، لا القضاء على حماس، ولا تحرير المحتجزين دون مقابل.

من جهته، قال أستاذ الدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عصام ملكاوي: إنّ انفجار كرمان له علاقة بشكل مباشر أو غير مباشر بما يحدث في غزة.

وأضاف خلال مداخلة مع فضائية (القاهرة الإخبارية) أنّ إسرائيل قد تكون متورطة في الأمر، وقد تكون إيران متورطة هي نفسها في الانفجار، فلا يمكن استبعاد نظرية المؤامرة مع إيران، حتى تقول إنّها ضحية عمل إرهابي.

وكانت إيران قد شهدت في الأسبوعين الماضيين سلسلة انفجارات وحرائق هزت عدة منشآت ومواقع عسكرية وصناعية، من بينها منشأة نطنز الأساسية في برنامجها النووي ومنشأة بارشين المحورية في برنامجها الصاروخي، ووجهت آنذاك أصابع الاتهام إلى إسرائيل، إلا أنّها لم تقم بأيّ أعمال انتقامية منها.

 

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية