انشقاق المعارضة في تركيا... هل يفيد أردوغان برغم تراجع شعبيته؟

انشقاق المعارضة في تركيا... هل يفيد أردوغان برغم تراجع شعبيته؟

انشقاق المعارضة في تركيا... هل يفيد أردوغان برغم تراجع شعبيته؟


04/03/2023

بينما كانت الساحة السياسية التركية تنتظر أن يعلن تحالف الطاولة السداسية مرشحه المشترك بعد غد الإثنين، اختلفت أحزاب المعارضة المجتمعة ضمن طاولة الـ (6)، التي تُعدّ أكبر تحالف معارض في البلاد، حول مرشحها لمنافسة الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية، وهو ما قد يخدم حزب الرئيس التركي، برغم تراجع شعبيته مؤخراً على خلفية الأوضاع الاقتصادية وتعاطي الحكومة مع كارثة الزلزال الذي ضرب البلاد الشهر الماضي.

فقد انسحب "الحزب الصالح" التركي اليميني من تحالف المعارضة الرئيسي الجمعة، ورفض مقترح التحالف بالدفع بزعيم أكبر حزب معارض ليكون مرشحاً مشتركاً في الانتخابات الرئاسية القادمة.

اختلفت أحزاب المعارضة حول مرشحها لمنافسة الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية

وقالت زعيمة "الحزب الصالح" ميرال أكشينار الجمعة في مقر الحزب بأنقرة: إنّ الأحزاب الـ (5) الأخرى في التحالف اتفقت على الدفع بكمال كليشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري البارز كمرشحها للرئاسة.

وأضافت أنّ حزبها، وهو ثاني أكبر حزب في التحالف، لن "يرضخ" للضغوط للموافقة عليه. واقترحت في المقابل ترشيح رئيسي بلديتي إسطنبول وأنقرة، أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاس، وكلاهما من حزب الشعب الجمهوري، وقالت: إنّ استطلاعات الرأي تظهر أنّهما سيفوزان بهامش كبير ضد أردوغان.

وقالت أكشينار في إشارة إلى انسحاب حزبها من التحالف: "اعتباراً من يوم (الخميس) فقدت "طاولة الـ (6)" (أحزاب المعارضة) القدرة على أن تعكس إرادة الشعب في قراراتها"، وأضافت: "إنّها لم تعد منصة يمكن من خلالها النقاش بشأن مرشحين محتملين، لكنّها طاولة لإقرار مرشح واحد".

المعارضة تُحمّل الرئيس التركي مسؤولية انهيار الليرة والارتفاع القياسي لمعدل التضخم، وتردّي الوضع المعيشي للمواطنين

وتابعت أنّ الأمّة تطالب رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو ورئيس بلدية أنقرة منصور يافاس بالاضطلاع "بواجبهما"، ممّا يعني المضي في الترشح.

وعقد قادة الأحزاب الـ (6) اجتماعاً الخميس استمر أكثر من (5) ساعات للاتفاق على مرشح، وأصدروا بياناً وقّعوه جميعاً، بما في ذلك أكشينار، جاء فيه: "توصلنا إلى تفاهم بشأن مرشحنا الرئاسي المشترك".

وأضاف البيان أنّ القادة سيجتمعون مرة أخرى الإثنين لإعلان قرارهم النهائي. ولكن بعد ذلك الاجتماع توجهت أكشينار إلى مقر حزبها في أنقرة، وعقدت اجتماعاً مع قياداته استمر حتى الساعات الأولى من صباح الجمعة.

اقترحت في المقابل ترشيح رئيسي بلديتي إسطنبول وأنقرة، أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاس، وكلاهما من حزب الشعب الجمهوري

واتفقت الأحزاب الـ (5) الأخرى في التحالف على الدفع بكليشدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض البارز، كمرشح مشترك لمواجهة الرئيس رجب طيب أردوغان في انتخابات 14 أيار (مايو).

إلا أنّ كليشدار أوغلو قلل من شأن الانقسام في الكتلة، التي تسعى لمنافسة أردوغان، رئيس تركيا منذ عام 2014 بعد أعوام من منصبه رئيساً للوزراء.

وأعلن أردوغان الأسبوع الماضي أنّ الانتخابات ستُجرى في 14 أيار (مايو) المقبل، متمسكاً بخطته السابقة لتنظيم الاقتراع في موعده، بغضّ النظر عن الانتقادات التي وُجهت لاستجابة الحكومة مع كارثة الزلزال.

هذا، وتُحمّل المعارضة الرئيس التركي مسؤولية انهيار الليرة والارتفاع القياسي لمعدل التضخم، وتردّي الوضع المعيشي للمواطنين، متهمة أردوغان بتدمير الليرة بسبب تدخلاته في السياسة النقدية وبتقويض مصداقية البنك المركزي واستقلاليته بفرضه تخفيضات قسرية لأسعار الفائدة. 

كما ترى المعارضة أنّ الأزمة التي تعيشها تركيا هي نتاج طبيعي لسياسات أردوغان ولمعاركه الخارجية المدفوعة بطموحات شخصية لا تراعي مصلحة تركيا.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية