الهدنة الحوثية: مناورة جديدة لإعادة ترتيب صفوفها أم انهيار أمام ضربات التحالف؟

بعد الحملة العسكرية التي شنّها تحالف دعم الشرعية على صنعاء والحديدة ردّاً على استهداف الحوثيين لأعيان مدنية في السعودية، أعلنت الجماعة الإرهابية أنّها ستوقف "ضرباتها" على السعودية و"المواجهات" في اليمن (3) أيام.

وكتب المتحدث باسم المتمرّدين محمد عبد السلام عبر تويتر: "تعليق الضربات الصاروخية والطيران المسيّر وكافة الأعمال العسكرية باتجاه السعودية براً وبحراً وجواً لمدة (3) أيام، واستعدادنا لتحويل هذا الإعلان لالتزام نهائي ودائم في حال التزمت السعودية بإنهاء الحصار ووقف غاراتها على اليمن بشكل نهائي ودائم"، وفق ما نقلت العربية.

جماعة الحوثي الإرهابية تُعلن أنّها ستوقف "ضرباتها" على السعودية و"المواجهات" في اليمن (3) أيام

وأضاف: "نعلن وقف المواجهات الهجومية في عموم الجبهات الميدانية لمدة (3) أيام، ومستعدّون لتحويل وقف المواجهات إلى التزام نهائي ومستمر، إذا أعلنت السعودية سحب جميع القوات الخارجية للتحالف من أراضينا ومياهنا، ووقف دعم المجموعات المحلية في بلادنا".

وأوضح أنّ المبادرة تتضمن "تعليق العمليات الهجومية في جبهة مأرب" التي تشهد قتالاً عنيفاً منذ أشهر، وكذلك تبادل السجناء.

مبادرة المتمردين الحوثيين جاءت بعد ضربات قوية للتحالف في صنعاء والحديدة، وبعد شنّ الحوثيين (16) هجوماً في أرجاء السعودية

وتأتي مبادرة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران غداة شنهم (16) هجوماً في أرجاء السعودية، من بينها هجوم استهدف منشآت نفطية لشركة أرامكو في مدينة جدة، وجاء ردّ التحالف قوياً جدّاً، وقد استهدف تمركزات الحوثيين في صنعاء والحديدة، وأعلن تدمير (4) زوارق مفخخة مجهزة لشنّ هجمات.

وفي السياق، أكّد مسؤول سعودي رفيع المستوى أمس أنّ جماعة الحوثي اليمنية قدّمت مبادرة لوقف إطلاق النار تتضمن هدنة وفتح مطار صنعاء ومرفأ الحديدة، وفق وكالة "فرانس برس".

وقال مسؤول سعودي: إنّ "الحوثيين طرحوا مبادرة عبر وسطاء تتضمّن هدنة وفتح المطار (صنعاء) والميناء (الحديدة) ومشاورات يمنية ـــ يمنية".

مسؤول سعودي: الحوثيون يواصلون هجماتهم لأنّهم يريدون أن يعلنوا مبادرة التوقف عن القتال كأنّهم ما يزالون أقوياء

وأضاف المسؤول: إنّ الحوثيين يواصلون هجماتهم لأنّهم "يريدون أن يعلنوا المبادرة كأنّهم ما يزالون أقوياء".

ومنذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في 2014، شنّ المتمردون حملة للسيطرة على أجزاء أخرى في أفقر دول شبه الجزيرة العربية المجاورة للمملكة الخليجية الثرية.

لكنّ التحالف العسكري بقيادة الرياض يسيطر على المجال الجوي والبحري للبلاد، ويسمح فقط برحلات الأمم المتحدة عبر مطار صنعاء، ولطالما جعل الحوثيون رفع هذا "الحصار" شرطاً لأيّ محادثات.