النمسا تحاول رصد نشاطات الإخوان على أراضيها.. ما الجديد؟

النمسا تحاول رصد نشاطات الإخوان على أراضيها

النمسا تحاول رصد نشاطات الإخوان على أراضيها.. ما الجديد؟


10/12/2022

بمرور الوقت، تضع النمسا يدها على مؤسسات وقيادات الإخوان المسلمين، بعد أعوام من تحول البلاد إلى ملاذ آمن للجماعة.

وقبل أيام سلط مركز توثيق الإسلام السياسي التابع للحكومة النمساوية، المعني برصد ورقابة وتحليل أنشطة منظمات الإسلام السياسي، سلط الضوء على الجمعية الإسلامية  المحسوبة على الإخوان، التي تدير مسجد الهداية في فيينا، وفق ما نقل موقع النمسا ميديا.

وعلى مدار عام كامل، أخضع مركز توثيق الإسلام السياسي الجمعية الإسلامية في النمسا للتدقيق والدراسة، وتم تحليل وتقييم (28) خطبة لرئيس وإمام مسجد الهداية (التابع للجمعية) في فيينا إبراهيم الدمرداش، بالإضافة إلى الأنشطة في الشبكات الاجتماعية.

مركز توثيق الإسلام السياسي التابع للحكومة النمساوية يسلط الضوء على الجمعية الإسلامية المحسوبة على الإخوان، التي تدير مسجد الهداية في فيينا

والدمرداش واحد من (70) مشتبهاً بهم في تحقيقات الإخوان الجارية في النمسا منذ 9 تشرين الثاني (نوفمبر) 2022، وتتناول أنشطة الجماعة وتحركاتها وشبهات تمويلها.

ويستعد المركز لنشر الدراسة التي تأتي في (143) صفحة في الأيام المقبلة تحت عنوان: "الإسلام السياسي على مستوى المجتمع"، وتظهر صورة لمجتمع موازٍ ينقل مجموعة القيم الخاصة به على مستوى القاعدة، وهي تعادي قيم المجتمع الغربي تماماً.  

وبحسب الدراسة، يتم ذكر أفكار ذكورية وعنيفة، وسط حديث متكرر عن "الجهاد"، و"الجهاد المقدّس"، "والدفاع عن البلاد الإسلامية".

وفي السياق ذاته، قالت ليزا فيلهوفر، مديرة مركز توثيق الإسلام السياسي في تصريحات صحفية: "هذا المحتوى الإيديولوجي في الخطب يتعارض مع الديمقراطية الليبرالية التعددية ويشجع الصراعات".

وتابعت أنّ "نقل مثل هذه النظرة إلى الجمهور، الذي يغلب عليه الشباب الذكور، أمر يمكن أن يساعد في نشر الأفكار المتطرفة بسهولة أكبر".

المركز حلل وقيّم (28) خطبة لرئيس وإمام مسجد الهداية إبراهيم الدمرداش، بالإضافة إلى الأنشطة في الشبكات الاجتماعية

هذه الخطب التي تضم محتوى إقصائياً متطرفاً تجري أيضاً في مسجد التيسير في فيينا، وفق الدراسة.

الدراسة نفسها أفادت بأنّ هذه الخطب تعكس الإيديولوجية المتطرفة لجماعة الإخوان المسلمين، وتهدف إلى تشكيل جيل جديد يعتنق هذه الإيديولوجية.   

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ حركة حماس، التي تحكم قطاع غزة، يُشار إليها مراراً وتكراراً بشكل خاص في خطب المسجدين، رغم أنّها تصنف منظمة إرهابية في الاتحاد الأوروبي، وفق الدراسة.

ووفق صحيفة كورير النمساوية "خاصة"، أرسل مركز توثيق الإسلام السياسي الوثائق التي تحصل عليها خلال إجراء الدراسة إلى السلطات الرسمية، لتقرر ماذا ستفعل بها.

والإثنين الماضي استضافت وزيرة الاندماج النمساوية سوزان راب مسؤولي عدد من الدول الأوروبية، وخبراء في الإسلام السياسي، في منتدى فيينا الثاني حول التطرف.  

ووفق مكتب وزيرة الاندماج، شارك أكثر من (150) خبيراً من جميع أنحاء أوروبا، إلى جانب سياسيين ودبلوماسيين من اليونان وبلجيكا وفرنسا، في المؤتمر الدولي لمناهضة الفصل والتطرف في فيينا.

فيلهوفر: المحتوى الإيديولوجي في الخطب يتعارض مع الديمقراطية الليبرالية التعددية، ويشجع الصراعات، ويساعد في نشر الأفكار المتطرفة بسهولة أكبر

وهدف المؤتمر بالأساس إلى دفع التعاون في مكافحة الإسلام السياسي، بين (11) دولة أوروبية كانت ممثلة فيه بشكل رسمي، بما فيها ألمانيا وفرنسا وبلجيكا، انطلاقاً من أنّ هذه الظاهرة عابرة للحدود، وتتطلب مكافحتها تعاوناً عابراً للحدود. 

ومنذ 2019 تشنّ النمسا حملة قوية ضد الإخوان، كأكبر منظمة للإسلام السياسي، وبدأت بحظر رموز الجماعة، ثم تأسيس مركز توثيق الإسلام السياسي، لتحليل ومراقبة ورصد أنشطتها في الأراضي النمساوية، ثم فتح تحقيقات قانونية في أنشطتها وتمويلها للإرهاب.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية