النظام السوري يستمرّ بجرائمه

النظام السوري يستمرّ بجرائمه


28/07/2019

نزح أكثر من 400 ألف نسمة من شمال غرب سوريا، في غضون ثلاثة أشهر، على وقع التصعيد العسكري لقوات النظام وحليفته روسيا، في وقت نددت فيه الأمم المتحدة، الجمعة، باستمرار الهجمات التي تستهدف المدنيين والمرافق الخدمية والطبية.

وتتعرض محافظة إدلب ومناطق مجاورة، حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين نسمة، لقصف شبه يومي تنفذه طائرات سورية وأخرى روسية، منذ نهاية نيسان (أبريل) الماضي، لا يستثني المستشفيات والمدارس والأسواق، ويترافق مع معارك تتركز في ريف حماه الشمالي، وفق "فرانس برس".

400 ألف نازح في شمال غرب سوريا في غضون ثلاثة أشهر جراء قصف النظام وحليفته روسيا

وتسبّب القصف بمقتل أكثر من 740 مدنياً في غضون نحو ثلاثة أشهر، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، في حين قالت منظمات إنسانية إنّ المنطقة تعيش "كابوساً" مع استمرار التصعيد.

وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الإقليمي التابع للأمم المتحدة، ديفيد سوانسون، أول من أمس: إنّ "أكثر من 400 ألف شخص نزحوا منذ نهاية نيسان (أبريل) في شمال غرب سوريا".

وتمسك هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) بزمام الأمور، إدارياً وعسكرياً، في إدلب ومحيطها، حيث تتواجد أيضاً فصائل إسلامية مقاتلة أقلّ نفوذاً.

من جهتها، ندّدت الأمم المتحدة أمس بـ "اللامبالاة الدولية" حيال تزايد عدد القتلى المدنيين جراء الغارات الجوية التي استهدفت مؤخراً "المرافق الطبية والمدارس وغيرها من البنى التحتية المدنية مثل الأسواق والمخابز".

وقالت رئيسة المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ميشال باشليه، في بيان: "هذه الممتلكات مدنية، ويبدو من المستبعد جداً أن تكون قد ضُربت عرضاً نظراً إلى النمط المستمر لمثل هذه الهجمات".

وشدّدت على أنّ "الهجمات المتعمّدة ضدّ المدنيين هي جريمة حرب، كما أنّ من أمر بتنفيذها أو نفّذها مسؤول جنائياً عن أعماله".

الأمم المتحدة تندّد بـ "اللامبالاة الدولية" حيال استهداف المرافق الطّبية والمدارس الأسواق والمخابز في إدلب

وقالت الأمم المتحدة: إنّ "مدناً وقرى بأكملها خلت على ما يبدو من سكانها الذين فروا بحثاً عن الأمان والخدمات الأساسية".

ويأتي التصعيد الأخير رغم كون المنطقة مشمولة باتفاق روسي- تركي، تمّ التوصل إليه في سوتشي، في أيلول (سبتمبر) 2018، نصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح بين قوات النظام والفصائل، لم يُستكمل تنفيذه.

وشهدت المنطقة هدوءاً نسبياً بعد توقيع الاتفاق، إلا أنّ قوات النظام صعّدت، منذ شباط (فبراير)، قصفها قبل أن تنضم الطائرات الروسية إليها لاحقاً.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبّب منذ اندلاعه، عام 2011، بمقتل أكثر من 370 ألف شخص وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية