النظام الإيراني يتخبط... السجن لرجل دين "إصلاحي" لهذه الأسباب

النظام الإيراني يتخبط... السجن (5) أعوام لرجل دين "إصلاحي" لهذه الأسباب

النظام الإيراني يتخبط... السجن لرجل دين "إصلاحي" لهذه الأسباب


14/12/2022

أبرزت الاحتجاجات الأخيرة في إيران عمق التباين، وعدم التوافق في وجهات النظر، حول الأحكام المقررة ضدّ المتظاهرين، وقد قضت محكمة خاصة برجال الدين في العاصمة الإيرانية طهران بسجن رجل الدين محمد زارع فومني، زعيم حزب "إصلاحات" الإيراني.

ووفق ما نشرته وكالة أنباء "خبر أون لاين" الإيرانية الرسمية، فإنّه تم الحُكم على محمد زارع فومني بأحكام، مختلفة منها (5) أعوام فقط قابلة للتطبيق، كما أُدين "بالسجن لمدة عامين وغرامة قدرها (150) مليون ريال، (500) دولار، بتهمة نشر أكاذيب ضد مسؤولين إيرانيين بقصد تعكير صفو الرأي العام".

ونقلت الوكالة أنّه "تم الحكم عليه بالسجن (5) أعوام بتهمة التجمع والتواطؤ ضد الأمن القومي، والسجن (5) أعوام أخرى بتهمة تحريض الناس على الشغب بقصد الإخلال بأمن البلاد".

يواجه رجل الدين الإصلاحي تهماً متعلقة بنشر أكاذيب ضد مسؤولين إيرانيين، بقصد تعكير صفو الرأي العام وتحريض الناس على الشغب

واعتُقل "فومني" في العاصمة طهران في 9 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بعد إدانته لقمع الاحتجاجات الشعبية، وقد أدان قبل ذلك مقتل الشابة الكردية "مهسا أميني" على أيدي الشرطة في طهران عقب اعتقالها بسبب عدم ارتداء الحجاب منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي.

وجرى نقله في البداية إلى سجن "إيفين" شمال العاصمة طهران، وتحديداً في الجناح المخصص للمعتقلين السياسيين، وبعد ذلك جرى نقله إلى العنبر الخاص برجال الدين.

وكان "فومني" ناشطاً في العملية السياسية للأحزاب الإصلاحية في الماضي، لكن خلال الأعوام التي تلت العام 2009، عقب الاحتجاجات ضد الحكومة الإيرانية، تبنّى مواقف مختلفة، لكنّه كان أحد أنصار إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في حزيران (يونيو) من العام 2021.

وفي الأشهر الأخيرة تبنّى مواقف معارضة لحكومة رئيسي، بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، والاحتجاجات التي اندلعت عقب وفاة الشابة مهسا أميني.

ومؤخراً، تعالت أصوات رجال الدين المعارضة لسياسة النظام الإيراني، خصوصاً منها المتعلقة بتنفيذ عقوبات الإعدام، وأعربت جمعية الباحثين والمعلمين في مدرسة قم اللّاهوتية، إحدى المنظمات الدينية المعروفة في إيران، عن قلقها من إعدام المتظاهرين بإصدار بيان، وطالبت السلطات القضائية بتوخي "الحذر الشديد واللطف" في التعامل مع المحتجين.

تعالت أصوات رجال الدين المعارضة لسياسة النظام الإيراني، خصوصاً منها المتعلقة بتنفيذ عقوبات الإعدام

واعتبر محسن كديور، وهو رجل دين معروف، أنّ "علي خامنئي" الشخص الرئيسي المسؤول عن إصدار وتنفيذ أحكام الإعدام، وقال: إنّ خامنئي "مارس ضغوطاً على قيادة القضاء لإصدار أحكام الإعدام بحق المتظاهرين"، مضيفاً: "في الواقع تم إعدام عدد من المتظاهرين بأمر من خامنئي، وعلى أيّ حال، بلا شك يقف شخص خامنئي وراء الإعدام".

إلى ذلك، دعا زعيم السنّة في إيران مولوي عبد الحميد السلطات الحاكمة في بلاده إلى وقف عمليات الإعدام التي يجري تنفيذها ضد المتظاهرين، مؤكداً أنّ "الإعدام يزيد من الكراهية للسلطات الحاكمة، وليس له إلا إشعال نار غضب الأمّة".

وكانت أول عملية إعدام على صلة بالاحتجاجات الإيرانية قد نفذت يوم الخميس الماضي، وتم تنفيذ العملية الثانية أول أمس الإثنين، وسط إدانات دولية واسعة، وعقوبات شملت عدّة كيانات وشخصيات إيرانية.

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية