المفكر جمال السويدي لـ"حفريات": هذه أسباب عداوة الإخوان للإمارات

المفكر جمال السويدي لـ"حفريات": هذه أسباب عداوة الإخوان للإمارات

المفكر جمال السويدي لـ"حفريات": هذه أسباب عداوة الإخوان للإمارات


01/08/2023

أجرى الحوار: حامد فتحي

 لماذا يكره الإخوان المسلمون دولة الإمارات العربية المتحدة؟ إجابة ذلك لا تقتصر على الموقف الإماراتي الرسمي والشعبي المؤيد للدولة الوطنية في المنطقة العربية والعالم، والرافض بقوةٍ للتيارات الدينية المتطرفة، التي انبثقت من جماعة الإخوان المسلمين على مدار عقود. تقدم دولة الإمارات نموذجاً رائداً في الانفتاح والتعددية والإبداع والتسامح، وهي القيم التي لا ينمو فكر الإخوان والتطرف فيها.

طرحت "حفريات" هذا السؤال وغيره على المفكر الإماراتي،  الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدّراسات والبحوث الإستراتيجية، وصاحب المؤلفات العديدة، التي منها كتابان مهمان، الأول بعنوان "جماعة الإخوان المسلمين في دولة الإمارات العربية المتحدة : الحسابات الخاطئة" والثاني بعنوان "وثيقة الأخوة الإنسانية نحو تعايش سلمي وعالم خالٍ من الصراعات".

هنا نصّ الحوار:

تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة، على نشر وتعزيز قيم التسامح في العالم، خصوصاً في منطقتنا العربية، التي عانت ولا تزال من التطرف والتّشدد والإرهاب، أودُّ سؤالكم ما هي الرؤية التي تنطلق منها الإمارات نحو تحقيق ذلك الهدف؟

تنطلق رؤية الإمارات للتسامح من قيم وسياسات، جعلت منها نموذجاً للتسامح والتعايش السلمي في المنطقة والعالم، فالقيّم الإماراتية وفي القلب منها، إرث زايد الخير الثقافي والقيّمي، تشجّع على الانفتاح وقبول الآخر، وتحترم التعدد العرقي والديني والمذهبي والطائفي وحرية المعتقَد، وتجرِّم العنصريّة والكراهيّة وكل أشكال التمييز، وتمدُّ يدّها بالخير إلى كل شعوب العالم التي تحتاج إلى المساعدة، دون تمييز على أساس الدين، أو العرق، أو الجنس، أو الطائفة، أو الموقع الجغرافي.

التطرف مقدمة للعنف والإرهاب، وأفكار الإخوان المسلمين في مصر ماضوية ومتطرفة

يرتكز النهج التسامحي المستدام، على البناء القيّمي لدولة الإمارات العربية المتحدة، لاسيما، التوازن بين الأصالة والمعاصرة واحترام المؤسسات، وفي هذا السياق تأتي سياسات وبرامج ومبادرات الإمارات لتعزيز التسامح في المنطقة والعالم، ويتفاعل الجميع معها بمنتهى الإيجابية، وذلك لثقتهم الكبيرة في القيادة الرشيدة الملهمة لسيدي صاحب السمو، رئيس الدولة، حفظه الله. ولا يختلف أحدٌ على أنّ المبادرات وأهدافها مدروسةٌ بدقّة وعناية، لذلك يتحقق المراد منها على أرض الواقع، ويستفيد منه الجميع.

السويدي: التطرف مقدمة للعنف والإرهاب، وأفكار الإخوان المسلمين في مصر ماضوية ومتطرفة، وأكاد أجزم بأنّ تجاهل الحكومات والمجتمعات لهذه الأفكار، كان السبب الأساسي لانتشار الإرهاب

 ويمكن أن نذكر هنا، مبادرتين مهمتين، الأولى جاءت برعاية سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وهي مبادرة توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية بأبوظبي في الرابع من شباط (فبراير) 2019، والثانية أطلقها سموه في العام نفسه، وهي مبادرة "بيت العائلة الإبراهيمية" كجسر للتواصل الحضاري بين أتباع الأديان السماوية الثلاثة، والذي تم افتتاحه في شباط (فبراير) الماضي.

من التسامح إلى واقع مؤسف من التعصب في منطقتنا، برأيكم كيف عانت المنطقة العربية من التّطرف والتّشدد باسم الإسلام؟

المنطقة العربية من أكثر المناطق التي عانت من التطرف والتشدد، بسبب الحركات الدينية، وقد عانت من الإرهاب بوسائل وطرق عدة، ولفترات طويلة، فالجهاديون الذي سافروا إلى أفغانستان وغيرها في حقبة الثمانينيات من القرن الماضي، عادوا إلى دولهم العربية ومارسوا أبشع ألوان الإرهاب، لاسيما في مصر، وآخرون تورطوا في أعمال إرهابية في دول كبرى، أخطرها أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وفي كل مرة كانت جماعة الإخوان المسلمين، في كل مكان، يشجعون على إرسال جهاديين للتخريب في بؤر الصراع الدولية، واستغلال مرويات لا تمت للحقيقة بأي صلة، تصف للناس شجاعتهم في ملاقاة العدو، وتزعم أنّ الله يؤيدهم بملائكته. وكان هدفهم من ذلك اكتساب شعبية واسعة لدى الناس، بالكذب والخداع، فمن الجماعة الإسلامية في مصر، مروراً بتنظيم القاعدة وأخيراً تنظيم داعش، والتنظيمات الأخرى المتفرعة منهما، عانت الشعوب العربية في مصر والعراق وسوريا واليمن الأمريْن، في السنوات التي تلت ما يسمى ثورات الربيع العربي. وينبغي ألا ننسى هنا، أن كلَّ هذه التنظيمات جاءت من رحم جماعة الإخوان المسلمين في مصر.

تعتبر جماعة الإخوان المسلمين أهم جماعة إسلامية في القرن العشرين، وحتى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، فكيف تقيّم تجربة تلك الجماعة من زاوية التسامح وقبول الآخر؟

جماعة الإخوان المسلمين في مصر أخذت فرصة كاملة للحكم، لكنها فشلت في خلال عام واحد. ومارس الإخوان مختلف أنواع العنف واتبعوا شتى الوسائل المشروعة وغير المشروعة من أجل البقاء في الحكم، لكن دون جدوى. وعكست التجربة بالدلائل والبراهين تدني قدرات الجماعة، وعدم امتلاكها حلولاً للمشكلات في مجتمعاتها، وتأكد ذلك من خلال ما آلت إليه تجربة حركة النهضة في تونس فيما بعد، وأعتقد أنّ هذا الإخفاق المتكرر في فترة قصيرة، سوف يفرز نتائج بعيدة المدى على مسيرة الجماعة. فالتجربة أظهرت أنّ الجماعة لا تملك سوى شعارات رنّانة فقط، بما في ذلك مشروع "النهضة" الذي أثبت الواقع أنه مجرد شعار صوتي، ليس إلا. أضف إلى ذلك أن الإخوان مارسوا سياسة الإقصاء مع المؤيدين والخصوم السياسيين على حد سواء، وتعاملوا مع الشعب المصري بمنطق المغالبة، على طريقة "إما نحكمكم وإما نقتلكم"، وهذا الكلام أكده الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

من رحم الإخوان المسلمين خرجت كل جماعات العنف، فلماذا ارتبط العنف والإرهاب بهذه الجماعة؟

يجب أن ندرك أن التطرف مقدمة للعنف والإرهاب، وأفكار الإخوان المسلمين في مصر ماضوية ومتطرفة، وأكاد أجزم بأنّ تجاهل الحكومات والمجتمعات لهذه الأفكار، كان السبب الأساسي لانتشار الإرهاب، الذي تمارسه هذه الجماعة، وكذلك السبب في وصوله إلى هذا الحد المذهل من الدموية. مؤسس الجماعة حسن البنا ومرشدها الأول، على سبيل المثال لا الحصر، لا يعترف بالحدود الجغرافية، ويرى العالم الإسلامي أمة واحدة، ويقدّس الإخوان وكذلك الجماعات المنبثقة عنها هذه الوحدة، وينادون بأنّ وطنهم هو كل شبر أرض فيه مسلم. ومما لا شك فيه أنّ الإرهاب الذي تمارسه هذه الجماعة هو نتيجة منطقية لأفكار مؤسسها وقادتها. يضاف إلى ذلك أنّ جماعة الإخوان في مصر اعتادت ممارسة العنف والإرهاب، وهي الجماعة الأم التي تمدّدت منها كل جماعات الإخوان في العالمين العربي والإسلامي، كما أنها تمتلك شبكة تنظيمية في أوروبا متورطة في تمويل الإرهاب وعملياته، الأمر الذي جعل الربط بينها وبين الإرهاب في العالم، ليس من باب التخمينات أو الرجم بالغيب، وإنما من باب المعلومات والنتائج المبنيّة على دراسات موضوعية، أُجريت في مختلف المراكز والمعاهد البحثية حول العالم.

دائماً ما يردد المؤيدون لجماعة الإخوان المسلمين بأنّها جماعة تؤمن بقيّم الديمقراطية، فكيف ترى تلك المقولة؟

الإخوان لا يؤمنون بالديمقراطية، ويقتصر كلامهم في الغرف المغلقة على الشورى والحكم الإسلامي، ويخدعون الغرب بخطاب مزدوج يدّعون فيه أنهم ضحية للمظلومية، وأعتقد أن الإخوان يستخدمون مفهومين في خطابهم الموجه للغرب، هما، الدولة الوطنية والديمقراطية، ولكّن الديمقراطية تقوم على حرية الرأي، والإخوان لا يمكن أن يؤمنوا بهذه الحريّة، بحسب ثقافتهم وأفكارهم. أما حديث الإخوان عن الديمقراطية، فيأتي من قبيل التكتيك تارةً، ومن قبيل الانتهازية السياسية، تارةً أخرى. كما أنّ تجربتهم في الحكم في مصر أكدت إيمانهم بالإقصاء والاستبداد السياسي، والدلائل على انتهازيتهم السياسية كثيرة، أبرزها، تبرير إخوان لندن للمثليّة.

ماذا عن تجربة الإخوان المسلمين في الإمارات؟

تجربة الإخوان المسلمين في الإمارات ممثلين في "جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي"، كانت تنطوي على المتاجرة بالدين، والعمل بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة، والتضارب الهائل بين الخطاب المثالي والسلوك الانتهازي. والحقيقة أن ولاء هذه الجماعة لم يكن يوماً للإمارات ولا لقياداتها الرشيدة، وإنما كان دائماً للجماعة الأم في مصر، وللحلم الزائف المتمثل في إحياء الخلافة الإسلامية، ولم يتوانَ الإخوان في الإمارات عن استغلال الظروف لتحقيق مآربهم الشخصية، حيث استغلوا ما يسمى بـ"ثورات الربيع العربي" ووثيقة مارس 2011، ووصول الإخوان في مصر إلى الحكم، للإطاحة بنظام الحكم في الإمارات، إذ ظنّوا وقتها أنّ لحظة الإطاحة بحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة باتت مواتية، وأنّ وقت الاستيلاء على السلطة قد حان، ولم يدرِ أحد منهم بأنّ ثقة الإماراتيين في القيادة الرشيدة أقوى من كل المؤامرات، وأمضى من أي سلاح يشهره طيور الظلام. وما فعله إخوان الإمارات يؤكد خيانتهم للقيادة الرشيدة والوطن والشعب. تلك القيادة التي سمحت لهم بالعمل السياسي في فترة من الفترات، لكنهم خانوا القيادة الرشيدة والشعب، إذ كانوا يتّبعون سياسة التمييز في ابتعاث الطلبة الإماراتيين للدراسة في الخارج، ويختارون أبناءهم وأبناء جماعتهم، حتى ولو كانوا غير متفوقين، وذلك على حساب النابهين والممتازين من الطلاب، وقد عانيتُ أنا وغيري منهم، عندما كانوا يسيطرون على مفاصل وزارة التربية والتعليم. لكلِّ ذلك، أعتبر أنّ قرار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عندما كان ولياً للعهد بحظر نشاط هذه الجماعة ومحاكمة قادتها، من أعظم القرارات في تاريخ الإمارات، وأنه جاء في الوقت المناسب، ولو كانت الحكومة الإماراتية تأخرت فيه سنة واحدة، لكانت هذه الجماعة الظلامية قد استولت على دولة الإمارات العربية المتحدة ودمرتها، بسبب أفكارهم الظلامية.

هل يمكن لمجتمع متعدد ومتنوع ومنفتح مثل الإمارات، تحمل وجود كيان مثل جماعة الإخوان المسلمين؟

لا، وألف لا، فالمجتمع الإماراتي لا يمكن أن يتحمّل كياناً مثل جماعة الإخوان المسلمين، فالمجتمع الإماراتي متنوّع، ويعتبر التنوع والتعدد مصدر قوة للدولة، إذا ما اُستغل بالطريقة السليمة، ولكن الإخوان يرفضون التنوع، ويرونه سبباً للاختلاف والفُرقة. كذلك، تمثل أفكار الإخوان الماضوية والظلامية خطورة شديدة على الإمارات وطموحاتها التنموية والإنسانية للشعب الإماراتي وشعوب العالم كله. وبحكم دراستي لجماعة الإخوان، أؤكد لك أنّ أفكار هذه الجماعة لا تعبّر أبداً عن الإسلام، ولا تعكس صورته النقية، والحقيقة أنّ أفكارها فيها إساءة للدين الحنيف، وبالتالي، فإنّ عودتها للمشهد الإماراتي، تمثل خطراً جسيماً على ثوابت الدولة الوطنية، ومرتّكزات النهضة الاقتصاديّة التي تطمح القيادة الرشيدة في تحقيقها، لتكون الإمارات أفضل دول العالم بحلول عام 2071.

السويدي: الإخوان لا يؤمنون بالديمقراطية، ويقتصر كلامهم في الغرف المغلقة على الشورى والحكم الإسلامي، ويخدعون الغرب بخطاب مزدوج يدّعون فيه أنهم ضحية للمظلومية

وأنا متفائل بخصوص الإخوان في الإمارات، وبأنه لن يكون لهم أي عودة مرة أخرى، لأنّ المواطن والمقيم في الإمارات يتعلمان الدين الصحيح، الذي يمثل الحصانة القويّة ضد أفكار الإخوان.

وما هي خطورة الإخوان على النهضة في الإمارات؟

خطورة الإخوان على النهضة في الإمارات تكمن في أنّ أفكارهم تتنافى وتتناقض مع قيم التسامح والتعايش السلمي والتآخي والتواصل الحضاري، وغيرها من القيم التي تقوم عليها الريادة الإماراتية في جميع المجالات.

هذا الطرح يجيب جزئياً عن سؤال حول كراهية الإخوان من كل مكان للإمارات، ما هي الأسباب الأخرى لذلك العداء الإخواني؟

لأسباب عدة، ربما يكون أكثرها غيظاً لهم، أنّ السياسة الخارجية للإمارات في عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تنصبُّ على مواجهة تيار الإسلام السياسي، بما يترتّب عليها من محاصرة جماعات الإخوان المسلمين، وتضييق الخناق عليها، رموزاً ومؤسسات. أيضاً الإخوان لديهم قناعة بأنّ حكم محمد مرسي كان يمكن أن يستمر في مصر، ويتحقق الحلم الإخواني، لولا تأييد الإمارات لثورة 30 يونيو 2013، ووقوفها إلى جانب الشعب المصري في ثورة الخلاص من الجماعة، ودعمها للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. أيضاً، الإخوان في كل مكان، يشعرون بأنّ الإمارات بما لديها من قوة ناعمة وأخرى ذكية، تؤثر بقوة على دوائر صنع القرار في العديد من الدول الأوروبية، بما يأتي بقرارات ومواقف لها تأثير قوي على الجماعة وشبكاتها المالية والتمويلية.

 كيف يمكن اعتبار التنوع والتعدد ثراءً؟ وكيف استفادت دولة الإمارات من التنوع الكبير من خلال المقيمين على أراضيها في بناء مجتمع جاذب للعيش؟

القيادة الرشيدة في الإمارات، كانت ولا تزال، سبّاقة في إدراك أنّ التعدد والتنوع الثقافي والعرقي والديني، يمكن أن يكون مصدر ثراء في مجتمع متسامح، فالأب المؤسس اعتبر التسامح "عامل توحيد"، واستخدمه بمهارة فائقة في تأسيس الاتحاد، دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد استمرت الإمارات من بعده على هذا النهج، حتى صارت الآن نموذجاً للتعايش المشترك، تتلاحم فيه وتتعاون جنسيات أجنبية من شتى الدول. وأثبتت التجربة في الإمارات صحة الفرضية التي تقول: إنّ التنوع والتعدد مصدران للإبداع والإنتاج الحثيث في مختلف المجالات.

وفيما يتعلق بأشكال استفادة الإمارات من التنوع والتعدد، فهي كثيرة ويصعب حصرها، ونذكر منها، أن الإمارات صارت عاصمة عالمية للتسامح، بفضل نموذجها الذي تتعايش فيه أكثر من 200 جنسية في أمان وسلام اجتماعي، واستقرار لا مثيل له على مستوى دول العالم. أيضاً عقلية المواطن الإماراتي صارت متفتحة وتقبل الآخر. كذلك أصبح الإماراتي يدرك أن مفتاح فهم الشعوب، هو التعرف إلى ثقافاتهم. وقد أسهم الانفتاح على الآخر في مجتمع متنوّع في تحسين صورة العربي في عيون الآخرين.

ما المطلوب تحقيقه لتعزيز قيم التسامح في المنطقة، التي تشهد تنوعاً دينياً ومذهبياً وعرقياً؟

تحقيق هذا الهدف النبيل يتطلب أموراً كثيرة، منها مشاركة جميع الحكومات بالمنطقة ومنظمات المجتمع المدني بها، وكذلك المثقفون ورجال الدين المعتدلون، في توعية تلك المجتمعات بأنّ الاختلاف بين البشر والأمم ضرورة كونية، تكتنفها عوامل إيجابية، تشجّع على التعاون لا الصراع، والتصدي للتيارات المتأسلمة التي توظف الدين لمصالحها الشخصية، وتسيء للدين نفسه. ويمكن في هذا الشأن أن تأخذ دول المنطقة من نموذج الإمارات وقيادتها الرشيدة "المثل والقدوة"، في تعزيز التسامح بكل أنواعه، وتنفيذ بنود وثيقة الأخوة الإنسانية. أيضاً ينبغي محاربة السلوكيات الخاطئة الموروثة، التي تعرقل جهود ومساعي نشر التسامح في المنطقة. وأعتقد أنّ تعاون وتكاتف دول العالم، ولاسيما دول المنطقة، لتنفيذ بنود وثيقة الأخوة الإنسانية، كفيلٌ، إلى جانب جهود أخرى، بتحقيق هدف تعزيز التسامح في المنطقة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية