"الكتائب الإلكترونية".. كيف يُثير الإخوان الفوضى في مصر؟

"الكتائب الإلكترونية".. كيف يُثير الإخوان الفوضى في مصر؟


18/04/2022

أعاد مسلسل "الاختيار3" الحديث عن دور الكتائب الإلكترونية التابعة لتنظيم الإخوان في إحداث الفوضى في مصر وتشويه الشخصيات العامة ومؤسسات الدولة في أعقاب سقوط حكم الجماعة إثر ثورة 30 حزيران (يونيو) 2013.

وبحسب المراقبين، استخدمت جماعة الإخوان الكتائب الإعلامية لإحداث الفوضى في مصر بالتزامن مع العمليات الإرهابية التي اجتاحت البلاد آنذاك، فيما وصف بأنه "رد عقابي" للمصريين ومؤسساتهم جراء المشاركة في الثورة ضد استمرار الجماعة في الحكم. 

حرب إخوانية فاشلة

ويرى الكاتب الصحفي المصري، هاني عبد الله، أنّ الحرب الإعلامية، وكتائب التنظيم الإلكترونية استخدمت كذراع لا يقل خطورة عن الجناح المسلّح، للجماعة في الفترة من 2014 وحتى الوقت الراهن، وعملت على عدة محاور اشتملت على؛ بث الشائعات، وتزييف الحقائق، وصناعة أحداث زائفة عن ردود فعل الشارع المصري على الأحداث السياسية بغرض تغييب العقل الجمعي وتضليل الوعي وتهيئة الشارع للأحداث الفوضوية. 

وفي تصريح لـ"حفريات" يقول عبد الله إنّ الجماعة خصصت ميزانيات ضخمة للإنفاق على تلك اللجان ودعمها بعناصر مدربة في الداخل والخارج، وأشرف عليها قيادات الجماعة في الخارج ونائب المرشد آنذاك محمود عزت، موضحاً أنّها كثفت جهودها في محور إسقاط البلاد عن طريق بث الشائعات وتزييف الحقائق وصناعة رأي عام موازٍ. 

هاني عبد الله: الحرب الإعلامية وكتائب التنظيم الإلكترونية استخدمت كذراع لا يقل خطورة عن الجناح المسلّح

ويؤكد عبد الله أنه بالرغم من التخطيط والتركز المكثف من جانب قيادات التنظيم على صياغة خطط محكمة لعمل تلك اللجان، إلا أنّ الدولة المصرية بمؤسساتها المختلفة وقفت، خط دفاع ضد هذه المخططات ونجحت في إحباطها، بالعمل على محور الرصد ورفع الوعي لدى المواطنين، والتصدي لمحاولات التنظيم المستمرة لنشر الشائعات وإثارة الفوضى. 

ويشير الكاتب المصري إلى أنّ الشائعات الإخوانية استهدفت في المقام الأول مؤسسات الدولة الوطنية مثل الجيش والقضاء والأمن، فضلاً عن التشكيك في معظم القرارات التي تتخذها القيادة المصرية ومحاولة وضعها في إطار زائف لقلب الحقيقة.

2021 عام الشائعات

ويصف تقرير لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري عام 2021 بأنّ له النصيب الأوفر من الشائعات على مدار السنوات الماضية، وفي إطار سلسلة تقارير حصاد قطاعات الدولة في 2021، نشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء تقريراً تضمن مجموعة "إنفوغرافيك" تسلط الضوء على حصاد مواجهة الشائعات وتوضيح الحقائق.

وجاء في التقرير ترتيب الأعوام طبقاً لمعدل انتشار الشائعات خلال الفترة من 2014 لـ 2021، موضحاً أنّ عام 2021 جاء في الصدارة بنسبة تبلغ 23.5%، وذلك مقارنة بـ 22.9% عام 2020، و20.1% عام 2019، و12.9% عام 2018، و9.3% عام 2017، و6.5% عام 2016، و3.1% عام 2015، و1.7% عام 2014، علماً بأنّ هذا توزيع نسبي لإجمالي الفترة المذكورة.

يشير الكاتب المصري هاني عبد الله إلى أنّ الشائعات الإخوانية استهدفت في المقام الأول مؤسسات الدولة الوطنية مثل الجيش والقضاء والأمن

وأشار التقرير إلى ترتيب الشهور طبقاً لمعدل انتشار الشائعات على مدار عام 2021، حيث جاء شهر كانون الثاني (يناير) في المركز الأول بنسبة 12.5%، تلاه آذار (مارس) بنسبة 10.8%، ثم كل من شباط (فبراير) وحزيران (يونيو) بنسبة 10%، وكانون الأول (ديسمبر) 8.6%، وتشرين الثاني (نوفمبر) 8.2%، وآب (أغسطس) 7.5%، ونيسان (أبريل) 7.2%، وتشرين الأول (أكتوبر) 6.8%، وأيار (مايو) 6.5%، وأيلول (سبتمبر) 6.2%، وتموز (يوليو) 5.7 %.

وفي تصريح مقتضب لـ"حفريات" علق مصدر حكومي مصري على التقرير قائلاً: "حرب الشائعات ضد مصر لم تتوقف للحظة واحدة، ولكن هناك وحدات متخصصة لرصد كافة الأخبار الكاذبة حول الدولة ومختلف مؤسساتها، ويتولى مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، مسؤولية الرصد والمتابعة والتأكد من الجهة المختصة، سواء وزارة معنية أو جهة أخرى، ثم يتولى مسؤولية التوضيح من خلال بيانات تصدر بصفة يومية". 

ويشير المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أنّ عملية التأثر بالشائعات انخفضت لحد كبير خلال الأشهر الماضية نتيجة حضور الوعي لدى قطاعات كبيرة من الشعب المصري وقدرتهم على فرز الحقائق وتصنيفها، وبفضل جهود توفير مصدر رسمي حكومي للمعلومات يمكن من خلاله تحقيق عملية التوضيح بسهولة".

منصات التواصل الأكثر خطورة

وبحسب دراسة حديثة نشرها المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، تحت عنوان "كيف يستخدم الإخوان ولجانهم الإلكترونية منصات التواصل الاجتماعي في نشر الأكاذيب وإثارة الفتن وتأليب الرأي العام؟"، "تعد منصات التواصل الاجتماعي الأداة الأهم والأكثر فاعلية لدى تنظيم الإخوان الإرهابي وعناصره في الداخل والخارج لتأليب الرأي العام ضد القيادة السياسية منذ ثورة 30 حزيران (يونيو) 2013 وحتى الآن؛ إذ تمثل هذه المنصات قناة اتصال وتواصل مع فئات واسعة من الشعب المصري وخاصة فئة الشباب الأكثر تأثراً بما يتم ترويجه من قبل هذه العناصر واللجان الإلكترونية، والأكثر قابلية للاستثارة لإحداث ما يصبو إليه تنظيم الإخوان من تغيير سياسي واجتماعي".

 دراسة: منصات التواصل الاجتماعي الأداة الأهم والأكثر فاعلية لدى تنظيم الإخوان وعناصره في الداخل والخارج لتأليب الرأي العام ضد القيادة السياسية

وتابعت الدراسة أنّ الجماعة استغلت منصات التواصل الاجتماعي "في تصدير صور زائفة خارجياً توحي بأنّ هناك حالة من الغضب والسخط الشعبي العارم داخل مصر ضد القيادة السياسية، وأنّ الدولة المصرية بكافة أركانها على صفيح ساخن طوال الوقت جراء هذا السخط، المتنامي حسب ادعائهم، من جهة، واستمرار القيادة السياسية والحكومة في مشروعها، لسحق المصريين على كافة المستويات حسب ادعائهم، من جهة أخرى".

الاقتصاد المصري.. محور تركيز الإخوان

ووفق الدراسة، "تركز المنصات التابعة لجماعة الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعي على الوضع الاقتصادي بشكل كبير جداً لكونه ملفاً محورياً في حياة المواطنين ومعيشتهم بشكل جوهري ومباشر".

وتشير الدراسة، إلى أنّ الجماعة "تعمد إلى خلق رأي عام على مواقع التواصل الاجتماعي بأن الوضع الاقتصادي في مصر متردٍ ومتدهور إلى أقصى حد، مع التركيز بشكل ضخم على ملف الديون، والحديث عن أنّ النظام السياسي المصري لا يملك أي استراتيجية اقتصادية ولا يملك أي خطط اقتصادية سوى الاقتراض من المؤسسات الدولية والدول الصديقة والشقيقة، وأنّ هذا هو ما بنى عليه النظام بعد 30 يونيو من خلال المبالغ التي قدمتها الدول الخليجية، وهو أسلوب مستمر حتى الآن، بما يسهم في ارتفاع الديون بشكل ضخم، وبلوغها نسبة عالية تفوق الناتج المحلي الإجمالي، وذلك للوصول إلى نتيجة مفادها أنّ الانهيار الاقتصادي لمصر وشيك للغاية، مع الاستشهاد ببعض الملفات المثارة مؤخراً مثل انخفاض ما تمتلكه البنوك المصرية من عملة أجنبية، واقترابها من الإفلاس".

مواضيع ذات صلة:

ما هي الفرقة 95 التي ورد اسمها في "الاختيار3"؟

ورد اسمه في تسريبات "الاختيار3"... من هو عبد المجيد الشاذلي؟

مسلسل "الاختيار3".. الدراما والوثائقي

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية