القرضاوي يثير الجدل مجدداً بـ"ريح الإسلام" و"البرنيطة" والعمامة.. ما القصة؟

القرضاوي يثير الجدل مجدداً بـ"ريح الإسلام" و"البرنيطة" والعمامة.. ما القصة؟


22/12/2020

أثار الشيخ يوسف القرضاوي الجدل مجدداً بحديث يستدعي النبرة نفسها التي تستخدمها الجماعات المتشددة في التفرقة على أساس الدين، وتقسيم العالم إلى مسلمين وغير مسلمين، في محاولة لشحذ همم المتابعين، وتوجيههم إلى آراء وأفكار وتبنّي أشياء بعينها بالعزف على وتر الدين.

وقال القرضاوي، في تدوينة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": يوم تتحرك الريح في اتجاه الإسلام ـ إن شاء الله ـ سنرى عبيد الغرب وقد خلعوا "البرنيطة" الغربية ولبسوا "العمامة" الإسلامية، وراحوا يملؤون أنهار الصحف بتمجيد الإسلام وأدب الإسلام!.

 لم يُشر الشيخ سوى إلى "تحرّك الريح في اتجاه الإسلام"، وهي عبارة مطاطة تعتمد المنطق ذاته الذي تستخدمه الجماعات المتشددة في تجنيد عناصرها

وبغضّ النظر عن المنشور، الذي يميز بين المسلمين وغير المسلمين والاتباع والتبعية على أساس الملبس، في تصدير متجدد من قبل تلك الجماعات للمظهر دون الجوهر وتقديسه، فإنّ العالِم الذي يكتسب شعبية كاسحة بين المتشددين، والجماعات المتطرفة، بدا منفصلاً عن العالَم والأوضاع، غازلاً عبارة خطابية شعبوية لا تسفر عن شيء فعلي، استشرافية دون أساس علمي يستند حتى إلى الماضي، وقت ازدهار الحضارة الإسلامية وإسهاماتها العلمية.

لم يشر القرضاوي سوى إلى "تحرّك الريح في اتجاه الإسلام"، وهي عبارة مطاطة تعتمد المنطق ذاته الذي تستخدمه الجماعات الإرهابية في تجنيد عناصرها، معتمدة على لغة خطابية حول "عزة الإسلام" و"نصرة الإسلام" و"العداء للإسلام" و"الغرب الكافر"، وكلّ تلك الشعارات التي تنبثق من البوتقة نفسها التي خرجت منها أمنية القرضاوي أو تمنّيه أن تواتي الريح الإسلام.

واللافت أنّ كلّ منتمي داعش والقاعدة والإخوان المسلمين، وغيرها من جماعات التكفير، حين ينتمون وينخرطون وينتهجون نهج العنف، يعتقدون وقتها أنهم "يحرّكون ريح الإسلام"، فيما هم في الواقع يشوّهون صورته، ويعزّزون الخوف منه لدى المجتمعات الغربية، التي تقدّم غالبيتها بالعلم وإعلاء القيم لا بالشعارات الدينية.

إمعاناً في التناقض الذي ينتاب الشيخ المثير للجدل، القرضاوي، أنّه قبل يوم فقط من كتابة المنشور الأخير الخاص بريح الإسلام، كان ينتقد المسلمين الذين لا يفكّرون، ويستشهد بمقولة للفيلسوف الفرنسي الشهير رينيه ديكارت، فقد كتب القرضاوي: من قبل قال ديكارت: "أنا أفكّر، إذن أنا موجود"، وإنّي أخشى أن يقول فينا قائل: أنتم غير موجودين لأنكم لا تفكّرون.

ويبدو التناقض في أنّ انتقاد القرضاوي نفسه لخمود التفكير والفكر، أوقع فيه ذاته في اليوم التالي بمنشور عن رياح الإسلام وتبعية استعلائية في الملبس، لا تنمّ عن رغبة حقيقية في التفكير وإعلاء قيمه، ولكن في التوجيه.

وأثار منشور القرضاوي حالة من الجدل عبر "تويتر"، بين مهللين داعين لـ"نصرة الإسلام والمسلمين"، وكأننا عدنا إلى العصور الأولى لنشر الدعوة، وبين رافضين لمضمونها وقائلها.

إمعاناً في التناقض الذي ينتاب الشيخ المثير للجدل، القرضاوي، أنه قبل يوم فقط من كتابة المنشور الأخير الخاص بريح الإسلام، كان ينتقد المسلمين الذين لا يفكّرون

وليس غريباً أن يستدعي أحد المفتونين بالقرضاوي مقولة لسيد قطب، مؤسّس التيار القطبي في الإخوان، والذي تأثرت به كافة جماعات التكفير، ردّاً على مقولة القرضاوي الأخيرة. فقد نشر الناشط الجزائري عبد النور صورة لقطب كتب عليها مقولة له: كلّ من جبن عن قول كلمة الحق، تحجج بالمصلحة والمفسدة، حتى أصبحت المصلحة والمفسدة طاغوتاً يُعبد من دون الله.

وانتقد الناشط خليفة المفلحي النظرة السطحية للإسلام، قائلاً: "العمامة؟ هذه هي نظرتكم للإسلام، عمامة ولحية وثوب قصير، اهتماماتكم بالشكليات فقط، الزي مجرّد تراث وتقليد وثقافة، ولا علاقة للأديان بالزي الشعبي".

وغرّد الناشط أحمد أبو ماجد قائلاً: "دعيتم للخراب والدمار وتعاملتم مع الشياطين ضدّ أمّتكم، واليوم حالكم يرثى لها، مشرّدين ومذمومين ومدحورين، ولن يقبلكم أحد غير أردوغان، فهو يستخدمكم ضدّ أمتكم وبلدانكم..".

وكتب الناشط أبو عبد الله: "وأنتم... ـ المفلسين ـ متى بتخلعوا الطربوش العصملي البغيض؟

توزّع الاتهامات وإثارة الفتن بين المسلمين تمجيداً ولمصلحة حزبكم العفن، من أسّس حزبكم، أليس الغرب؟ من دعمكم لنشر الثورات الفاشلة وباعتراف سيدتكم هيلاري كلينتون؟ تكتب من قطر وجارتك أكبر قاعدة أمريكية".

ونشر آخر مقطع فيديو قديم للقرضاوي ينتقد فيه الولايات المتحدة لعدم دعمها للمقاتلين السوريين.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية