القتال يحتدم في ليبيا.. أبرز الأحداث

القتال يحتدم في ليبيا.. أبرز الأحداث


08/04/2019

منعت روسيا، أمس، صدور بيان عن مجلس الأمن الدولي يدعو قوات الجيش الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، لوقف هجومها على طرابلس.

وقالت مصادر لوكالة الأنباء الفرنسية: إنّ الوفد الروسي في الأمم المتّحدة طلب تعديل صيغة هذا البيان الرئاسي؛ حيث تصبح دعوة كلّ الأطراف الليبية المسلّحة إلى وقف القتال، وليس فقط قوات حفتر.

روسيا تمنع صدور بيان عن مجلس الأمن يدعو قوات الجيش لوقف هجومها على طرابلس

لكنّ الولايات المتّحدة رفضت مقترح التعديل الروسي، فأجهضت موسكو صدور البيان، ذلك أنّ بيانات مجلس الأمن تصدر بالإجماع.

وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد، الجمعة الماضي، جلسة مغلقة طارئة لبحث الوضع في ليبيا، أصدر في ختامها بياناً صحافياً، دعا فيه "الجيش الوطني الليبي"، الذي يقوده حفتر، إلى وقف هجومه على العاصمة طرابلس، محذّراً من أنّ هذا الهجوم يعرّض الاستقرار في ليبيا للخطر.

وكانت بريطانيا، التي دعت إلى عقد تلك الجلسة، قد اقترحت صدور بيان رئاسي عن مجلس الأمن، وليس بياناً صحافياً (البيان الرئاسي يتمتّع بصفة رسمية أكثر من البيان الصحفي)، لكنّ روسيا اعترضت على ذلك فغاب الإجماع وسقط المقترح البريطاني.

وتضمّن النصّ الذي اقترحته بريطانيا، واطّلعت عليه وكالة "فرانس برس"، تهديداً بمحاسبة قوات حفتر إذا لم توقف هجومها.

وجاء في النصّ البريطاني؛ أنّ مجلس الأمن يدعو قوات حفتر لوقف كلّ أنشطتها العسكرية ويحضّ كل القوات المسلّحة في ليبيا، بما فيها تلك التابعة لحكومة الوفاق الوطني، إلى العمل على عودة الهدوء.

في سياق متصل؛ دشّنت حكومة "الوفاق الوطني" الليبية، برئاسة فائز السراج، أمس، عملية عسكرية باسم "بركان الغضب"، للقيام بما وصفه بـ "تطهير كلّ المدن من الخارجين عن الشرعية"، في إشارة إلى قوات الجيش الوطني، التي تخوض قتالاً ضارياً لبسط سيطرتها على مناطق في العاصمة طرابلس، تحت اسم عملية "طوفان الكرامة".

حكومة الوفاق الوطني تدشن عملية عسكرية باسم "بركان الغضب" رداً على عملية الجيش

وقال رئيس مجموعة عمليات المنطقة الغربية التابعة للجيش الوطني، الجنرال عبد السلام الحاسي: إنّ "الأمور تسير على ما يرام"، مؤكداً لـ "الشرق الأوسط"؛ أنّ "قوات الجيش تتقدم في كل المحاور المخصصة لها باتجاه طرابلس".

ورفض الحاسي تحديد مدة لانتهاء العمليات العسكرية لتحرير طرابلس، قائلاً: "قوات الجيش لا تخوض حرباً نظامية كي نعرف متى ستنتهي الحرب، نحن نواجه عصابات"، في إشارة إلى الميليشيات المسلحة الموجودة في طرابلس.

وأعلنت وزارة الصحة بحكومة السراج حصيلة ضحايا الأحداث الجارية في المنطقة الغربية، وأحصت، في بيان أمس، 21 قتيلاً و27 جريحاً، فيما أعلن الجيش الوطني مقتل 14 من جنوده في المعارك التي دخلت اليوم يومها الرابع.

وتزامنت هذه التطورات مع تأكيد قيادة القوات الأمريكية العاملة في إفريقيا (أفريكوم)، أنها لم تتلقَ أيّ طلب للتدخل العسكري في ليبيا، قبل ساعات من إعلانها أنها أجلت، أمس، مجموعة من القوات الأمريكية من طرابلس مؤقتاً، استجابة لما وصفته بالظروف الأمنية على الأرض، وتمت عملية الإجلاء بحراً بواسطة فرقاطات.

وسبق أن أعلنت "أفريكوم"؛ أنّ مهمة هذه القوات كانت في ليبيا الدعم العسكري للبعثات الدبلوماسية، وأنشطة مكافحة الإرهاب، وتعزيز الشراكات، وتحسين الأمن في جميع أنحاء المنطقة.

في المقابل؛ أكّد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، أنّ القوات الشرقية تفاجأت بوجود عسكري أمريكي في طرابلس.

وقال المسماري، في مؤتمره الصحفي أمس: "تفاجأنا بوجود قوات أمريكية في طرابلس لحماية البعثات الدبلوماسية".

وزارة صحة حكومة الوفاق تحصي 21 قتيلاً و27 جريحاً، والجيش يعلن مقتل 14 من جنوده

وتابع المسماري قائلاً، وفق شبكة "سي إن إن": هناك 300 جندي أمريكي في العاصمة الليبية، واصفاً هذا العدد بـ "الكبير جداً".

من جهته، ندّد مجلس بلدية الزنتان بالقصف الذي تعرضت له حدوده الإدارية من قبل طيران حكومة الوفاق، مساء أول من أمس، انطلاقاً من الكلية الجوية في مصراتة بغرب البلاد، لافتاً في بيان له إلى أنّ محلة القرية الشرقية تعرضت لغارة جوية لم تسفر عن أضرار بشرية.

وشارك سلاح الجو التابع للجيش الوطني في المعارك للمرة الأولى؛ حيث أغارت مقاتلاته على تمركزات للميليشيات المسلحة بالضواحي الجنوبية طرابلس، فيما أكدت مصادر بغرفة العمليات الجوية أنّ الغارات أصابت أهدافها بدقة بالغة، بعد أن استخدمت الميليشيات الأسلحة الثقيلة بما يهدّد المدنيين، حسبما أعلنت شعبة الإعلام الحربي، التي أضافت في بيان لها أمس: "وبهذا نؤكد أننا قادرون على دكّ تمركزات العدو، وأننا القادرون على حماية المدنيين وأرواحهم وممتلكاتهم".

كما أعلنت الشعبة تحرير مجموعة من الجنود التابعين للجيش وقعت في أسر ميليشيات موالية للسراج، تزامناً مع إعلان كتيبة "طارق بن زياد"؛ أنّها وبالتعاون مع الكتيبة 128، التابعة لقوات الجيش، تمكّنت من أسر عدد من الميليشيات الإرهابية في منطقة وادي الربيع، وآليات مسلحة.

وعبر فيديو مصوّر؛ توعد هيثم التاجوري الذي يقود ما يعرف باسم "كتيبة ثوار طرابلس"، الجيش الوطني بالهزيمة، وزعم التاجوري، الذي كان يرتدي ملابس رياضية ويقود سيارة عسكرية، بمحور عين زارة جنوب طرابلس، بأنّ الميليشيات لم تستخدم إلا قليلاً من قوتها.

كما انضم إبراهيم الجضران، الرئيس السابق لجهاز حرس المنشآت النفطية، المدرج على قائمة العقوبات الدولية والأمريكية، إلى السراج بعدما تحدث عن "النصر العظيم الذي حققته قواته في المنطقة الغربية على حساب قوات الجيش".

وادعى الجضران، في بيان أول من أمس؛ أنّ هدف قوات الجيش محاربة الشعب الليبي بكلّ مكوناته، وإجهاض ثورة 17 شباط (فبراير)، داعياً من وصفهم بشرفاء ليبيا إلى الوقوف معه ضد حفتر.

ودخل القيادي المتطرف، شعبان، هدية رئيس "غرفة عمليات ثوار ليبيا"، على الخطّ، بتلميحه عبر بيان مقتضب إلى "وجود خيانة في صفوف قوات السراج".

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية