اتفق زعماء عشائر محافظة الأنبار العراقية على معاقبة أبناء العشائر الذين التحقوا بداعش، والاقتصاص منهم على ما اقترفت أيديهم.
وأكّد شيوخ العشائر، في اجتماع ضمّ عدداً كبيراً من شيوخ عشائر (البو محل)، ومنطقة القائم والنواحي المحيطة بها، على عدم التسامح مع الذين بايعوا تنظيم داعش، حسب ما ذكرت وكالة "فرانس بريس" للأنباء.
عشائر محافظة الأنبار تتفق على معاقبة أبناء العشائر الذين التحقوا بداعش والاقتصاص منهم
ويقول القائد السابق للعمليات العسكرية في الأنبار اللواء إسماعيل المحلاوي "إنّ بعض أبناء العشيرة انضموا لتنظيم داعش، رغم أنّ لعشيرتهم تاريخاً طويلاً في مقاومة الإرهابيين".
ونوّه المحلاوي، الذي ساهم مع فرقته في طرد تنظيم داعش من المحافظة، إلى أنّه "لم يجد أحداً من أبناء العشيرة الإرهابيين؛ لأنّهم فرّوا إلى عمق الأراضي السورية"، مضيفاً "سنقتص منهم القصاص العادل، من أجل حقّ أبناء العشائر الذين أُصيبوا وظُلموا وهجِّروا، ونُهبت منازلهم ودمِّرت"، مضيفاً إلى أنّ عناصر التنظيم استولوا على منزله.
المحلاوي: بعض أبناء العشائر انضموا لتنظيم داعش، رغم أنّ لعشيرتهم تاريخاً طويلاً في مقاومة الإرهابيين
وأكّد مسؤول أمني في الأنبار أنّ عمليات الثأر بدأت بالفعل في ناحية العبيدي، وعلى نطاق أوسع في منطقة القائم، لافتاً إلى أنّ مقاتلي عشيرة "البو شرجي" في ناحية العبيدي، أقدموا مؤخّراً على تفجير بيت أحد أبناء العشيرة الذين انضموا إلى داعش، بعد أن أعلنت براءتها منه.
وهي حالة الانتقام الأولى في ناحية "العبيدي"، لكنّها ليست الأولى على مستوى محافظة الأنبار؛ إذ سبق أن تم تدمير منازل لعناصر في تنظيم داعش في الرمادي والقرى المحيطة بها.
وكشف رئيس مجلس قضاء "هيت" بالأنبار محمد المحمدي؛ أنّ "بعض العائلات المتضرّرة من داعش طالبت، قبل شهور، بطرد عائلات عناصر داعش من مدينة هيت".
ويضيف؛ "حصل تفجير لمنزل عنصر في داعش، وأحرق منزلاً آخر، فضلاً عن استهداف عائلات عناصر من داعش بالقنابل الصوتية، ما دفع البعض إلى الخروج من المدينة".
ويقول المقاتل فيصل رافع، أحد أبناء العشائر، حاملاً بندقية كلاشنيكوف: إنّ "إرهابيي داعش دمروا منازلنا، وسلبونا كلّ شيءٍ؛ لأنّنا نقاتل الظلم والإرهاب".
وكان تنظيم داعش قد اجتاح العراق في العام 2014، وسيطر على ما يقارب ثلث مساحة البلاد.
يذكر أنّ التنظيم قتل الآلاف من المدنيين منذ سيطرته على مناطق في العراق وسوريا، قبل طرده على يد الجيش العراقي وقوات الحشد، في آب (أغسطس) الماضي.