العراق يجتاز عتبتين: نجاح الانتخابات وتوقيف نائب زعيم داعش.. ماذا بعد؟

العراق يجتاز عتبتين: نجاح الانتخابات وتوقيف نائب زعيم داعش.. ماذا بعد؟


11/10/2021

غداة احتفال العراق رمزياً بالقفز على تحدي الانتخابات النيابية المبكرة، والتي مرت دون عراقيل أمنية، في أجواء يغلب عليها الترقب والقلق، أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي عن توقيف نائب زعيم تنظيم داعش سامي جاسم، وهو مسؤول المال في التنظيم وأحد أبرز قياداته، في عملية خارج حدود البلاد.

ومنح الإعلان الأخير قوة دفع إضافية لآمال حلحلة المشهد العراقي وركونه نحو الاستتباب الأمني والاستقرار السياسي، وإن كان ذلك لا يمنع التحديات الكثيرة التي تنتظر العراق، لكنها تعكس أنّ مساراً صحيحاً، أو يبدو كذلك، تمضي فيه الدولة أخيراً.

الكاظمي: في الوقت الذي كانت فيه عيون أبطالنا في القوات الأمنية يقظة لحماية الانتخابات، كانت ذراعهم الأصيلة في جهاز المخابرات تنفذ واحدة من أصعب العمليات المخابراتية خارج الحدود

ويرى مراقبون أنّ القدرات الأمنية المُحسنة في العراق لا تعني استتباباً كاملاً، والسلاح ما يزال في أيادٍ غير يد الدولة، سواء في إشارة إلى الميليشيات الموالية لإيران أو بعض العوائل، والأولى هي التحدي الأكبر.

ورغم ذلك، فقد حقق العراق بدعم دولي ومساندة كبيرة قفزات لم يكن من الوارد تحقيقها، واللافت تضافرها معاً، ففيما يُعد المشهد الانتخابي في ذاته مدعاة للفخر وإنجازاً لحكومة الكاظمي، جاء توقيف جاسم ليعزز الثقة في القدرات الأمنية العراقية، وإن كانت تفاصيل العملية أو حدود أدوار خارجية فيها لم تعلن بعد.

اقرأ أيضاً: الكشف عن نسبة المشاركة المتدنية في الانتخابات العراقية.. هل حسم الصدريون النتيجة؟

وكتب الكاظمي في تدوينة عبر تويتر: في الوقت الذي كانت فيه عيون أبطالنا في القوات الأمنية يقظة لحماية الانتخابات، كانت ذراعهم الأصيلة في جهاز المخابرات تنفذ واحدة من أصعب العمليات المخابراتية خارج الحدود، للقبض على المدعو سامي جاسم، مشرف المال لتنظيم داعش ونائب المقبور أبو بكر البغدادي، بوركت سواعد الأوفياء، عاش العراق.

وكان الكاظمي قد غرد خلال الانتخابات أمس قائلاً: "أتممنا بحمد الله واجبنا، ووعدنا بإجراء انتخابات نزيهة آمنة، ووفرنا الإمكانات لإنجاحها".

اقرأ أيضاً: الانتخابات العراقية: مقتل جندي عراقي وإصابة آخر بالخطأ.. ما القصة؟

وأضاف: "أشكر شعبنا الكريم، أشكر كل الناخبين والمرشحين والقوى السياسية والمراقبين والعاملين في مفوضية الانتخابات والقوى الأمنية البطلة التي وفرت الأمن، والأمم المتحدة والمرجعية الدينية الرشيدة".

وكان ضابط أمني قد قُتل وأصيب اثنان آخران في هجوم على مركز اقتراع في بلدة ساتي، بعد انتهاء التصويت على الانتخابات العامة العراقية المبكرة يوم الأحد، وقال المسؤولون الأمنيون إنّ الهجوم وقع في حي الرشيد على بعد 270 كيلومتراً شمال بغداد، بحسب تصريح لـ"سي إن إن".

وأعلنت مفوضية الانتخابات العراقية، غداة الانتخابات، أنّ نسبة التصويت الأولية في الانتخابات التشريعية التي أجريت أمس بلغت 41%.

وقالت مفوضية الانتخابات في بيان، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء العراقية "واع": إنّ "عدد المصوتين بلغ نحو 10 ملايين"، وإنّ نسبة المشاركة في التصويت من قبل الناخبين بلغت 46% في أربيل، و37% في السليمانية، و44% في كركوك.

وبلغت نسبة التصويت في البصرة 40%، وذي قار 42%، في حين بلغت في النجف 41% وكربلاء 44%، بينما ارتفعت في بابل وديالى إلى 46%، وسجلت دهوك نسبة التصويت الأعلى حيث بلغت 54% من الناخبين المسجلين فيها.

أعلنت مفوضية الانتخابات العراقية، غداة الاقتراع، أنّ نسبة التصويت الأولية فى الانتخابات التشريعية التي أجريت أمس بلغت 41%

وانتخب العراقيون أمس 293 نائباً من بين أكثر من 3200 مرشح، على الطريقة الفردية، وسط إجراءات غير مسبوقة لضمان نزاهة العملية الانتخابية، وتخويل كامل للجيش للإشراف على الصناديق وتأمين نقلها.

وكان الرئيس العراقي برهم صالح قد صرح أمس بأنّ إتمام الانتخابات نقطة شروع باتجاه الإصلاح الذي ينشده الشعب، وذكر صالح في تغريدة له، تابعتها وكالة الأنباء العراقية (واع)، أنّ "إتمام الانتخابات نقطة شروع باتجاه الإصلاح الذي ينشده الشعب، وتأكيد على خياره الديمقراطي".

اقرأ أيضاً: العراق: بدء الاقتراع في الانتخابات التشريعية وسط إجراءات أمنية مشددة

وأضاف: "تنتظرنا مهمة جسيمة لتشكيل سلطات معبّرة عن إرادته تُحقق تطلعاته نحو مستقبل أفضل"، وختم صالح بالقول: "نشكر الحكومة والأجهزة الأمنية ومفوضية الانتخابات والمراقبين الدوليين لتهيئة مستلزمات النجاح لهذا اليوم التاريخي".

من جانبه، قال  زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر: إنّ الانتخابات أجريت أمس بنجاح باهر من الناحية الأمنية والمهنية. 

وقال الصدر في تغريدة تابعتها وكالة الأنباء العراقية (واع): "قد وعدناكم بانتخابات مبكرة، وأوفينا بفضل الله ومنته، وها هي تمر علينا بنجاح باهر، من الناحية الأمنية والمهنية، ولله الحمد".

وأضاف: "شكراً لله وآلائه وأفضاله، وشكراً للقائمين عليها، وشكراً للناخبين، والشكر موصول  للأخ الكاظمي وللمرجعية ولعشائرنا الأصيلة ولمحبي الإصلاح".

اقرأ أيضاً: "جماعة العدل والإحسان": واجهة إخوانية جديدة في العراق

وتتوالى الاتصالات بزعماء العراق لتهنئتهم بنجاح العملية الانتخابية، التي كانت تمثل تحدياً في ظل محاولات تنظيم داعش العودة وتنفيذ عمليات من وقت إلى آخر، فضلاً عن الصواريخ التي تطلقها ميليشيات تابعة لإيران.

وقد جاءت عملية توقيف القيادي الداعشي البارز لتمثل ضربة جديدة في وقت حيوي للتنظيم ومحاولات فلوله، ويبقى التحدي الأكبر فيما سيتمخض عنه مشهد الانتخابات وطبيعة القوى المكونة للبرلمان ومن ثم الحكومة، ومدى قربها أو بعدها عن إيران.

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية