الصين تعزز التقارب التجاري في العالم.. ودبي شريكها المحوري

الصين تعزز التقارب التجاري في العالم.. ودبي شريكها المحوري


17/07/2018

عارف أميري

يعيش المشهد المالي العالمي حالة تغير مستمر، وباتت الأسواق الناشئة اليوم من أكثر الوجهات جاذبية للاستثمار وتحقيق طموحات النمو.

وعلى وجه الخصوص، تواصل منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، التي تتمتّع دبي بموقع محوري فيها، ترسيخ مكانتها كونها مركزاً عالمياً للنمو، حيث توفر فرصاً هائلة للشراكات العالمية التي تعزز النمو الاقتصادي.

ومن خلال مبادرة الحزام والطريق، تعمل الصين على توطيد أواصر التجارة العالمية، وتسهم استثماراتها الضخمة في البنية التحتية في دفع عجلة النمو، والتحول الاقتصادي على مستوى المنطقة.

وتعد منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا عنصراً مهماً ضمن مبادرة «الحزام والطريق»، في ظل تعدادها السكاني الضخم، الذي يبلغ ثلاثة مليارات نسمة، بجانب ناتجها المحلي الإجمالي المجمع، الذي يبلغ 7.7 تريليونات دولار.

وهنا يكمن دور مركز دبي المالي العالمي الذي يتمتع بموقع استراتيجي في قلب المنطقة، ويوفر منصة مالية ذات إمكانات فريدة، ما يؤهله للعب دور مهم بوصفه شريكاً رئيساً لتحقيق أهداف المبادرة.

ولا شك أن البيئة التنظيمية المواتية للمركز وقوانينه الراسخة والهيكليات المبتكرة التي يتيحها توفر المنصة المثالية والموثوقة للمؤسسات الصينية التي تتطلع إلى إطلاق وإدارة استثماراتها وعملياتها على امتداد الممر الاقتصادي الجنوبي-الجنوبي.

وتجمع بين الإمارات والصين علاقة شراكة تجارية راسخة، حيث وصلت قيمة التجارة المتبادلة بين البلدين إلى نحو 60 مليار دولار في العام 2017.

والأهم من ذلك، أن قرب دبي من القارة الأفريقية يعد عاملاً رئيساً في توسيع العلاقات التجارية الثنائية بين الإمارات والصين. في الواقع، تعد الصين الآن الشريك التجاري الأول لدبي في مجال التجارة غير النفطية، ومع انتقال الثروات عبر «حزام طريق الحرير الاقتصادي» البري، و«طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين»، نتوقع أن نشهد تعاوناً متنامياً هائلاً في صناعة الخدمات المالية.

وبينما تواصل الشركات العاملة على امتداد منطقة «الحزام والطريق» البحث عن وجهة موثوقة من حيث الأطر التنظيمية، والحماية القانونية، والهياكل، ومنتجات التمويل التجاري، يمضي مركز دبي المالي العالمي نحو تعزيز مكانته الرائدة بوصفه الوجهة المفضلة لهذه الشركات واستثماراتها الداخلية والخارجية اللاحقة.

واحتلت الإمارات، مؤخراً، المركز الثالث في مؤشر عالمي لأكثر الدول استفادة من مبادرة «الحزام والطريق». وتستند قصة نجاح الإمارات والصين على الاستثمار المستدام والتعاون الوثيق بوتيرة لا مثيل لها في تاريخ العلاقة بينهما، ويلتزم مركز دبي المالي العالمي بتعزيز دوره بوصفه محركاً رئيساً للنمو في إطار التزام الدولة بالعمل مع الصين في تحقيق أهداف المبادرة.

وقد أدركت الشركات الصينية فعلاً التزام دبي ومركز دبي المالي العالمي تجاه هذه الرؤية، وخير دليل على ذلك وجود أكثر من 4000 شركة صينية، حالياً، تتخذ من دبي مقراً لأعمالها، كما اختارت بعض أشهر المؤسسات الصينية من المركز قاعدة لعملياتها الإقليمية.

في البداية، نجحت البنوك الأربعة الكبرى في الصين من حيث إجمالي الأصول، بنك الصين، والبنك الزراعي الصيني، والبنك الصناعي والتجاري الصيني، وبنك الصين للتعمير، في ترقية تراخيصها المصرفية من مجرد شركات تابعة إلى فروع قائمة بذاتها في المركز. وفي العام الماضي، تم تعيين البنك الزراعي الصيني بوصفه بنك مقاصة لتعاملات اليوان في دبي، لتكون بذلك إحدى الوجهات القليلة المختارة لهذا الغرض على مستوى العالم.

وتعمل البنوك الصينية على إدارة مصالحها في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، إحدى أكثر المناطق أهمية في مبادرة الحزام والطريق، من مركز دبي المالي العالمي. وفي الآونة الأخيرة، توسعت هذه البنوك نحو أسواق أوروبا الشرقية، ما زاد من استخدام الإطار التنظيمي والقانوني الدولي للمركز.

كما ينتظر الشركات الصينية العاملة في قطاعات الإنشاءات والطاقة والتعليم والرعاية الصحية والضيافة والتكنولوجيا المالية، والشركات التي تتطلع للإسهام في مسيرة التنمية الاقتصادية بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، فرصاً كبيرة لا مثيل لها.

وتعد الدول التي تشكل هذه المنطقة من أسرع الأسواق نمواً في العالم، وتحتاج إلى تطوير واستثمار واسع النطاق في قطاع البنية التحتية، مدعومة بقطاع خدمات مالية سريع النمو، ينعم بالاستقرار والتنظيم الجيد.

وهنا يأتي دور مركز دبي المالي العالمي، الذي يتمتع بإطار قانوني وتنظيمي معترف به عالمياً، كما يحتضن مجتمعاً حيوياً من الشركات المالية وغير المالية، وبالتالي فهو يمتلك كل الإمكانات التي تؤهله للعب دور بارز في دفع عجلة التجارة والاستثمار بين الصين والأسواق الناشئة في المنطقة، وبالتالي مساعدة الصين على توسيع آفاق تجارتها واقتناص فرص اقتصادية جديدة.

وبينما تعمل الصين على تسريع وتيرة الاستثمار في مبادرة «الحزام والطريق» لتعزيز الازدهار الاقتصادي وتشجيع المزيد من التعاون بين البلدان الواقعة على امتداد طريق الحرير الجديد، سيلعب مركز دبي المالي العالمي دوراً حيوياً كونه شريكاً كفئاً، وجديراً بالثقة لتحقيق الأهداف المنشودة على هذا الصعيد.

عن "البيان"


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية