الصراع السياسي وآفاق الاستقرار في السودان

طه هارون حامد

يعد الصراع السياسي والتحالفات السياسية من أبرز العوامل التي تؤثر على استقرار البلاد ، خاصةً عندما يكون الهدف الرئيسي هو البقاء في السلطة وإبقاء منافسين سياسيين في الهامش ومحاولة إبعادهم عن الحياة السياسية بالكامل. في السودان ، على سبيل المثال ، شهدت البلاد عدة فترات من الاضطراب السياسي الذي تسبب في تقسيمات وانقسامات عميقة داخل المجتمع ، وكانت هذه الانقسامات في العديد من الأحيان مرتبطة بأعمال التحالفات والاصطفافات السياسية.

التحالفات والاصطفافات السياسية:

تعتمد التحالفات والاصطفافات السياسية عادةً على انتماءات عرقية أو إثنية أو حزبية أو دينية ، وتستند على أهداف مشتركة بين أفراد أو جماعات معينة. ومن المألوف أن يسعى السياسيون إلى تشكيل تحالفات قوية تمكنهم من الحفاظ على السلطة ومنع منافسيهم من الوصول إليها. يمكن أن تتمثل هذه التحالفات في تكتلات سياسية تضم أحزاباً أو أفراداً معينين يسعون لتحقيق أهداف سياسية مشتركة.

في حالات عديدة ، يؤدي التحالف السياسي المبني على أساسات تقسيمية إلى تفاقم التوترات داخل المجتمع وإلى تقويض الاستقرار السياسي والاقتصادي. يمكن أن يتحول الصراع السياسي المستمر إلى صراعات مسلحة أو أزمات إنسانية خطيرة ، مما ينعكس سلباً على حياة السكان وعلى مستقبل البلد بأكمله.

التجريد وعزل الآخرين:

تعتبر محاولات التجريد والعزل من سودانيتهم أو من حقوقهم المدنية والسياسية جزءاً من أدوات الصراع السياسي. عادةً ما يتم استخدام هذه الطريقة لتقويض شخص معين أو جماعة سياسية بغية السيطرة الكاملة على السلطة أو لمنع تنافسهم. يمكن أن يكون هذا النوع من الصراع سبباً في تفاقم الانقسامات الاجتماعية والعرقية وتحريض المشاعر القومية والدينية.

الآثار السلبية على الاستقرار:

إن عدم الوعي والتثقيف بأضرار الحروب والتشريد واللجؤء والنزوح السكاني يعزز من حدوث دوامة من عدم الاستقرار في البلاد. عندما يفقد الناس مقومات الحياة الأساسية مثل الصحة والسعادة والأمان والتعليم الاساسي(الابتدائي) والأمن الغذائي ، يصعب عليهم بناء مستقبل مستدام ويزدادون عرضة للانجراف نحو المزيد من الصراعات والصراعات الداخلية.

أهمية التوعية والتثقيف:

لتجنب هذه الدوامة الشريرة الخطيرة ، يجب تعزيز التوعية والتثقيف حول أضرار الصراعات السياسية والتشريد والحروب. يجب أن يشمل التوعية جميع شرائح المجتمع بما في ذلك الأطفال ، وذلك لتعزيز السلم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.

اخيرا:

يجب أن يتخذ القادة السياسيون في السودان وفي كافة أنحاء العالم خطوات جدية نحو تعزيز الحوار والتفاهم وبناء التحالفات السياسية المبنية على المصلحة العامة واحترام الحقوق والحريات الأساسية للجميع. إن تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي يعتمد بشكل كبير على العمل المشترك والمتواصل لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز ثقافة السلم والاحترام المتبادل وحقوق الإنسان.

عن "الراكوبة"