السودان: تحرير الجيش من الإخوان والشمولية

تحرير الجيش من الكيزان والشمولية

السودان: تحرير الجيش من الإخوان والشمولية


18/01/2024

يوسف السندي

هنالك موقفان تشكلا قبل الحرب وبعد اندلاعها، هما اللذان يقودان الى هزيمة الجيش الان سياسيا داخليا ودوليا.

موقف قبل اندلاع الحرب مباشرة هو: إنسحاب الجيش من توقيع الاتفاق الاطاري، وهو الاتفاق المرعي دوليا، والمؤسس لإنهاء الانقلاب وقيام الحكم المدني، مع توقيع الدعم السريع عليه.

موقف بعد اندلاع الحرب هو: سيطرة الكيزان وكتائبهم وقواتهم الخاصة واعلامهم على الجيش وتحركاته وعلى حكومة الانقلاب، وهم التنظيم السياسي الذي اسقطته ثورة الشعب السوداني.

اذا اراد الجيش ان يخرج من هذه الهزيمة السياسية فالطريق امامه واضح، وهو ان يتحول إلى (جيش قومي مهني بعيد عن السياسة)، ولتحقيق هذا الهدف فعلى الجيش القيام بخطوتين هما:

– التوقيع على سلام جدة او الايقاد او تقدم، وجميعها منابر تعتمد إنهاء الحرب عبر حل سياسي شامل يوقف الحرب ويعيد الحكم للمدنيين ويوحد الجيش ويذهب به الى ثكناته.

– الثانية: فك ارتباطه بالكيزان (الإخوان): القبض على كل قيادات الكيزان الهاربة من السجون، تفكيك كتائب البراء وهيئة العمليات والدفاع الشعبي وكل تنظيمات الكيزان العسكرية بقرارات رسمية ومعلنة.

لن يجد الجيش اي تعاطف دولي سياسي وهو لا يذكر عودة الحكم المدني وإنهاء الانقلاب الا في سياق عابر، وغير أصيل.

النقطة المركزية والجوهرية لدى كل الدول والمؤسسات الدولية في مقاربتها لعلاج أزمة السودان هي إنهاء الانقلاب، توحيد الجيش، إخراجه من السياسة، واقامة حكم مدني ديمقراطي، اذا لم يخاطب الجيش هذه النقطة بصورة مستمرة وواضحة فإنه لن يجد اذان صاغية لدى هذه الدول والمنظمات، وسوف يعامل باعتباره جيش دكتاتوري، يستهدف بهذه الحرب إذلال شعب السودان وحرمانه من حقه الطبيعي في حكم نفسه.

كما ان احتضان الجيش لتنظيم الاسلاميين وكتائبه المتطرفة، بعد ثورة شعبية مدنية سلمية أسقطت هذا التنظيم وفككت كتائبه، يمثل موقفا مستفزا للقوى السياسية والمدنية الثورية، ويجعلها من المستحيل ان تذهب تجاه الجيش وهو مخترق بهذه الطريقة بواسطة الكيزان.

كما يمثل في نفس الوقت موقفا شموليا متطرفا ومتحديا للعالم الحر الذي دعم ثورة الشعب السوداني ونظر اليها بشيء من الاعجاب والانبهار، و يجعل من العسير جدا ان تتعامل الأسرة الدولية مع الجيش بصداقة وود، وهو يحتضن هذا التنظيم المتطرف، ويبدد احلام الشعب واماله في القضاء على الشمولية الكيزانية وبناء دولة الحرية والسلام والعدالة.

لو ان هناك مشفق على الجيش، فهو سيرى عمق المأساة التي هو غارق فيها، ويدعوه الى التحرر من قبضة الكيزان، ومن عقلية الشمولية، وينصحه بالتحول لجيش وطني قومي هدفه حماية الشعب لا حكمه واذلاله، فبهذا المفهوم فقط يكون جيشا للسودان وقواتا للشعب وليس حزبا سياسيا مسلحا يستغله الشموليين لتفجير السودان وتدميره.

عن "الراكوبة"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية