
شملت وزارة الشؤون الإسلامية في الكويت الحسينيات بإجراءاتها لإحكام تنظيم دور العبادة ضمانا لاقتصارها على دورها الأصلي الروحي والديني بالأساس وعدم توظيفها في أي استخدامات أخرى سياسية أو دعائية أو غيرها.
ودعت الوزارة، التي كانت قد وجهت قبل أيام مجموعة من التعليمات للقائمين على شؤون المساجد بشأن وجوب الالتزام بالترتيبات التنظيمية لاستخدامها، القائمين على الحسينيات والمجالس الحسينية إلى التسجيل في المنصة الإلكترونية التابعة لها موضّحة أنّ الخطوة تأتي سعيا لتفعيل دور تلك المعالم الدينية المنصوص عليه في مرسوم إنشائها ولتنظيم المباني ذات النشاط الديني.
وقالت في منشور على موقعها في منصة إكس إن الهياكل التابعة لها ستقوم بالتواصل مع القائمين على الحسينيات لترتيب وتنظيم أعمالهم ضمن الإطار القانوني والإداري للوزارة.
كما حثت الوزارة القائمين على الحسينيات والمجالس الحسينية على المسارعة بالتسجيل خلال المدة المعلنة لمساعدة الوزارة على القيام بأعمالها بما يخدم انسيابية عمل الحسينيات وفق الإطار القانوني المعمول به.
ونقلت صحيفة “الرأي” المحلية عن الوزير محمد الوسمي قوله إنّ هذه الخطوة تأتي في إطار التنظيم القانوني والإداري للحسينيات وتحديد الجهة المسؤولة عنها إجرائيا، فضلا عن إحصاء وحصر الأعداد وفق بيانات محدّثة ودقيقة.
وأضاف الوزير أنّه من المقرر بعد انتهاء المدة التي أعلنت عنها الوزارة إصدار لائحة تنظم الأعمال الإدارية والمالية الخاصة بالحسينيات، وفقا لقوانين ولوائح الوزارة، بحيث ستكون هناك سجلات وميزانيات مالية تراجع سنويا ودوريا من قبل وزارة الشؤون الإسلامية بما يعزّز عوامل الحوكمة الرشيدة في العلاقة بين الوزارة والمراكز الدينية.
وأشار إلى أنه وفقا للتنظيم المرتقب ستكون الحسينيات تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية حيث سيتم تصنيفها كـ”مركز ديني” وبالتعاون مع الجهات ذات الصلة فيما من المخطط في مرحلة لاحقة إصدار رخصة ذكية للحسينيات ضمن شبكة الربط مع جميع الجهات ذات العلاقة بإجراءاتها.
وتكمل هذه الإجراءات ما كانت وزارة الداخلية الكويتية قد أصدرته قبل أقل من سنة للقائمين على الحسينيات من تعليمات إجرائية من بينها الالتزام بوضع علم خارجي واحد على المعالم بالإضافة إلى منع وضع الراية أو العلم على المنازل وعدم رفع أي شعارات أو رايات أو لوحات قماشية على أي حسينية.
كما شددت الوزارة على ضرورة إزالة أي خيام أو أكشاك يتم وضعها خارج سور الحسينيات، مؤكدة أنها سوف تقوم بتطبيق القانون بكل حزم على كل من لا يلتزم بالقوانين المنظمة.
وحصرت الوزارة عملية تنظيم حركة السير في محيط الحسينيات برجال الأمن ومنعت مشاركة المتطوعين في أي نشاط تنظيمي خارج سور الحسينية مثل توجيه سير المركبات أو تنظيم عمليات جلوس الزائرين في الساحات الخارجية.
ودعت مشرفي الحسينيات إلى التعاون المطلق مع رجال الأمن أثناء إقامة الشعائر وطلب المساعدة منهم عند الحاجة.
وكانت وزارة الشؤون الإسلامية قد أصدرت مؤخرا تحذيرا لأئمة المساجد من الخوض في الشؤون السياسية بأي شكل من الأشكال وطالبتهم بعدم التعرض للدول ومسؤوليها ومؤسساتها، لا تصريحا ولا تلميحا.
وجاء ذلك في إطار جهود كويتية متواصلة لضبط الفضاء الديني الذي لم يخل في بعض الفترات من التداخل مع الشأن السياسي في ظل سعي بعض القوى، من إخوان مسلمين وسلفيين وغيرهم، لتوظيفه في خدمة مصالحها وترويج أفكارها نظرا لتأثيره في المجتمع الميال في غالبيته للتدين والمحافظة.
وورد في تعميم إداري وجهه وكيل الوزارة المساعد لقطاع المساجد بدر العتيبي إلى مديري إدارات المساجد بالمحافظات بشأن الضوابط الإدارية لكافة مساجد الدولة والعاملين فيها، تذكير بوجوب الالتزام بمواعيد فتح وإغلاق المساجد وعدم السماح بإدخال المصاحف والكتب والنشرات والمطبوعات إلا بعد اعتمادها من قبل الوزارة في كافة مساجد الدولة، بما فيها المساجد الموقوف عليها سواء للوقف السني أو الوقف الجعفري.
ومنعا لاستخدام الأئمة والمؤذنين لأزياء ذات شحنات وتعبيرات جانبية وافدة في بعض الأحيان (الزي الأفغاني مثلا) نبّه التعميم إلى ضرورة الحرص على مظاهر الوقار وكرامة الوظيفة والالتزام بالزي الرسمي لأهل البلد، الدشداشة والغترة، أثناء تأديتهم لمهام الوظيفة.
العرب