تحت رعاية ملك المملكة العربية السعودية، سلمان بن عبد العزيز، انطلق قطار الحرمين السريع، بسرعة 300 كيلومتر في الساعة، أمس، في أولى رحلاته عبر خطّ سككي مزدوج، يربط خمس محطات فى كلٍّ من مكة المكرمة، وجدة، ومطار الملك عبد العزيز الدولي، ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية، والمدينة المنوّرة بطول 450 كلم.
واستغرق العمل على المشروع؛ الذي كلّف مليارات الدولارات عدة أعوام، وعملت فيه شركات سعودية ودولية، وعلى الأخصّ صينية وإسبانية، وفق ما نقلت شبكة "بي بي سي".
القطار يربط كلّاً من مكة المكرمة وجدّة ومطار الملك عبد العزيز ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية والمدينة
ويتوقع أن يبدأ تسيير القطارات، في الأسبوع الأول من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
وتتراوح أسعار التذاكر بين 20 و250 ريالاً سعودياً، ويقطع أسطول القطارات المكوَّن من 35 قطاراً، و8 رحلات يومياً، تزداد تدريجياً لتبلغ 12 رحلة العام المقبل.
وقالت السلطات السعودية: إنّ 70% من الموظفين، الذين يديرون شبكة القطارات ويبلغ عددهم 3 آلاف موظف، مواطنون سعوديون.
وتستغرق الرحلة بين مكة وجدة بالقطار الجديد حوالي 21 دقيقة، بينما تقطع القطارات المسافة بين جدة ومطار الملك عبد العزيز في 14 دقيقة، أما الرحلة بين مكة والمدينة فستستغرق أقل من ساعتين ونصف الساعة.
ويتوقع أن يخدم المشروع 60 مليون مسافر سنوياً، عندما يكتمل جدول الرحلات بحلول الربع الأول من العام 2019.
وأوضح الدكتور وزير النقل السعودي، نبيل بن محمد العامودي، في تصريح صحفي نقلته وكالة الأنباء السعوية "واس"؛ أنّ هذا المشروع يمثل ترجمة حية لجهود المملكة ودورها الإسلامي الفاعل في خدمة الحرمين الشريفين وزائريهما، من الحجاج والمعتمرين، فضلاً عن حرص المملكة الراسخ على خدمة ضيوف الرحمن، واعتبارهم أولوية يتشرف بخدمتهم كلّ مواطن سعودي، ولا يتوانى عن تقديم ما ييسّر لهم أداء مناسكهم.
سرعة القطار تبلغ 300 كيلومتر في الساعة والمسافة التي يقطعها تقدَّر بـ 450 كلم
أما عن التصميم الهندسي للمشروع؛ فيوضح رئيس هيئة النقل العام، الدكتور رميح بن محمد الرميح، أنّ إدارة المشروع حرصت على تصميم المحطات بطابع معماري فريد، مُستلهَم من الطراز المعمارى الإسلامي، مشيراً إلى أنّ تنفيذ هذا المشروع العملاق تمّ على ثلاث مراحل، على أيدي تحالف من الشركات الوطنية والدولية.
وتتبنى حكومة المملكة العربية السعودية عدة مشروعات؛ في إطار "رؤية 2030"، التي تضع نصب أعينها مضاعفة أعداد زوار المشاعر المقدسة، لتواصل المملكة أداء مسؤوليتها تجاه الحرمين الشريفين، ولتؤكد مكانتها الراسخة لدى الأمة الإسلامية.