الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر يشكر الشيخ محمد بن زايد: علاقاتنا متينة

الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر يشكر الشيخ محمد بن زايد: علاقاتنا متينة


28/01/2021

قال الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر: "تربطنا مع الإمارات علاقة قوية يعود تاريخها للصداقة الوطيدة مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتستمر اليوم من خلال المبادرات الخيرية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ودعمه، وبفضل تلك الجهود، أصبحت الإمارات اليوم حليفاً قوياً في مكافحة مرض دودة غينيا والأمراض ‏المدارية المهملة الأخرى.. ومعاً، شكلت كل من الإمارات ومركز كارتر علاقة قوية تجاوزت الأجيال".

وترتبط الإمارات والولايات المتحدة بشراكات إستراتيجية وعلاقات ثنائية وتحالف يزداد قوة، ولقرابة خمسة عقود، سطرتا مسيرة تاريخية ناجحة قائمة على التعاون المتبادل.

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان

وبدأت هذه العلاقات المثمرة في فترة السبعينيات في العام التالي لتأسيس البلاد، عندما أعلن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في 2 كانون الأول (ديسمبر) 1971 عن تأسيس اتحاد الإمارات العربية المتحدة، وانتُخب بإجماع حكامها أول رئيس للدولة الجديدة.

سجل حافل بين الإمارات والولايات المتحدة

وسطرت الدولتان سجلاً حافلاً من العلاقات المتميزة يعززه الجانبان، بحوار إستراتيجي عنوانه الشراكة والتكامل والتنسيق من أجل الأمن والتنمية والسلام ومكافحة الإرهاب، وفق موقع "العين الإخباري".

وفي عام 1980 أعلن الرئيس الأمريكي جيمي كارتر "مبدأ كارتر"، الذي ينص على السماح للولايات المتحدة باستخدام القوة العسكرية للدفاع عن مصالحها في منطقة الخليج العربي.

ترتبط الإمارات والولايات المتحدة بشراكات إستراتيجية وعلاقات ثنائية وتحالف يزداد قوة، ولقرابة خمسة عقود، سطرتا مسيرة تاريخية ناجحة قائمة على التعاون المتبادل

وفي تموز (يوليو) 2015، أطلقت الولايات المتحدة والإمارات مركز "صواب"، وهو برنامج متعدد الجنسيات للمراسلة والمشاركة عبر الإنترنت، ويهدف لمواجهة الدعاية المتطرفة، حيث يعمل الخبراء الإماراتيون والأمريكيون في المركز جنباً إلى جنب باللغتين العربية والإنجليزية.

ومؤخراً، أعرب الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر عن شكره وتقديره للدعم الاستثنائي الذي قدمه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لمكافحة الأمراض المدارية المهملة.

وكان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قدّم 10 ملايين دولار لدعم مركز كارتر في الولايات المتحدة الأمريكية، ضمن مبادرته لمكافحة الأمراض المدارية المهملة، وذلك تزامناً مع اليوم العالمي السنوي الثاني للأمراض المدارية المهملة الذي يصادف بعد غد السبت 30 الجاري، والذي يهدف إلى تعزيز الوعي العالمي بالحاجة الملحة للقضاء على أمراض المناطق المدارية المهملة.

ويتيح هذا الدعم مواصلة التعاون في دعم قضايا الصحة العالمية خاصة القضاء على داء دودة غينيا.

وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وفق وكالة (وام): "نسير اليوم على خطى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي أرسى دعائم علاقات امتدت عقوداً مع مركز كارتر، لمكافحة داء دودة غينيا وبث روح الأمل في المجتمعات المتأثرة"، مؤكداً أنّ التحديات الراهنة لجائحة كورونا أثبتت أهمية الصحة في تحقيق التنمية والازدهار للمجتمعات"، وأضاف "لن ندخر جهداً في مدّ يد العون للآخرين لتجاوز التحديات الصحية".

اقرأ أيضاً: الإمارات تخلد ذكرى توقيع وثيقة "الأخوة الإنسانية" بمهرجان سنوي

وتابع: "ماضون بكلِّ عزم في التزامنا بالتعاون مع شركائنا في مكافحة الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها ومساعدة الإنسانية في التغلب على محنة المرض والفقر والتنعم بحياة صحية و كريمة".

وفي سياق التطورات التي رافقت نمو العلاقة المتينة والمتجذّرة بين الإمارات والولايات المتحدة في عهد الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس جو بايدن، قال سفير الإمارات لدى واشنطن، يوسف العتيبة، إنّ دولة الإمارات ترحب بالجهود المشتركة لتهدئة التوترات وتجديد الحوار الإقليمي.

وأكد العتيبة، في رده على قرار إدارة بايدن مراجعة صفقة بيع مقاتلات إف 35 للإمارات، نشره حساب سفارة الدولة على "تويتر"، أنّ الإمارات ستعمل بشكل وثيق مع إدارة بايدن على نهج شامل للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

وشدد سفير الإمارات لدى واشنطن، على أنّ بلاده "توقعت مراجعة السياسات الحالية من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة على وجه التحديد".

وشدد على أنّ "حزمة بيع طائرات إف 35، هي أكثر بكثير من بيع المعدات العسكرية لشريك مثل الولايات المتحدة، فهي: تسمح للإمارات بالحفاظ على رادع قوي للعدوان، وبالتوازي مع الحوار الجديد والتعاون الأمني، فإنها تساعد أيضاً على طمأنة الشركاء الإقليميين".

ونوه إلى أنّ "بيع طائرات إف 35 يمكّن الإمارات من تحمل المزيد من العبء الإقليمي للأمن الجماعي، وتحرير الأصول الأمريكية لتحديات عالمية أخرى".

ولفت العتيبة إلى أنه "لطالما حاربت الإمارات إلى جانب الولايات المتحدة، ومن خلال مئات المهمات المشتركة والمشاركة في جهود التحالف بقيادة الولايات المتحدة".

وتابع السفير الإماراتي في واشنطن: "علمنا أنّ مفتاح التنسيق العسكري هو قابلية التشغيل البيني مع نفس المعدات والتدريب، لذا يجب أن تكون القوات الأمريكية والإماراتية أكثر فعالية معاً متى وأينما كان الأمر مهماً".

اللقاء التاريخي بين الشيخ زايد وكارتر

وتعود هذه الشراكة إلى اللقاء التاريخي الذي جمع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر خلال زيارته الأولى لدولة الإمارات، وتحدث الرئيس كارتر خلاله عن مبادرته لاستئصال مرض طفيلي موهن يصيب السكان في أجزاء كبيرة من أفريقيا، واستجاب المغفور له الشيخ زايد بتقديم تبرع سخي لمركز كارتر.

 اللقاء التاريخي الذي جمع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر

وأثمر اللقاء عن شراكة لخدمة الإنسانية دامت ثلاثة عقود ساهمت في تحقيق إنجازات قاربت القضاء على المرض، وبفضل هذه الجهود، أصبح القضاء على داء دودة غينيا أقرب من أي وقت مضى بعدما أشارت إحصائيات مركز كارتر إلى أنّ عدد حالات الإصابة بدودة غينيا انخفض إلى النصف ليبلغ 27 فقط في عام 2020 بالرغم من التحديات التي فرضتها جائحة كورونا.

اقرأ أيضاً: الإمارات من أكثر الدول أمناً حول العالم... تفاصيل

ومن المقرر أن تقام فعالية افتراضية بمناسبة الذكرى الثلاثين للشراكة بين مركز كارتر والإمارات، يشارك فيها سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأمريكية يوسف مانع العتيبة، ورئيس مجلس الأمناء لدى مركز كارتر جيسون كارتر، والرئيسة التنفيذية لمركز كارتر بايج ألكسندر، والرئيس التنفيذي للمعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية سيمون بلاند.

ويؤكد التعاون المستمر مع مركز كارتر التزام الإمارات تجاه قضايا الصحة العالمية ومكافحة الأمراض الموهنة بما فيها الملاريا وشلل الأطفال والأمراض المدارية المهملة.

اقرأ أيضاً: هذا ما قدمته "الهلال الأحمر" الإماراتي إلى أهالي الساحل الغربي باليمن

وتؤكد دولة الإمارات التزامها بالقضاء على الأمراض المعدية، من خلال وضع القضية على رأس جدول الأعمال والمحافظة على التقدم المحرز وتعزيز التمويل، والعمل بشكل وثيق مع الشركاء العالميين والمبادرات متعددة الأطراف لحشد الدعم والتمويل.

وكان الرئيس الأسبق للولايات المتحدة جيمي كارتر وعقيلته روزالين كارتر، أسسا مركز كارتر عام 1982 والذي يعمل من أجل التقدم بحقوق الإنسان والتخفيف من المعاناة البشرية.

حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال

وفي سياق متصل، ومنذ عام 2011، خصص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أكثر من 250 مليون دولار لدعم الجهود الدولية للقضاء على شلل الأطفال، وهو ما يجسد التزام سموه الشخصي وتأكيده استئصال الأمراض التي يمكن الوقاية منها، كما أفادت صحيفة "الإمارات اليوم".

ومنذ عام 2014، أتاحت دولة الإمارات الكثير من مواردها وخبراتها ميدانياً في باكستان، من خلال حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال، حيث وفرت أمصال التطعيم والمساعدات إلى المناطق النائية هناك، التي كان يتعذر الوصول إليها في السابق.

اقرأ أيضاً: الإمارات.. قلاع شامخة تسرد تاريخ الأجداد

وفي عام 2019، استضاف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إعلان التعهدات الخاصة بالمبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال، في منتدى بلوغ الميل الأخير، وجمع أكثر من 2.8 مليار دولار، ويعد الشيخ محمد بن زايد، أحد الداعمين للعاملين الصحيين في الخطوط الأمامية لشلل الأطفال، من خلال جوائز HOPE وجوائز REACH.

الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر يعرب عن شكره وتقديره للدعم الاستثنائي الذي قدمه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لمكافحة الأمراض المدارية المهملة

وتأتي حملة الإمارات للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال في إطار برنامج المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان، الذي انطلق بناء على توجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، والشيخ محمد بن زايد، بغية مد يد العون والمساعدة الإنسانية لأبناء الشعب الباكستاني، ودعم جهودهم التنموية نحو تحقيق المستقبل الأفضل.

كورونا وشلل الأطفال

وشكّلت أحداث العام الماضي تحديات غير مسبوقة بالنسبة لجهود استئصال شلل الأطفال على المستوى العالمي، وحملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال، حيث أوقف فيروس كورونا حملات التطعيم في جميع أنحاء العالم، في الوقت الذي حذرت قيادات بارزة في مجتمع الصحة العالمي من تسبب الانقطاع عن التطعيم في أزمة جديدة بسبب تفشي شلل الأطفال.

اقرأ أيضاً: الإمارات تفتتح مركزاً لغسيل الكلى في أرض الصومال

وخلال هذه الفترة الحاسمة، حشدت حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال الجهود، ونفذت، في تموز (يوليو)، أول حملة تطعيم تستأنف بعد فيروس كورونا، بهدف محاصرة مناطق انتشار فيروس شلل الأطفال، الذي بلغ عدد حالات الإصابات به هذا العام في باكستان 60 حالة.

99 % انخفاض الإصابة بشلل الأطفال عالمياً

أكدت الإحصاءات العالمية انخفاض معدلات الإصابة بشلل الأطفال بنسبة 99%، في جميع أنحاء العالم منذ عام 1988، إلا أنّ خطر عودة المرض يظل قائماً، حيث لم تنجح جهود البشرية في القضاء التام على أي مرض سوى الجدري، لذا سيكون القضاء على شلل الأطفال إنجازاً تاريخياً، وستساعد جهود حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال في تراكم الخبرات التي تدعم جهود القضاء على أي أمراض أخرى مستقبلاً.

وتبذل الجهود الدولية للقضاء على المرض تحت مظلة المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، وهي شراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، تتبناها الحكومات الوطنية بالتعاون مع خمسة شركاء أساسيين: منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الروتاري الدولية، ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (الولايات المتحدة)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، ومؤسسة بيل وميليندا غيتس.

الصفحة الرئيسية