الذكرى الرابعة لتأسيس "التحالف العربي"

الذكرى الرابعة لتأسيس "التحالف العربي"


08/04/2019

عبدالله محمد الشيبة

حلت قبل أيام الذكرى الرابعة لانطلاق العمليات العسكرية لتحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية ومشاركة عدة دول عربية منها دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وغيرهما. والمعلوم أن تلك العمليات قد جاءت استجابة لطلب من رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي بسبب انقلاب جماعة «الحوثي» الإرهابية، المدعومة من إيران، على الحكم الشرعي واستيلائها على العاصمة اليمنية صنعاء والعديد من المدن الأخرى.
وقد تزامن ذلك الانقلاب مع إعلان إيران سقوط العاصمة العربية الرابعة بقبضتها مما استدعى سرعة التدخل لإنقاذ شعب اليمن الشقيق وقيادته من براثن إيران وأعوانها «الحوثيين» وهو ما تحقق حتى الآن إذ تم تحرير ما يزيد عن 80% من التراب اليمني بعد أن تسبب انقلاب «الحوثي» في انهيار مؤسسات الدولة، ونهب البنك المركزي اليمني، ووقف صرف رواتب الموظفين، وانهيار التعليم والخدمات الصحية والاجتماعية وانتشار الأوبئة والأمراض والجوع والفقر.

ولنتوقف قليلا عند السيناريو الذي كان من الممكن حدوثه لولا تدخل تحالف دعم الشرعية في اليمن. فقد كان من الممكن أن تنجح جماعة «الحوثي» الإرهابية ومن ورائها إيران في فرض سيطرتها على حركة التجارة الملاحية الدولية من خلال باب المندب مما كان سيُلحق أكبر الأضرار المعنوية والمادية على حركة نقل النفط من دول الخليج العربية إلى بقية أنحاء العالم بشكل عام، إضافة إلى نجاح إيران، في حال نجح الانقلاب، في السيطرة على منفذ بحري عالمي آخر بجانب «مضيق هرمز» بجانب فرض نفوذها على مقاليد صنع القرار في العاصمة العربية الرابعة بعد بغداد ودمشق وبيروت.

سيناريو سقوط اليمن في قبضة «الحوثي» وهو أمر لم يتحقق، ستكون من نتائجه استمرار الأزمة الإنسانية والاجتماعية الذي يعيشها المواطن اليمني حاليا في المدن التي تحتلها الميليشيات لتتوسع وتشمل كافة المدن اليمنية، إضافة إلى توسع عمليات نهب المال العام اليمني بواسطة «الحوثيين» وبالتالي الانهيار الكامل للاقتصاد اليمني. ولا يجب إغفال نتيجة أخرى على جانب كبير من الأهمية، تصدى لها التحالف العربي، وهي التهديد العسكري الإيراني المباشر لأمن المملكة العربية السعودية من خلال حشد الميليشيات العسكرية الإيرانية على الحدود بين الدولتين وإقامة قواعد الصواريخ الموجهة نحو المدن السعودية، وهذا لو تحقق، كان سيُلحق أبلغ الأضرار بالمواطنين والمنشآت والبنية التحتية السعودية بشكل خاص وأمن دول الخليج العربية بشكل عام.

وفي المقابل، فإن إيجابيات تدخل تحالف دعم الشرعية ضد الميليشيات «الحوثية» تُعتبر على قدر كبير من الأهمية الاستراتيجية ولا يجب التغاضي عنها في ظل الادعاءات الباطلة التي تطلقها أبواق الإعلام الإيرانية و«الحوثية» وحلفائهما بأن تحالف دعم الشرعية هو سبب الأزمة الإنسانية في اليمن. فقد نجح التحالف في وقف التغلغل الإيراني في منطقة الخليج العربي، إضافة لمنع سقوط بلد عربي آخر تحت نفوذ «آيات الفتنة» في طهران. كما استطاع التحالف الإبقاء على شرعية القيادة اليمنية ودعمها على الصعيد العربي والدولي، إضافة إلى دعم الاقتصاد اليمني من خلال الودائع المالية في المصرف المركزي اليمني لمواجهة عمليات النهب المالي التي نفذتها الميليشيات «الحوثية»، ناهيك عن عمليات إعادة بناء ما دمره «الحوثي» من البنية التحتية والمنازل والمدارس والمستشفيات وغيرها من المنشآت العامة اليمنية وإغاثة المواطنين اليمنيين في المدن المحررة من قبضة الميليشيات وإعادة تشغيل خدمات القطاعين الصحي والخدمي والمدارس ودعم جهاز الشرطة والأمن من خلال التدريب والتجهيزات الحديثة. وما زال تحالف دعم الشرعية مستمرا في عملياته العسكرية والإنسانية في آن واحد لإعادة اليمن السعيد مرة أخرى للطريق الصحيح وتحريره من الاحتلال «الحوثي» المدعوم من إيران ما يساهم بلا ريب في نشر الأمن والأمان بين المواطنين اليمنيين.

عن "الاتحاد" الإماراتية

الصفحة الرئيسية