سهيل بن حسن قاضي
لعلّ ما أثار الشجون هو ما نشرته صحيفة مكة الورقية على صفحتها الأخيرة؛ بأن طقس المسجد الحرام لطيف ومعتدل طوال العام عبر محطتي تبريد رئيسيتين، هما الأكبر في العالم، تقع المحطة الأولى في كدي، والأخرى في الشامية. إضافةً إلى وجود أرضيات رخامية من النوع النادر لا تؤثر فيها الشمس ولا درجات حرارة الطقس، حيث رخام المسجد الحرام هو نوع نادر الوجود، يتم صنعه خصيصاً ليعكس الضوء والحرارة، وهو مستورد من جبال في اليونان بسماكة 5 سنتيمترات.
وكل ذلك يتم وفق منظومة الأمن والسلامة.
ومما يجدر الإشارة إليه، أن إحدى المحطات تبعد عن الحرم 500م، وفي طيبة الطيبة تبعد المحطة عن الحرم النبوي 7 كيلومترات ممتدة تحت الأرض، وهذا ما شجعني لقراءة المزيد من المعلومات التي ربما لم تكن متوفرة لدى العديد من القراء، وشملت الكعبة المشرفة التي كانت تُكسى سابقاً مرة واحدة كل عام، وقبل ما يربو عن 20 عاماً؛ أصبحت تُكسى مرتين كل عام، فضلاً عن صناعة الثوب الاحتياطي.
ومصنع الكسوة الشريفة يتميز أيضاً بإنتاجه البطائن وأحزمة الكعبة والهدايا المطرزة.
وفي هذا السياق، فقد صدر الأمر الكريم عام 1414هـ بإصلاح الفواصل الخارجية والتقشُّرات والفجوات في الحجارة، وكل ما يحتاجه جدار الكعبة المشرفة الخارجي، حيث كان آخر ترميم للكعبة عام 1040هـ. ولأنَّ المسجد الحرام أكبر مساجد الدنيا، فقد كانت له أبواب عددها 26 باباً، وهي: باب السلام، باب قايتباي، باب النبي، باب العباس، باب علي، باب البازان، باب البغلة، باب الصفا، باب أجياد، باب الرحمة، باب التكية، باب أم هاني، باب الوداع، باب إبراهيم، الباب الصغير، باب الداوودية، باب العمرة، باب العتيق، باب الزمامية، باب الواسطية، باب القطبي، باب زيادة، باب المحكمة، باب الكتبخانة، باب مراد، باب دريبة.
وهناك أبواب عديدة استُحدثت في التوسعة السعودية الثانية والثالثة، ومنها باب الملك عبدالعزيز وباب الملك فهد، وباب الملك عبدالله وغيرها.
لقد شهد المسجد الحرام خلال التوسعات السعودية تطوراً عمرانياً ومشاريع عملاقة تتناسب مع قدسية المكان والكثافة العددية التي يشهدها بشكل يومي، وبرز ذلك بجلاء في التوسعة السعودية الثالثة التي تعكس عناية الدولة بالحرمين الشريفين، حيث تم تصميمها بأدق التفاصيل الهندسية المستمدة من تراثنا الإسلامي العريق؛ مع مراعاة مواكبة الجوانب العصرية في التصاميم، لتأتي بمنظر جمالي وعملي في آنٍ واحد، بما يساهم في إثراء تجربة زائريه وتوفير سبل الراحة والتيسير عليهم.
ومن المعلومات التي يجهلها البعض؛ أن الخصائص الإنشائية للتوسعات خضعت لمعايير وقواعد أساسية لكافة الاحتمالات المتوقعة، مثل الرياح والزلازل والمؤثرات الطبيعية والجغرافية ومقاومتها على أبعد مدى.
(للحديث بقية).
عن "المدينة"