الحج.. تحديات ونجاح بالأرقام

الحج.. تحديات ونجاح بالأرقام


14/07/2022

هيلة المشوح

تضطلع المملكة العربية السعودية بدور مهم وكبير لإنجاح موسم الحج في كل عام، وما يترتب عليه من مسؤوليات جمة تبدأ بمباشرة عمل ممثلياتها في الخارج لاستقبال طلبات تأشيرات الحج، مروراً بالاستعدادات اللوجستية على الأراضي المقدسة لاستقبال ما يزيد عن مليوني حاج وتهيئة جميع الطاقات البشرية والعسكرية من تموين ومواصلات وصحة وأماكن الإقامة والتنظيم والتفويج والرعاية لكل مَن يطأ الأراضي المقدسة لأداء مناسكه.. وتنتهي هذه المنظومة الخدمية الضخمة بمغادرة آخر حاج لتبدأ بعدها استعدادات العام الذي يليه.. وهكذا. بحضور 899.353 حاجاً من شتى أصقاع الأرض، يشارف موسم حج هذا العام على الانتهاء مكللاً بالنجاح، وقد عكف على خدمته 279.628 شخصاً في شتى القطاعات السعودية، الأمنية والصحية والنقل والاتصالات.

وبالرغم من الظروف الصحية العالمية لجائحة كورونا التي ما تزال تخيّم بظلالها على العالم فإن المملكة تجاوزت الجائحةَ بنجاح ولم تسجل عدداً كبيراً لحالات الإصابة خلال موسم هذا العام، وذلك بفضل التجهيزات الصحية والإجراءات الاحترازية الكبيرة التي اتخذتها وزارة الصحة السعودية، والتي بادرت بتوفير 23 مستشفى في المشاعر المقدسة تضم 716 سريراً، أُجريت فيها 294 عملية قسطرة وولادة بالإضافة إلى 249 مقراً صحياً وإسعافياً و198 غرفة عزل صحي وأكثر من 90.840 لقاحاً لفيروس كورونا وعدداً مناسباً من الكوادر الطبية المعدَّة بالكامل لخدمة الحجيج. أما من الناحية الأمنية فقد سارت الخطة الأمنية بكل سلاسة، ونجحت نجاحاً كبيراً بفضل طاقات بشرية أمنية كانت مثار إعجاب العالم في تحمل المسؤولية وحسن التعامل ودماثة الأخلاق.

وقد توزعت هذه الكوادر الأمنية على 38 مركزاً للشرطة و223 مركزاً للمرور و114 مركز ضبط أمني على مداخل مكة و220 نقطة للدفاع المدني، ولم تكن وسائل الاتصالات بالطبع في معزل عن اهتمام القائمين على الحج، حيث وفرت المملكة 197 محطة قاعدية لدعم الجيل الخامس للاتصالات في منطقة الحرم والمشاعر المقدسة و10.266 نقطة استقبال «واي فاي» يقوم على خدمتها 3.294 من الكوادر البشرية.

أما في مجال النقل فتم تسيير 17 ألف حافلة بين المشاعر لتفويج الحجاج وتسهيل تنقلاتهم في حركة مرورية منتظمة، بالإضافة إلى 35 رحلة يومية لقطار الحرمين عبر14 محطة في منطقة المشاعر.

ومع ذلك، تنشط الكوادر «الإخوانية» في كل موسم حج بتوجيه الحملات الممنهجة ضد المملكة العربية السعودية وقيادتها، ومحاولات الطعن والتشويه بافتعال الأكاذيب وإيغار قلوب المسلمين ضد السعودية والتحريض على قيادتها أو الاستنقاص من شخصيات دينية واعتبارية كما حدث هذا العام عبر هجومهم على معالي أمين عام رابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى الذي نال الثقة الملكية ليكون خطيباً ليوم عرفة، فتكالبت منصات «الإخوان» الإعلامية لتوجِّه سهامَها ضد الشيخ وتحرِّض المسلمين حول العالَم ضد شخصه الكريم الذي أثبت خلال مسيرته العلمية والعملية تمسكه بالاعتدال والحكمة ودعواته المستمرة للتعايش، من خلال جهود في الرابطة وخارجها ورحلاته المكوكية التي يحمل عبرها رسائل السلام لكل الأديان، وفقاً للمشتركات الإنسانية بين البشر في شتى بقاع الأرض.

وعلى كل حال فهذه الحملات ليست بالغريبة بالنسبة للمملكة، فهي حملات تتجدد كل عام وتهاجم كل خطيب ليوم عرفة وتطالب بمطالبات فاشلة لو استنفدت فيما ينفع الدول التي تصدر منها لكانت تتسيد العالَم في الاستقرار، ولكنها لا تصدر إلا من فئام ضيعوا أوطانهم وضاعوا ولن يشكلوا بالنسبة لدولة كالسعودية وقيادة حكيمة كخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده مثقال ذرّة من تحديات الحج التي تم تذليلها جميعاً ومرّ الموسم بسلام ونجاح!

عن "الاتحاد" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية