الحجاج يصعدون على عرفات

الحجاج يصعدون على عرفات


20/08/2018

بدأ حجاج بيت الله الحرام اليوم بالصعود إلى عرفات الركن الأعظم في الحج وسط استعدادات كاملة لنفرتهم.

وكان حجاج بيت الله الحرام قد قضوا في منى أمس يوم التروية قبيل توجههم للوقوف بجبل عرفات، لأداء الركن الأعظم من الحج.

 وبدأ ضيوف الرحمن التوافد على عرفات في الوقت الذي أعدت فيه قيادة أمن الحج خطة متكاملة لتسهيل عملية التصعيد، وفق ما أوردت العربية.

وتتضافر جهود مختلف الجهات المعنية بأعمال الحج لهذا العام وسط منظومة من الخدمات الأمنية والصحية والتنظيمية بما يسهم في انسيابية حركة جموع الحجيج وسلامة استقرارهم.

وهيأت وزارة الصحة السعودية أربعة مستشفيات موزعة في أرجاء المشعر بسعة 600 سرير هي: مستشفى جبل الرحمة ومستشفى عرفات العام ومستشفى نمرة ومستشفى شرق عرفات، إلى جانب 46 مركزاً صحياً جهزت بكامل مستلزماتها يباشرها فرق طبية بمختلف التخصصات.

وتضم المستشفيات مختلف التخصصات الطبية، كالجراحة العامة، وجراحة المخ، والأعصاب، والمسالك البولية إلى جانب قسم جراحة الجهاز الهضمي وأمراض الصدر وارتفاع ضغط الدم.

ونظراً لكون مستشفى جبل الرحمة بالقرب من جبل الرحمة، فيتوقع أن يشهد كثافة عالية لذلك خصص له 140 سريرا لتقديم الخدمة الفورية، فيما أضيف هذا العام في مختلف المراكز الصحية غرف إنعاش للحالات الحرجة وعيادات خارجية وأسرة لضربات الشمس وصيدليات.

وإلى جانب ذلك، ورعاية للحجاج من مرضى الفشل الكلوي، وزعت وزارة الصحة 49 جهاز غسيل كلوي في مستشفيات المشاعر المقدسة يدعمها عدد من الفرق الطبية والفنية المتخصصة.

وتتكامل الجهود الصحة والوقائية بمشاركة القطاعات الصحية بوزارات الدفاع والحرس الوطني والداخلية.

وتردف الجهود الطبية في مشعر عرفات 150 فرقة و33 مركزاً إسعافياً وأكثر من 26 نقطة للعناية، تتبع لهيئة الهلال الأحمر السعودية لخدمة الحجيج في مشعري عرفات ومزدلفة جهزت جميعها بالمستلزمات والمواد الطبية اللازمة وكلفت قوة عاملة تباشرها قوامها 355 موظفاً، من بينهم 19 طبيباً و9 أخصائيين و100 متطوع و11 مشرفاً، فضلاً عن الفنيين والإداريين، بالإضافة إلى أكثر من 150 فرقة إسعافيه و28 فرقة للعناية المتقدمة.

وعلى امتداد الطرقات المؤدية لمشعر عرفات والشوارع الداخلية انتشرت وحدات المرور وسط منظومة أمنية تضمن انسيابية الحركة وسلامة ضيوف الرحمن.

وفي هذا الصدد أكدت قيادة المرور بمشعر عرفات تمركز كوادرها وآلياتها لتنفيذ خطتها المرورية في أرجاء المشعر استعداداً لاستقبال قوافل الحجيج، إذ أحاطت جميع المحاور والطرق الرئيسية والفرعية والميادين في أرجاء المشعر في الاتجاه القادم من مشعر مزدلفة، إلى جانب المداخل المؤدية لمشعر عرفات "مدخل جامعة أم القرى، ومدخل كبري الحج للسيارات الصغيرة، ومدخل طريق 54"،إلى جانب طرق "26، و38، و44، و56" الطولية وجميعها تستقبل الحجاج القادمين من مشعر مزدلفة، فيما تشارك في مجال التنظيم وسلامة الحشود قوات أمن الحج والقوات المسلحة والحرس الوطني وطلبة الكليات العسكرية.

وتبرز جهود أعضاء الكشافة من شباب المملكة في خدمة ضيوف الرحمن، فعبر معسكرات الخدمة العامة التي تقيمها جمعية الكشافة العربية السعودية في المشاعر المقدسة، ينتشر أفراد الكشافة يسهمون إلى جانب مختلف القطاعات الأمنية والصحية والخدمية في أعمال التنظيم والإرشاد.

كما يسهم منسوبو الكشافة والجوالة في عملية إرشاد التائهين، من خلال خرائط وأدلة إرشادية ورقية باللغتين العربية والإنجليزية، وإلكترونية، تتضمن بيانات ومعلومات عن مقار الجهات الحكومية والشركات ومؤسسات الطوافة وحجاج الداخل، إذ رصدت هذا العام أكثر من 5000 آلآف معلومة في كل دليل.

وتخدم جهود الكشافة، الجهات الحكومية ومؤسسات الطوافة وفي مقدمتها وزارة الحج والعمرة؛ للتعرف إلى حملات الحجاج التائهين.

في حين أمنت المديرية العامة للدفاع المدني ونشرت أحدث الآليات والمعدات لمراقبة ومتابعة حركة الحجاج بجبل الرحمة ومسجد نمرة من خلال أبراج مجهزة بمشعر عرفات في كل زواياه، إضافة إلى نشر مجموعة من الفرق المتخصصة في مجالات المراقبة والرصد والإنقاذ والإٍسعاف والإخلاء، تتمركز في هذين الموقعين.

وتعمل قوات الدفاع المدني جاهزة للتعامل مع الحشود المليونية بصعيد عرفات من خلال دراسة وتحليل ومعرفة مختلف المخاطر المحتملة وتحديد الطريقة المثلى للتعامل معها.

وتتولى قوات الطوارئ الخاصة بالدفاع المدني المشاركة تنفيذ الخطة العامة لأعمال الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ في حج هذا العام عدداً من المهام المتمثلة في الإسناد البشري والآلي لقوات الدفاع المدني بالمشعر.

وشملت أعمال الدفاع المدني احتياجات السلامة والإشراف الوقائي، إذ أنهت فرق السلامة أعمال المسح الوقائي الشامل لجميع مخيمات الحجاج والمنشآت وتنفيذ جولات ميدانية على مدار الساعة لمنع استحداث أي مخالفات لاشتراطات السلامة التي تهدد سلامة ضيوف الرحمن والعمل على إزالتها بصورة فورية.

فيما وفرت أعداد كبيرة من مآخذ المياه ضمن الشبكات المخصصة لأعمال الإطفاء، ونفذت عدة برامج وفرضيات عملية على استخدام شبكات الإطفاء وتشغيل مآخذ المياه وتحديد مواقع شبكات الإطفاء من خلال خرائط دقيقة، بما يحقق سرعة الاستفادة منها في حالات الطوارئ وحوادث الحريق.

وشملت الإجراءات أعمال الحماية المدنية وتنفيذ خطط الإخلاء داخل مشعر عرفات ونشر الوحدات والفرق الميدانية في المواقع التي تزداد بها مسببات الخطورة، بسبب الزحام في محيط مسجد نمرة وجبل الرحمة ومحطات القطار، إلى جانب خطة خاصة لمواجهة مخاطر الأمطار والسيول أثناء وقوف الحجيج بعرفة بالتنسيق مع الجهات المعنية. وعلى صعيد الخدمات العامة اكتملت جاهزية المنظومة الكهربائية يباشرها أكثر من 1500 مهندس وفني وإداري، بما يضمن تقديم أعلى مستوى من الموثوقية للخدمة الكهربائية.

وأعدت الشركة السعودية للكهرباء ضمن أعمالها لموسم حج هذا العام خُطة تشغيلية تشمل عدة مرتكزات أهمها الإشراف الكامل على تشغيل وصيانة الشبكة الكهربائية، وفقاً لبرنامج السلامة العالمي (خمس نجوم 5 Stars) وأعلى مواصفات السلامة العامة والصحة المهنية والبيئية.

وتضمنت الخطة تعزيز شبكة النقل الكهربائي وشبكتي الجهد المتوسط والمنخفض في كلٍ من مكة المكرمة والمدينة المنورة وعلى طرق ومداخل الحج، وتجهيز فرق للطوارئ بمراكز الانطلاق لمباشرة إصلاح الأعطال، إلى جانب تخصيص فِرق متعددة لتشغيل وصيانة محطات التوليد وخطوط النقل، وتوفير أنظمة تقنية لتخطيط ومتابعة الأعمال الميدانية وتوفير أدوات متطورة عن طريق استخدام نظام التحكم الآلي (DAS) بشبكات التوزيع بمشعر منى لسرعة عزل الأعطال وإعادة الخدمة ولزيادة الموثوقية، وتطبيق نظام إدارة الفرق الميدانية الآلي (FFMS)".

ولتأمين المياه المحلاة في المشعر ضخت شركة المياه الوطنية الكميات اللازمة من المياه المحلاة خلال موسم الحج إذ بلغت كمية المياه المستلمة من محطات تحلية المياه المالحة بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة حوالي 732 ألف متر مكعب، في خزان المليون وخزانات المعيصم وخزانات عرفات، ليصل إجمالي كميات المخزون الاستراتيجي والتشغيلي الفعلي في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، إلى مليونين وعشرين ألف متر مكعب.

في الوقت الذي أشرفت فيه وزارة التجارة والاستثمار على دخول المواد التموينية إلى المشاعر المقدسة "منى، وعرفات، ومزدلفة".

ووقفت الوزارة خلال الأيام الخمسة الماضية على دخول أكثر من (43) مليون عبوة مياه معبأة، وأكثر من (35) مليون عبوة مرطبات وعصائر وحليب وألبان، و(13) مليون رغيف خبز ومعجنات، و(4) ملايين وجبة غذائية جاهزة بعد أن تأكدت من سلامتها للاستهلاك الآدمي.

وأشرف مراقبو التجارة والاستثمار على دخول سيارات الإمداد التمويني والبرادات المحملة بالمواد الغذائية التي تم توزيعها في المشاعر المقدسة مع التأكد من توفر المخزون الكافي للإيفاء بمتطلبات الحجاج وضمان عدم وجود أي نقص في المخزون الغذائي، إضافة للإشراف على تمركزها في أماكنها المخصصة حسب الخطة المرسومة.

وتقوم فرق الرقابة الميدانية بجولات على مدار الساعة للتأكد من وفرة المخزون التمويني الكافي لضيوف الرحمن، ومراقبة المتاجر والمباسط والعربات المتجولة ومصادرة أي سلع غذائية غير مطابقة للمواصفات أو منتهية الصلاحية، ويأتي ذلك في إطار حرص الوزارة على صحة وسلامة الحجاج.

وأكملت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ممثلة بالأمانة العامة لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج جاهزيتها لتفويج الضيوف الذين يزيد عددهم عن 5300 حاج وحاجة ينتمون لأكثر من (94) دولة من مختلف دول العالم من مكة المكرمة إلى المشاعر المقدسة، عبر أسطول متكامل من الحافلات الحديثة والسيارات الخاصة وسيارات الإسعاف لنقل ذوي الاحتياجات.

إعلاميا.. تسهم جهود وزارة الثقافة والإعلام لتنفيذ خطتها لنقل شعائر الحج لهذا العام 1439 وآليات تيسير مهام وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية المسموعة والمقروءة والمرئية في تغطية أعمال الحج.

وتستضيف الوزارة هذا الموسم أكثر من 270 إعلامياً من كافة دول العالم، ينتمون لأكثر من 120 وسيلة إعلامية، لتغطية هذا الحدث العالمي، بما يليق بمكانته وعظم الزمان والمكان.

وفي الجانب التوعوي والإرشادي لضيوف الرحمن تنوعت البرامج التي أعدتها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في الحج حيث تعمل على إرشاد ضيوف الرحمن عبر مختلف وسائل الإعلام الحديث، ووسائل التواصل الاجتماعي لإيصال كل ما يحتاجون إليه على الوجه الصحيح من المعلومات العلمية والشرعية بأسرع الطرق وأسهلها.

 

الصفحة الرئيسية