أكّد وزير الدفاع السوداني، عوض بن عوف، اقتلاع نظام عمر البشير، والتحفظ على رأسه في مكان آمن.
وأعلن بن عوف، في بيان ألقاه، اليوم، باسم القوات المسلحة، حالة الطوارئ، لمدة 3 أشهر، وحظر التجوال لمدة شهر واحد، من الساعة العاشرة حتى الساعة الرابعة صباحاً.
وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف يعلن اقتلاع نظام عمر البشير والتحفظ عليه في مكان آمن
وقررت القوات المسلحة حلّ مؤسسة الرئاسة، ومجلس الوزراء، والمجلس الوطني، وحكام الولايات، ومجالسها التشريعية.
وقال بن عوف: إنّ اللجنة الأمنية العليا تتابع منذ فترة ما يجري من سوء إدارة وفساد، مشيراً إلى أنّ الشباب خرج في تظاهرات سلمية، منذ 19 كانون الأول (ديسمبر) الماضي وحتى الآن، في حين واصل النظام إصراره على المعالجة الأمنية.
وأكّد اعتذار اللجنة الأمنية على سقوط الضحايا، مشدداً على إدارة الأزمة بكلّ كفاءة ومهنية.
وقال: "لقد تابعتم المظاهرات قرب مقر القيادة العامة للجيش السوداني، وتمسّك النظام بالمعالجة الأمنية، التي كانت تنذر بخسائر لا يعلم مداها إلا الله".
وتوافد مئات الآلاف من السودانيين، منذ صباح اليوم، إلى محيط مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم بانتظار إذاعة بيان القوات المسلحة.
وبدأ المتظاهرون والمعتصمون الاحتفال، منذ صباح اليوم، بترديد الأناشيد والأغاني ورفع علامات النصر، بعد أن أذاع التلفزيون الرسمي أن القوات المسلحة ستصدر "بياناً مهماً بعد قليل".
وأكدت مصادر للـ "بي بي سي"؛ أنّ عمر البشير وضع، منذ صباح اليوم، تحت الإقامة الجبرية في قصر الضيافة.
وأعلن جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني، اليوم، إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في كل أنحاء البلاد، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السودانية.
القوات المسلحة السودانية تعلن في بيان حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر وحظر التجوال لمدة شهر واحد
كما قالت مصادر عدة: إنّ قوة من الجيش السوداني داهمت مقر الحركة الإسلامية التي تعدّ مظلة حزب المؤتمر الوطني الحاكم، برئاسة عمر البشير، اعتقلوا أمينها العام، الزبير أحمد الحسن.
وكانت مصادر حكومية قد صرّحت لــ "رويترز": إنّ القادة العسكريين تأخروا في إصدار البيان؛ بسبب التشاورات التي جرت فيما بينهم لتشيكل مجلس انتقالي بعد تنحي عمر البشير.
ولا يصرّ تجمّع المهنيين، وهو أبرز تحالف معارض يقود تلك التظاهرات، على تنحّي البشير فحسب؛ بل يطالب بتشكيل حكومة مدنية انتقالية، ويقول: إنّ "أيّ "انقلاب" عسكري جديد في السودان لن يحلّ الأزمة الراهنة".
وبدأت المظاهرات في السودان، في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، للتنديد بالغلاء وتردّي الأوضاع المعيشية، لكنّها تطورت لاحقاً إلى المطالبة بتنحي البشير.
وتعرض البشير لكثير من الانتقادات من قبل المنظمات الإنسانية؛ إذ تلاحقه المحكمة الدولية بتهم تتعلق بجرائم حرب ضدّ الإنسانية في دارفور، منذ عام 2009، إلا أنّه ما يزال يجري زيارات رسمية إلى البلدان العربية والإفريقية، متحدياً قرار المحكمة.