البنية التحتية للإنترنت تواجه الخطر

البنية التحتية للإنترنت تواجه الخطر


24/02/2019

حذّرت الهيئة المسؤولة عن عناوين الإنترنت، من أن أجزاءً مهمة من البنية التحتية المعلوماتية تواجه خطر التعرّض لهجمات كبيرة تهدد النظام العالمي لتدفق المعطيات على الشبكة العنكبوتية، حسب ما أوردت صحيفة "الشرق الأوسط".

وأعلنت هيئة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة (آيكان) بعد اجتماع طارئ وجود "تهديد مستمر وكبير" لأجزاء مهمة من البنية التحتية تؤثر في عناوين النطاقات الخاصة بمواقع إلكترونية. وقال كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة "آيكان" ديفيد كونراد: "إنهم يهاجمون البنية التحتية للإنترنت. حصلت هجمات في الماضي لكنها لا تشبه هذه".

اقرأ أيضاً: احذر.. البحث عن هذه الشخصيات على الإنترنت خطر

ويذكر أن هذه الهجمات تحدث منذ العام 2017 لكنها أثارت قلقاً متزايداً لدى الباحثين الأمنيين في الأسابيع الأخيرة، مما استدعى عقد الاجتماع الخاص لـ "آيكان".

ويستهدف النشاط الخبيث "نظام أسماء النطاقات" (دي إن إس) المسؤول عن نقل المعطيات إلى وجهتها على مواقعها الإلكترونية.

حذّرت الهيئة المسؤولة عن عناوين الإنترنت من تعرض أجزاء مهمة من البنية التحتية المعلوماتية لهجمات كبيرة

وبحسب خبراء "آيكان" وآخرون فإن تلك الهجمات قادرة على التجسس على البيانات خلال عملية النقل، وإرسال المعطيات إلى مكان آخر، أو على تمكين المهاجمين من انتحال هوية مواقع إلكترونية أخرى أو خداعها.

وقال كونراد: "لا تتوافر أداة واحدة للتصدي لذلك"، فيما دعت "آيكان" إلى تعزيز شامل لدفاعات الشبكة الإلكترونية.

هذا وقد أصدرت السلطات الأمريكية تحذيراً مماثلاً الشهر الماضي بشأن هجمات على نظام أسماء النطاقات، وشرحت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية الأمر "ذلك يشبه تقريباً شخصاً يكذب على مكتب البريد بخصوص عنوان شخص ما، ويتفحص بريده الإلكتروني ثم يسلمه باليد إلى صندوقه البريدي". وأضافت أن "الكثير من الأمور المؤذية يمكن أن تحدث استناداً إلى محتوى ذلك البريد".

اقرأ أيضاً: ربط 4 مليارات عقل جديد بالإنترنت خلال 6 سنوات

ووفقاً للمدير لدى "فاير آي" لتحاليل التجسس المعلوماتي، بن ريد، فإن هذه الهجمات التي يطلق عليها اسم "التجسس على نظام أسماء النطاقات" (دي إن إسبيوناج) تعود إلى عام 2017 على الأقل. وتشمل الأهداف مسجلي مواقع ومزودي خدمة الإنترنت خصوصاً في الشرق الأوسط. وقال ريد: "رأينا بشكل أساسي استهدافاً لأسماء بريد إلكتروني وكلمات سر". وأضاف: "هناك أدلة على أنها تأتي من إيران وتتم دعماً لإيران".

وصرح نائب رئيس قسم التجسس لدى شركة "كراودسترايك" للأمن المعلوماتي، آدم مايرز، أن قراصنة "دي إن إسبيوناج" عازمون على سرقة تفاصيل حسابات مثل كلمات سر بريد الكتروني في لبنان ودولة الإمارات العربية المتحدة.

لمواجهة خطرالهجمات تدعو آيكان مواقع الإنترنت ومديري المعطيات الإلكترونية إلى تعزيز الأمن

ووفق خبراء الأمن المعلوماتي، فإن هجمات مماثلة حدثت في أوروبا ومناطق أخرى في الشرق الأوسط، وشملت أهدافاً مختلفة، كالحكومات وأجهزة تجسس والشرطة وشركات طيران وصناعة النفط.

ولمواجهة الخطر، تدعو "آيكان" مواقع الإنترنت ومديري المعطيات الإلكترونية، إلى تعزيز الأمن وإلا تُرك المستخدمون عرضة للوقوع ضحايا الثقة بمواقع إلكترونية مشبوهة.

كما حضت على تطبيق أوسع لتكنولوجيا "دي إن إس سيك" التي تضيف التوقيع الإلكتروني الذي يصنع ختماً افتراضياً من نوع ما، يُعرض عند التلاعب بمعطيات تتحرك على الإنترنت. كما يمكن لتكنولوجيا "دي إن إس سيك" أن تحول دون توجيه مستخدمي الإنترنت بشكل غير مقصود إلى مواقع يُستدرجون للوصول إليها، بحسب "آيكان".

اقرأ أيضاً: "غوغل بلس" منصة داعش لغزو الإنترنت مجدداً

وجزء من تحديات الحفاظ على سلامة البنية التحتية للانترنت، يتعلق بكون مالكي المواقع الإلكترونية لا يدركون دائماً أهمية الحماية من القراصنة. ويقول كونراد في هذا الشأن: "نريد أن نتأكد من أن الناس يفهمون معنى امتلاك اسم النطاق ووضعه على الإنترنت، لأن جميع زبائنكم محميون فقط بمقدار ما انتم محميون".

الصفحة الرئيسية