الانقسام الإخواني يتصاعد.. ما جديد الصراع بين جبهتي لندن وإسطنبول؟

الانقسام الإخواني يتصاعد.. ما جديد الصراع بين جبهتي لندن وإسطنبول؟


20/07/2022

لم يدر في خلد جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة إرهابية في بعض الدول، أنّ لعبتها المفضلة بإثارة الانقسام سوف ترتد عليها، وربما تكتب كلمة نهاية التنظيم، فقد تغذى الانقسام على ما تبقى من جسد الجماعة، ودخل الخلاف المتجذر نفقاً مظلماً ومرحلة أشد ضراوة، وخاصة بين جبهتي إبراهيم منير ومحمود حسين.

وقد يصبح الخلاف بين الجبهتين أكثر وضوحاً في ضوء اجتماع عقده منير في إسطنبول، معقل خصمه حسين، مطلع الشهر الجاري، للشروع في خطة جبهته لتوسيع مجلس شورى الجماعة.

فصل وفصل مضاد

الخلاف بين جبهتي لندن وإسطنبول دخل مرحلة جديدة شعارها تكسير العظام بين طرفي الصراع، على حدّ قول أحمد سلطان الباحث في الحركات الإسلامية والإرهاب، الذي أكد في تصريحه لـ"حفريات" أنّ "قيادات كلّ جبهة تسعى لإقصاء خصومها بشكل كامل".

 وكانت جبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين قد فصلت منير و(13) قيادياً إخوانياً من مجموعة الأخير، ردّاً على ما سمّته جبهة حسين بـ"الممارسات الفردية"، غير أنّها في الحقيقة تعكس تصارعهما على قيادة الجماعة.

 أحمد سلطان: قيادات كلّ جبهة تسعى لإقصاء خصومها بشكل كامل

 وأوضح سلطان أنّ "جبهة إبراهيم منير سعت لسلب جبهة إسطنبول أفضليتها المزعومة والمتعلقة بسيطرة قيادات الجبهة الأخيرة على قنوات التواصل مع تنظيم الإخوان في الداخل"، مشيراً إلى أنّ جبهة لندن "سعت لفصل التنظيم في الداخل عن التنظيم في الخارج، وتوسيع عضوية مجلس الشورى العام بإضافة أعضاء جدد له وصل عددهم إلى (33) عضواً، وجرى أيضاً فصل محمود حسين ومجموعة مجلس الشورى المؤيدة له، وعلى رأسهم القيادات الأبرز مدحت الحداد ورجب البنا وهمام علي يوسف وممدوح مبروك ومحمد عبد الوهاب".

 مجلس شورى الجماعة

الحديث عن دخول الانقسام في جماعة الإخوان المسلمين مرحلة جديدة يأتي وسط جدل محتدم حول اتجاه منير إلى تنفيذ خطة أطلق عليها "تطوير الجماعة"، والتي بموجبها يسعى منير  لتوسيع مجلس شورى الجماعة وإضافة أعضاء جدد.

 

أحمد سلطان: عقد منير اجتماعاً في إسطنبول مطلع الشهر الجاري جرى فيه توسيع عضوية مجلس الشورى الخاص بمنير

 

وأوضح الباحث في الحركات الإسلامية قائلاً: "ما حدث أنّه في طور خطة تطوير الجماعة التي وضعتها جبهة لندن كان هناك مقترح يُسمّى توسعة عضوية مجلس الشورى، الذي كان يتضمن تصعيد قيادات جديدة لا يزيد سنها عن (45 إلى 50) عاماً، وهذه القيادات يتمّ اختيارها بديلاً للمجموعة التي تمّ استبعادها من مجلس الشورى"، وعلى رأسهم مدحت الحداد ورجب البنا وهمام علي يوسف وممدوح مبروك ومحمد عبد الوهاب، وهم أعضاء بجبهة إسطنبول، ومعهم بالطبع مصطفى طلبة.

 وأشار سلطان إلى أنّ منير عقد اجتماعاً في إسطنبول "مطلع الشهر الجاري، وليس كما أشيع بأنّه عُقد في 14 إلى 17 تموز (يوليو) الجاري"، لافتاً إلى أنّه تمّ "توسيع عضوية مجلس الشورى الخاص بمنير، وقد أتى الردّ من جبهة حسين على ذلك بإصدار بيان مطول فصلت فيه إبراهيم منير و(13) عضواً من مجلس الشورى العام للجماعة، وهؤلاء الأعضاء من القيادات البارزة للإخوان".

 

وسط الخلافات القائمة والمتجذرة في جماعة الإخوان المسلمين يسابق منير وجبهته الزمن لتوطيد موقعه أكثر فأكثر كقائم بأعمال المرشد

 

اللافت في بيان حسين أنّه كان موقعاً بالقاهرة، على حدّ قول سلطان الذي أوضح أنّ "زعيم جبهة إسطنبول تحدث عن اجتماع تم عقده في القاهرة، وتمخض عنه فصل منير والمجموعة التي معه، غير أنّ هذا الاجتماع، في الواقع، محل شكوك كثيرة داخل الإخوان، وهناك معلومات تقول إنّه لم يحدث من الأساس، وإنّ حسين يستغل وجود قناة تواصل مع التنظيم بالداخل للتدليل على شرعيته التنظيمية المتخيلة".

هل عيّن منير نائباً ثانياً؟

وسط الخلافات القائمة والمتجذرة في جماعة الإخوان المسلمين، يسابق منير وجبهته الزمن لتوطيد موقعه أكثر فأكثر كـ"قائم بأعمال المرشد"، فقد تداولت تقارير إعلامية غير رسمية نبأ تعيين منير لنائب ثانٍ، غير أنّ سلطان بيّن أنّ ذلك "ما يزال غير مؤكد".

دخول الانقسام في جماعة الإخوان مرحلة جديدة يأتي وسط جدل حول اتجاه منير إلى تنفيذ خطة تطوير الجماعة

 وقال سلطان: بالنسبة إلى "مسألة تعيين نائبين لمنير، هناك معلومة مؤكدة هي أنّ هناك نائباً أوّل لمنير، هو محيي الدين الزايط، وهو نائب رئيس الهيئة الإدارية العليا لجماعة الإخوان التي يرأسها أيضاً منير، أمّا النائب الثاني، فهناك أحاديث متداولة وتخمينات، ويقول البعض إنّه حلمي الجزار، ويقول آخرون إنّه شخصية أخرى، لكن لا توجد حتى الآن معلومة مؤكدة، ولم يصدر حتى الآن بيان رسمي بتعيين نائب ثانٍ لمنير، لكنّ هذا كان منصوصاً عليه في خطة التطوير وفقاً للائحة التي تعتمدها الهيئة الإدارية العليا، التي تنص على أنّ هناك نائبين للقائم بأعمال المرشد".

كيانات موازية

"الحكومة الموازية" و"البرلمان الموازي" مناورة نفذتها الجماعة على مدار تاريخها لشق الصف الوطني وإثارة الانقسامات والتوترات في مصر وليبيا وغيرها من الدول، إلا أنّها لم تتخيل أبداً أنّ تنقلب عليها، وأن يصبح لديها مرشدان، و(4) جبهات؛ في لندن بقيادة إبراهيم منير، وفي إسطنبول بقيادة محمود حسين، والمكتب العام، وإخوان الداخل، وقد ندّد بيان فصل منير، الصادر عن جبهة إسطنبول، بتحركات جبهة لندن وقراراتها، معتبراً أنّها "ممارسات فردية وإجراءات غير مؤسسية"، تهدف إلى "فرض واقع جديد وإنشاء كيانات موازية للكيانات الشرعية بالجماعة".

 وحمل البيان نفسه، الصادر عن جبهة محمود حسين، قرارات بفصل (13) قيادياً من مجموعة إبراهيم منير، قبل أن يردّ الأخير بعقد اجتماع في إسطنبول استثنى منه حسين نفسه ومجموعته، ممّا أثار التكهنات بأنّ انهيار الجماعة بات مسألة وقت لا أكثر.

مواضيع ذات صلة:

ماذا وراء تمديد عمل لجنة مصطفى طلبة.. كيف يفكر الإخوان في تركيا؟

خطاب منير: هل تمتد انقسامات الإخوان إلى تيارات أخرى داخل الجماعة؟

الانقسام ينخر صفوف التنظيم... هل ترسم معركة الكتل مسارات نهاية الإخوان؟

الصفحة الرئيسية