الإمارات تُفضّل زيادة إنتاج النفط.. ما السياق؟

الإمارات تُفضّل زيادة إنتاج النفط.. ما السياق؟


10/03/2022

أعلن سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى واشنطن يوسف العتيبة، أمس الأربعاء، أنّ بلاده تفضل زيادة إنتاج النفط، مشيراً إلى أنها ستقوم بتشجيع الدول الأخرى الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" على النظر في مستويات إنتاج أعلى. ووصفت شبكة "بلومبيرغ" الأمريكية الموقف الإماراتي بـ" تحول دراماتيكي".

ونقلت الشبكة الأمريكية عن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، قوله للصحفيين في واشنطن إنّ دعم الإمارات لزيادة الإنتاج "أمر مهم لتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية"، مضيفاً أنه من الأهمية بمكان "التأكد من استمرار وجود إمدادات وفيرة من الطاقة حول العالم".

اقرأ أيضاً: كيف طوّرت الإمارات استجابتها النوعية لمواجهة غسل الأموال؟

وتشهد أسعار النفط والغاز ارتفاعاً كبيراً منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط (فبراير) 2022، وأعلنت الولايات المتحدة أول من أمس حظر واردات النفط والغاز الروسيين، ما يعني توسع الأزمة على الأرجح، بحسب "وكالة الأنباء الفرنسية"

وقال العتيبة في بيان لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية "نحن نفضّل زيادة الإنتاج وسنشجع أوبك على النظر في مستويات إنتاج أعلى".

مورد موثوق ومسؤول للطاقة

وأكد العتيبة "لطالما كانت دولة الإمارات مورداً موثوقاً ومسؤولاً للطاقة للأسواق العالمية لأكثر من خمسين عاماً، وتؤمن بأنّ الاستقرار في أسواق الطاقة أمر بالغ الأهمية للاقتصاد العالمي".

وبهذا تكون دولة الإمارات العربية المتحدة، وفق "الفرنسية"، أول دولة عضو في منظمة أوبك تدعو إلى زيادة الإنتاج.

وقد وجّه وزير الطاقة الألماني روبيرت هيك الثلاثاء "نداء عاجلاً" إلى مجموعة أوبك داعياً إياها إلى "زيادة الإنتاج" لكبح ارتفاع الأسعار.

اقرأ أيضاً: كيف نقرأ موقف الإمارات من أزمة أوكرانيا؟

وتعد السعودية والإمارات، وبدرجة أقل الكويت والعراق، الدول الوحيدة في منظمة أوبك القادرة على ضخ المزيد من النفط. وتملك هذه الدول طاقة احتياطية تقدر بما بين 2,5 مليون و3 ملايين برميل يومياً. ومع ذلك، تضيف "الفرنسية"، فإنّ ضخ هذه الكميات الإضافية لن يعوض انخفاض الصادرات الروسية.

وتقول "بلومبيرغ": قاومت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها، حتى الآن، دعوات من البيت الأبيض ومستهلكي النفط الرئيسيين الآخرين لزيادة الإنتاج بشكل أسرع، بحجة أنّ الارتفاع الأخير في الأسعار إلى 140 دولاراً للبرميل تقريباً في لندن مدفوع بالتوترات الجيوسياسية أكثر من كونه نقصاً حقيقياً في الإمدادات.

 

سفير الإمارات لدى واشنطن يوسف العتيبة لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية: نحن نفضّل زيادة الإنتاج وسنشجع أوبك على النظر في مستويات إنتاج أعلى

 

وتعمل أوبك وحلفاؤها بمن فيهم روسيا، في مجموعة تعرف باسم أوبك+، على إلغاء تخفيضات إنتاج حجمها 5.8 مليون برميل يومياً على مدى الأشهر القليلة الماضيةومن المقرر أن تزيد الإنتاج 400 ألف برميل يومياً في نيسان (أبريل) 2022، في تراجع تدريجي عن الخفض الذي يعود لنقص الطلب وقت الجائحة في 2020.

وتشير "بلومبيرغ" إلى أنه قد ترتفع العقود الآجلة لخام برنت إلى 240 دولاراً للبرميل هذا الصيف إذا فرضت الدول الغربية عقوبات أوسع على صادرات النفط الروسية، وفقاً لشركة Rystad Energy AS المتخصصة في الاستشارات النفطية. وكتب بيورنار تونهوجين، رئيس أسواق النفط في ريستاد، في مذكرة، أنّ انهيار الإمدادات سيكون أكبر نقص محتمل في إمدادات النفط منذ حرب الخليج عام 1990، عندما تضاعفت أسعار النفط، وفق "بلومبيرغ".

إمدادات الطاقة من فنزويلا

وقد التقى وفد أمريكي مسؤولين في الحكومة الفنزويلية في كراكاس قبل أيام؛ في زيارة هي الأولى من نوعها منذ سنوات، لمناقشة إمدادات الطاقة، وفق المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، بحسب ما أوردت قناة "الحرة".

وقالت صحيفة نيويورك تايمز إنّ الزيارة المفاجئة لمسؤولين كبار في وزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض لكراكاس مرتبطة برغبة واشنطن في استئناف استيراد النفط من فنزويلا بدلاً من الكميات التي تشتريها حاليا من روسيا.

وفرضت الولايات المتحدة حزمة عقوبات على كراكاس، في 2019، في محاولة لإخراج الرئيس نيكولاس مادورو من السلطة، من أهمها حظر تصديرها للخام الذي يمثل نحو 96 في المئة من إيرادات البلاد في السوق الأمريكية.

 

تعد السعودية والإمارات، وبدرجة أقل الكويت والعراق، الدول الوحيدة في "أوبك" القادرة على ضخ المزيد من النفط. إذ تملك طاقة احتياطية تقدر بما بين 2,5 مليون و3 ملايين برميل يومياً

 

وقال مادورو الذي التقى الوفد إنّ اللقاء اتسم "بالاحترام والودية الدبلوماسية... بدا لي أنه من المهم جداً أن أكون قادراً وجهاً لوجه على مناقشة المواضيع المهمة للغاية بالنسبة إلى فنزويلا".

وأعلن بعد اللقاء تفعيل الحوار مع المعارضة وإطلاق سراح أمريكيَين، وهو ما مثل عودة ممكنة للدفء إلى العلاقات بين البلدين وإمكانية تخفيف العقوبات على القطاع النفطي الفنزويلي.

تضافر ثلاث مسائل

ويعتقد خبير النفط عامر الشوبكي، في حديث لموقع "الحرة"، أنّ حل مشكلة أسعار النفط تحتاج إلى تضافر ثلاث مسائل معاً، أولها زيادة إنتاج الإمارات والسعودية؛ لأنه بتوفير قرابة مليوني برميل لكل دولة، يمكن توفير أربعة ملايين براميل إضافية في الأسواق.

كما يمكن أن تساهم إيران بحوالي مليون إلى مليون ونصف مليون برميل بعد رفع العقوبات عليها خلال شهرين أو ثلاثة، وفق الأرقام التي أعلنها مسؤولون إيرانيون، وذلك بالإضافة إلى مخزونات إيرانية بين 60 إلى 80 مليون برميل وهذه الكمية يمكن أن تساعد السوق في الفترة الأولى من رفع العقوبات.

وبعد تخفيف العقوبات عن فنزويلا، يمكن أن يبدأ العمل على تطوير حقولها النفطية بمساعدة شركات أمريكية، واستعادة قدرتها على الإنتاج في غضون سنة. لكن الحل السريع حالياً يكمن في تدخل السعودية والإمارت، لافتاً إلى ضرورة الانتباه إلى أنّ روسيا تجهز لعقوبات مرتدة وتلوح بقطع إمداد القارة الأوروبية بالغاز، ما سيكون له انعكاسات سلبية كبيرة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية