الإمارات تعيد سفيرها إلى إيران... ما النتائج المرجوة؟

الإمارات تعيد سفيرها إلى إيران... ما النتائج المرجوة؟


22/08/2022

أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة إعادة سفيرها سيف محمد الزعابي إلى إيران، لاستئناف مهام منصبه خلال الأيام المقبلة.

وأفادت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان لها نُشر عبر وكالة الأنباء الرسمية (وام)، أنّ القرار يأتي "تماشياً مع جهود دولة الإمارات في تعزيز العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكجزء من قرار سابق بزيادة التمثيل الدبلوماسي إلى رتبة سفير".

ويأتي هذا الإجراء بعد اتصال هاتفي جرى بتاريخ 26 تموز (يوليو) الماضي بين وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ووزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور حسين أمير عبد اللهيان، في هذا الشأن.

وأكدت الوزارة أنّ السفير الزعابي سيعود لممارسة مهامه الدبلوماسية في سفارة دولة الإمارات لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال الأيام المقبلة، وذلك للمساهمة في دفع العلاقات الثنائية إلى الأمام، بالتنسيق والتعاون مع المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الجارين والمنطقة.

ووفقاً لما نقلته وسائل إعلام محلية، فإنّ عودة السفير الإماراتي إلى طهران ستسهم في دفع العلاقات الثنائية إلى الأمام بالتنسيق والتعاون مع المسؤولين في إيران، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الجارين والمنطقة، وهو ما ينعكس بشكل رئيسي على تعزيز العلاقات الاقتصادية وتطوير علاقات سياسية واقتصادية وشعبية مستقرة وإيجابية، وسوف يسهم مناخ حسن الجوار في استقطاب المزيد من الاستثمارات للإمارات سواء من إيران أو مختلف دول العالم.

أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة إعادة سفيرها سيف محمد الزعابي إلى إيران

وسوف تفتح عودة سفير الإمارات إلى إيران قنوات جديدة لحث إيران على حلّ قضية الجزر الإماراتية الــ3 المحتلة من إيران "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى" منذ عام 1971، إمّا عبر المفاوضات المباشرة الجادة بين البلدين، وإمّا اللجوء إلى محكمة العدل الدولية للفصل في النزاع وفق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي، مع الإقرار بصعوبة حلحلة القضية في ظل تمسك طهران بموقفها.

وزارة الخارجية الإماراتية: القرار يأتي تماشياً مع جهود الإمارات في تعزيز العلاقات مع إيران، وكجزء من قرار سابق بزيادة التمثيل الدبلوماسي إلى رتبة سفير

وسوف تحسّن عودة السفير العلاقات بين البلدين وتخفض أجواء التوتر في المنطقة وحلّ القضايا العالقة عبر الطرق الدبلوماسية، الأمر الذي سيسهم في دعم أمن واستقرار المنطقة، وسيساهم بتعزيز التعاون الإقليمي في مواجهة التحديات البيئية والمناخية المشتركة.

وتشكل تلك الخطوة دافعاً لدعم المباحثات الجارية بين السعودية وإيران لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما، وتقريب وجهات النظر في القضايا المتباينة، وترجيح الحلول الدبلوماسية السلمية لأزمات المنطقة، وعلى رأسها الأزمة اليمنية، مع الإقرار أيضاً أنّ هذا الأمر لن يكون يسيراً.

وفي هذا السياق، علّق الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، على قرار عودة سفير بلاده إلى طهران بأنّه "يرمم الجسور ويعزز العلاقات".

وأضاف قرقاش في تغريدة له عبر "تويتر" اليوم: "قرار القيادة الرشيدة بعودة سفير الدولة إلى طهران يأتي ضمن توجه دولة الإمارات الإقليمي نحو ترميم الجسور وتعزيز العلاقات وتعظيم المشترك والبناء عليه لخلق مناخ من الثقة والتفاهم والتعاون".

عودة السفير الإماراتي إلى طهران ستسهم في دفع العلاقات الثنائية إلى الأمام، وفتح قنوات جديدة لحل قضية الجزر الإماراتية، وسيسهم في دعم أمن واستقرار المنطقة

وتابع: "قناعتنا راسخة بضرورة العمل والتنسيق العربي والإقليمي من أجل منطقة مستقرة ومستقبل مزدهر".

وكان الدكتور قرقاش قد كشف الشهر الماضي أنّ بلاده تدرس إعادة سفيرها إلى إيران، داعياً إلى التعاون الاقتصادي الإقليمي كوسيلة لتخفيف التوترات السياسية.

وقال في مؤتمر صحفي نقلته وكالة الأنباء الألمانية: "لا يمكن أن يكون العقد المقبل على غرار العقد الماضي، في العقد الجديد كلمة خفض التصعيد يجب أن تكون هي المفتاح"، مضيفاً أنّ الإمارات "ليست طرفاً في أيّ محور في المنطقة ضد إيران".

عكست زيارة مستشار الأمن الوطني الإماراتي السابقة إلى إيران حسابات الإمارات المتغيرة فيما يتصل بعلاقة أكثر براغماتية

وأضاف قرقاش أنّ الحوار والتعاون الاقتصاديَّين يشكلان جزءاً من إجراءات بناء الثقة مع إيران، وهو "أمر سيستغرق وقتاً"، مشيراً إلى أنّ الحلفاء الخليجيين على علم بالتحركات الإماراتية، وأنّ الهدف من ذلك كله هو "فتح صفحة جديدة في العلاقات".

هذا، وعكست أيضاً زيارة مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد خلال كانون الثاني (يناير) الماضي إلى إيران حسابات الإمارات المتغيرة فيما يتصل بعلاقة أكثر براغماتية وواقعية مع جارتها الإقليمية، لا تخلو أيضاً من الفوائد الأمنية والاقتصادية.

قرقاش: قرار عودة سفير الإمارات إلى طهران يرمم الجسور ويعزز العلاقات، ويأتي ضمن توجه دولة الإمارات الإقليمي نحو ترميم الجسور وتعزيز العلاقات

وقد وجّه الشيخ طحنون الدعوة لإبراهيم رئيسي للقيام بزيارة إلى دولة الإمارات، وهي زيارة نادرة؛ إذ لم يقم أيّ رئيس إيراني بزيارة الإمارات منذ العام 2007.

وفي الإطار ذاته، أشار الأكاديمي الإيراني حسين روي وران، في مقابلة مع "بي بي سي"، إلى أنّ المنطقة تقف على أعتاب مرحلة جديدة في العلاقات الإقليمية.

واعتبر روي وران أنّ جولات المحادثات السعودية الإيرانية في بغداد، والتقارب الإماراتي الإيراني الحالي، دليل على أنّ هذه الدول راغبة في الحوار، لكن تبقى السياسة الإيرانية ودعمها لجهات معينة في دول عربية مؤثرة جداً في تلك العلاقات.

من جهته، قال الكاتب السعودي مبارك آل عاتي: إنّه من خلال الاتفاقيات التي أبرمت بين الإمارات وإسرائيل، ومن خلال التقارب الأخير بين الإمارات من جهة وتركيا وإيران وسوريا من جهة أخرى، فهذا يعني تحولاً قوياً في الدبلوماسية الإماراتية التي أصبحت "دبلوماسية نشطة".

حسين روي وران: المنطقة تقف على أعتاب مرحلة جديدة في العلاقات الإقليمية، لكن تبقى السياسة الإيرانية مؤثرة جداً في تلك العلاقات

وأشار آل عاتي، في تصريح لـ"بي بي سي"، إلى أنّ الدبلوماسية الإماراتية تملك عوامل إقناع لكلا الطرفين، الخليجي والإيراني، خاصة أنّها تتقاطع مع الدبلوماسية السعودية في رؤيتها حول ضرورة توجّه المنطقة إلى حال من الاستقرار، لكي تتجنب الصراعات والتدخلات الأجنبية، مؤكداً: "الأمر يتطلب تنازلات من الطرفين الخليجي والإيراني على حدّ سواء".

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد تسلّم قبل أسبوع أوراق اعتماد بدر عبد الله المنيخ، وهو أول سفير للكويت في طهران منذ خفّضت تمثيلها الدبلوماسي في الجمهورية الإسلامية.

 وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان

وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة والكويت قد تضامنتا مع السعودية إثر اعتداءات على سفارة الرياض في طهران وقنصليتها في مشهد، وفي 4 كانون الثاني (يناير) 2016 عقب قيام الرياض بإعدام رجل الدين السعودي الشيعي المعارض نمر النمر من بين أشخاص متهمين بالإرهاب، قررت تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران إلى مستوى قائم بالأعمال وتخفيض عدد الدبلوماسيين الإيرانيين في الإمارات.

وأعلنت دولة الإمارات استدعاء سيف الزعابي سفيرها في طهران تطبيقاً لهذا القرار.

آل عاتي: الدبلوماسية الإماراتية تملك عوامل إقناع لكلا الطرفين الخليجي والإيراني، خاصة أنّ رؤيتها تتعلق بتوجّه المنطقة إلى حال من الاستقرار

وأكدت أنّ المبادئ الحاكمة للعلاقات الإيجابية والطبيعية بين الدول أساسها الاحترام المتبادل للسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

وتجري السعودية بدورها محادثات مع خصمها اللدود إيران التي تبلغت الشهر الماضي موافقة الرياض على انتقال الحوار بين البلدين من المستوى الأمني إلى السياسي، حسبما نقل موقع "دويتشه فيله".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية